Page 199 - m
P. 199

‫حول العالم ‪1 9 7‬‬                      ‫موجودة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬         ‫جانبًا فعل التنبؤ الكلامي‬
                                   ‫صعوبة إضافية حيث يجب‬          ‫المحايد إلى حد ما‪ ،‬فإن القوة‬
    ‫سميث وهاربر في وجهة‬           ‫أن تكون الإشارة ومرجعها‬
  ‫النظر القائلة بأن الإشارات‬        ‫موجودين حتى ُتجري أي‬            ‫الإدبارية التي سيمتلكها‬
 ‫ليست هي التي تطورت‪ ،‬بل‬                                          ‫مثل هذا الكلام ستعتمد إلى‬
 ‫أزواج الإشارة والاستجابة‪.‬‬                     ‫عملية ارتباط‪.‬‬     ‫حد كبير‪ ،‬ليس فقط على نية‬
  ‫وهذا أمر منطقي من وجهة‬           ‫ومن ثم‪ ،‬لا يمكن لافتراض‬
   ‫نظر تطورية (سواء كانت‬                                           ‫المتكلم ولكن أي ًضا على ما‬
‫بيولوجية أو ثقافية) لأنه على‬         ‫الغموض الواسع النطاق‬        ‫تعرفه‪ ،‬أو تعتقد أنها تعرفه‪،‬‬
  ‫الرغم من أن نقل المعلومات‬         ‫للجمل ولا افتراض أنواع‬      ‫عن المواقف العقلية للمستمع‬
   ‫ليس له معنى من الناحية‬            ‫الكلام المركبة‪ ،‬مما يؤدي‬   ‫تجاه «بطرس قادم»‪ .‬وينطبق‬
  ‫التطورية (المعلومات سلعة‬         ‫بالتضخم الدلالي‪ ،‬أن ينجح‬      ‫نفس المنطق على (‪ :)4‬ما إذا‬
                                     ‫في ظل البخل النفسي‪ .‬في‬       ‫كان سيتم تفسيره على أنه‬
   ‫ثمينة‪ ،‬فلماذا نشاركها؟)‪،‬‬      ‫الأساس‪ ،‬فإن استبدال البخل‬        ‫(‪ )5‬أو (‪ )6‬سيعتمد جزئيًّا‬
    ‫مما يؤدي إلى استجابات‬          ‫الدلالي ‪ +‬التضخم النفسي‪،‬‬
     ‫لدى الآخرين‪ ،‬طالما هذه‬      ‫كما اقترح جريس‪ ،‬بالتضخم‬             ‫على الأقل على النية التي‬
 ‫الاستجابات مفيدة للإشارة‪،‬‬           ‫الدلالي ‪ +‬البخل النفسي‪،‬‬      ‫ينسبها المستمع إلى المتكلم‪.‬‬
     ‫وهي منطقية تما ًما‪ .‬لذا‪،‬‬         ‫كما اقترحت ميليكان‪ ،‬لا‬       ‫بمعنى آخر‪ ،‬يبدو أن كون‬
    ‫في وجهة نظر مثل وجهة‬             ‫يمكن الدفاع عنه‪ .‬وسواء‬      ‫اشتراط السياق غير نفسي‪،‬‬
    ‫نظر ميليكان‪ ،‬التي تعتبر‬        ‫ذهب المرء إلى البخل الدلالي‬     ‫هو تعقيد لا مبرر له فيما‬
     ‫اللغة نظام اتصال‪ ،‬يبدو‬          ‫أو التضخم الدلالي‪ ،‬فإنه‬
  ‫من المعقول رؤية الإشارات‬                                          ‫يتعلق بالتواصل اللغوي‪،‬‬
 ‫اللغوية (مهما كانت) مقترنة‬           ‫لا يستطيع الهروب من‬          ‫حيث إن التمييز بين قوى‬
    ‫بالاستجابات وليس فقط‬         ‫التضخم النفسي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬لا‬
                                  ‫يبدو أن أنواع الكلام المركب‬       ‫الإلقاء المختلفة سيعتمد‪،‬‬
                ‫بالمعلومات‪.‬‬      ‫يمكن أن تلعب دور الإشارات‬             ‫في أغلب الأحيان‪ ،‬على‬
  ‫المثال الرئيسي لميليكان هو‬     ‫في أزواج معلومات الإشارة‪/‬‬
   ‫التوكيد‪ ،‬والذي‪ ،‬من ناحية‬                                        ‫تمثيل المواقف ذات الصلة‬
   ‫الاستجابة‪ ،‬هو‪ ،‬وف ًقا لها‪،‬‬               ‫الاستجابة أي ًضا‪.‬‬      ‫لدى المتكلم أو المستمع أو‬
   ‫مقتر ًنا باعتقاد المتلقي‪ .‬من‬                ‫الاستجابات‪:‬‬
                                                                     ‫كليهما‪ .‬هناك شك آخر‪،‬‬
    ‫الواضح أنه لا تؤدي كل‬          ‫اسمحوا لي الآن أن أتطرق‬       ‫يعود مرة أخرى إلى فرضية‬
 ‫التأكيدات إلى اعتقاد المتلقي‪،‬‬       ‫إلى اعتراضي الثالث على‬
‫ولكن‪ ،‬كما هو موضح أعلاه‪،‬‬            ‫ميليكان‪ ،‬فيما يتعلق بنوع‬       ‫المناسبة الأولى‪ .‬بالنظر إلى‬
 ‫لكي يتم إثبات الاقتران بين‬                                           ‫أن أنواع الكلام هي في‬
  ‫التأكيد واعتقاد المتلقي (أو‪،‬‬    ‫الاستجابة المرتبط بالإشارة‪.‬‬        ‫حد ذاتها مركبة‪ ،‬كونها‬
                                   ‫وبالعودة إلى مثال ميليكان‬
    ‫بعبارة أخرى‪ ،‬لكي يكون‬          ‫المركزي‪ ،‬أفعال الكلام‪ ،‬فإن‬      ‫أزوا ًجا من الجمل وأنواع‬
   ‫اعتقاد المتلقي هو الوظيفة‬                                       ‫السياق‪ ،‬يمكن للمرء أي ًضا‬
                                 ‫اقتران «المعلومات» يكون بين‬
     ‫المناسبة للتأكيد)‪ ،‬يكفي‬      ‫شكل الجملة والفعل الإلقاء‪،‬‬           ‫أن يتساءل عن كيفية‬
   ‫أن يجب أن يقترن التأكيد‬           ‫لكن اقتران «الاستجابة»‬          ‫ظهور مثل هذه الأزواج‬
‫بالاعتقاد في كثير من الأحيان‬          ‫يكون بين شكل الجملة‬          ‫إلى الوجود‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
 ‫بما فيه الكفاية‪ .‬أريد هنا أن‬        ‫والفعل التلفظي‪ .‬هنا‪ ،‬من‬        ‫مشكلة أولية ذات ترتيب‬
 ‫أناقش مدى ملاءمة الاعتقاد‬          ‫المهم أن نرى السبب وراء‬          ‫أعلى‪ .‬هذه المشكلة حادة‬
                                 ‫مشاركة ميليكان مع ماينارد‬         ‫بشكل خاص في التواصل‬
      ‫كاستجابة للمتلقي من‬                                        ‫اللغوي‪ ،‬نظ ًرا للفصل‪ ،‬الذي‬
                                                                  ‫يسمح للمتكلمين بالتحدث‬
                                                                    ‫عن كائنات غائبة أو غير‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204