Page 203 - m
P. 203

‫حول العالم ‪2 0 1‬‬                  ‫اللغوي بقدر ما يدعي أن‬      ‫التطور السابق لنظرية العقل‬
                               ‫التواصل اللغوي غير محدود‬       ‫المتطورة‪ ،‬والتي تم تطويرها‬
 ‫وبالنظر إلى هاتين النقطتين‬                                   ‫على أساس القدرات الموجودة‬
‫المهمتين للاتفاق بين وجهات‬       ‫في عدد المحتويات المختلفة‬
                                  ‫التي يمكن استخدام اللغة‬        ‫مسب ًقا لدى الرئيسيات في‬
       ‫نظر ميليكان وسكوت‬                                        ‫الإدراك الاجتماعي‪ ،‬ولكنها‬
    ‫فيليبس‪ ،‬فمن المنطقي أن‬                   ‫للتواصل بها‪.‬‬       ‫تتفوق عليها بمراحل‪ .‬اللغة‬
  ‫نتساءل عما إذا كان اقتراح‬          ‫وليس هذا هو الجانب‬         ‫نفسها عبارة عن مجموعة‬
    ‫سكوت فيليبس يتعارض‬              ‫الوحيد الذي تلتقي فيه‬       ‫من الرموز التقليدية‪ ،‬التي‬
 ‫مع الاعتراضات التي أثيرت‬        ‫نظرية سكوت فيليبس مع‬
                                ‫نظرية ميليكان‪ .‬نقطة التقاء‬        ‫تعزز إلى حد كبير القوة‬
       ‫أعلاه ضد وجهة نظر‬        ‫مهمة أخرى بين الحسابين‬        ‫التعبيرية للتواصل الظاهري‪،‬‬
   ‫ميليكان‪ .‬ومن الواضح أن‬         ‫هي فكرة زوج الاستجابة‬
  ‫الاعتراضات العملية (حجة‬          ‫للإشارة باعتباره وحدة‬          ‫ولكنها‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬لا تزال‬
                                    ‫الاتصال الأساسية‪ .‬في‬      ‫بحاجة إلى الاستدلال العملي‪،‬‬
       ‫المناسبة الأولى وحجة‬          ‫الأساس‪ ،‬يميز سكوت‬         ‫لأنها‪ ،‬في أغلب الأحيان‪ ،‬غير‬
  ‫الغموض) لا تنطبق‪ .‬ولكن‪،‬‬           ‫فيليبس بين الإشارات‪،‬‬
                                  ‫والإكراه‪ ،‬والحوادث‪ ،‬من‬         ‫محددة لغو ًّيا بالنسبة إلى‬
    ‫كما سنرى‪ ،‬تنطبق حجة‬           ‫خلال ما إذا كان السلوك‬                    ‫معنى المتكلم‪.‬‬
  ‫الافتقار إلى التاريخ وحجة‬       ‫مصم ًما لإثارة استجابات‬
                                  ‫(مصممة) أم لا‪ .‬في حالة‬      ‫ليس هناك شك في أن اقتراح‬
      ‫عدم تحديد الاستجابة‬         ‫الإشارة (وحدة الاتصال‬            ‫سكوت فيليبس يختلف‬
 ‫السلوكية على نظرية سكوت‬              ‫الوحيدة)‪ ،‬تم تصميم‬          ‫في كثير من النواحي عن‬
                                 ‫الإشارة لتحفيز الاستجابة‬
                   ‫فيليبس‪.‬‬        ‫المصممة (بما يتماشى إلى‬       ‫اقتراح ميليكان‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
      ‫كما نوقش أعلاه‪ ،‬فإن‬      ‫حد كبير مع تعريف ماينارد‬            ‫هناك نقطة واحدة يبدو‬
     ‫أي نظرية تحدد وحدات‬        ‫سميث وهاربر‪ ،‬راجع اللغة‬             ‫أنهما يلتقيان فيها‪ .‬من‬
   ‫التواصل كنتيجة للاقتران‬      ‫كنظام اتصال ضمن نموذج‬
  ‫بين الإشارات والمعلومات‪/‬‬           ‫الكود)‪ .‬لم يتم تصميم‬      ‫الصعب للغاية‪ ،‬من العرض‬
   ‫الاستجابات بحكم الواقع‪،‬‬      ‫الإشارة لتحفيز الاستجابة‪،‬‬      ‫الذي قدمه سكوت فيليبس‪،‬‬
  ‫تفترض الديمومة في أنواع‬      ‫على الرغم من أن الاستجابة‬
       ‫الإشارات‪ ،‬وفي أنواع‬          ‫مصممة كاستجابة لهذا‬              ‫معرفة أين ستختلف‬
       ‫المعلومات‪ ،‬وفي أنواع‬         ‫النوع من الإشارات‪ .‬في‬        ‫رموزه التقليدية بالضبط‬
   ‫الاستجابة وفي الاقترانات‬    ‫الإكراه‪ ،‬يتم تصميم الإجراء‬       ‫عن الإنشاءات‪ ،‬وكما رأينا‪،‬‬
    ‫التي تربط بينها‪ .‬يختلف‬         ‫لإثارة الاستجابة‪ ،‬ولكن‬      ‫فإن ميليكان أي ًضا تميل إلى‬
 ‫سكوت فيليبس عن ميليكان‬          ‫الاستجابة ليست مصممة‬             ‫البنائية‪ .‬علاوة على ذلك‪،‬‬
 ‫في الاعتراف منذ البداية بأن‬    ‫كرد فعل على هذا النوع من‬      ‫يتبنى سكوت فيليبس بعض‬
 ‫المعلومات التي يتم توصيلها‬       ‫الإجراء‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬في حالة‬      ‫المبادئ البنائية الأخرى‪.‬‬
   ‫من خلال الألفاظ المختلفة‬    ‫وقوع حادث‪ ،‬لا يتم تصميم‬          ‫على سبيل المثال‪ ،‬في فصله‬
   ‫لجملة معينة ستختلف من‬            ‫الحادث ولا الاستجابة‬
     ‫مناسبة إلى أخرى‪ ،‬وهو‬        ‫بالنسبة لبعضهما البعض‪.‬‬             ‫الخامس‪ ،‬يرفض فكرة‬
      ‫لا يفسر ذلك من خلال‬                                        ‫تشومسكي حول القواعد‬
    ‫الغموض الواسع النطاق‪.‬‬                                         ‫العالمية‪ ،‬والتي يراها غير‬
      ‫ويشرح ذلك من خلال‬                                          ‫ضرورية‪ .‬كما أنه يرفض‬
    ‫النقص الدلالي العميق في‬                                      ‫فكرة أن التكرار هو عامل‬
  ‫الرموز اللغوية (التقليدية)‪.‬‬                                   ‫مركزي في بناء الجملة وفي‬
  ‫يؤثر هذا النقص العميق في‬                                      ‫الإبداع اللغوي‪ ،‬على الرغم‬
                                                              ‫من أنه يبدو أنه يقبل الإبداع‬
   198   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208