Page 200 - m
P. 200

‫العـدد ‪60‬‬                   ‫‪198‬‬

                               ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬                       ‫منظور تطوري‪.‬‬
                                                          ‫في ظاهر الأمر‪ ،‬يبدو أن‬
 ‫ما إذا كان ميليكان سيوافق‬        ‫يثير بناء نظرية‬      ‫استجابة أي جهاز استقبال‬
 ‫على مثل هذا التطور‪ ،‬والذي‬      ‫ميليكان صعوبات‬         ‫في أزواج استجابة الإشارة‬

    ‫يعادل إعادة إدخال عامل‬           ‫كبيرة‪ ،‬ترتبط‬            ‫يجب أن تكون قابلة‬
  ‫غريسي (نفسي) في تطور‬                   ‫بالتاريخية‬   ‫للاكتشاف إذا كان الاقتران‬
   ‫التواصل‪ .‬وهكذا‪ ،‬يبدو أن‬                ‫الأساسية‬
   ‫الاعتقاد مرشح غريب إلى‬                                              ‫قد تطور‪.‬‬
 ‫حد ما للاستجابة في أزواج‬          ‫لمفهومها عن‬          ‫إمكانية اكتشاف فرضية‬
                                 ‫الإشارة‪ ،‬الموروثة‬
       ‫الإشارة والاستجابة‪.‬‬        ‫من فكرتها عن‬                      ‫الاستجابة‪:‬‬
‫لكن هذا ليس سوى اعتراض‬         ‫الوظيفة المناسبة‪.‬‬     ‫لكي تنطلق أزواج الاستجابة‬
                                                      ‫للإشارة‪ ،‬يجب أن تكون كل‬
     ‫أولي‪ .‬الاعتراض الثاني‪،‬‬        ‫بشكل أساسي‪،‬‬
 ‫وربما الأكثر حس ًما‪ ،‬هو أن‬    ‫لكي تحدث عمليات‬           ‫من الإشارة والاستجابة‬
   ‫الاستجابات‪ ،‬على مثل هذا‬                           ‫قابلة للاكتشاف (على التوالي‪،‬‬
 ‫الرأي‪ ،‬يجب أن تكون مفيدة‬           ‫الاقتران كأصل‬    ‫بواسطة المستقبل والمرسل)‪.‬‬
 ‫للمرسل (أو‪ ،‬في حالة اللغة‪،‬‬      ‫للإشارات يجب أن‬     ‫إن المشكلة مع الاعتقاد ليست‬
‫للمتكلم)‪ .‬لكن الاعتقاد في حد‬                         ‫فقط أنه حالة عقلية (وبالتالي‬
  ‫ذاته ليس في صالح المتكلم‪.‬‬         ‫يكون كل من‬
                                 ‫نوع الإشارة ونوع‬       ‫فإن اكتشافها أقل سهولة‬
    ‫بل إن العواقب السلوكية‬        ‫المعلومات ونوع‬     ‫من اكتشاف سلوك أو فعل)؛‬
      ‫لاعتقاد المتلقي (قراره‬    ‫الاستجابة دائمة‪،‬‬     ‫بالإضافة إلى أنه من الصعب‬

‫«التصرف بنا ًء على اعتقاده»‪،‬‬       ‫كما أن الاقتران‬     ‫بشكل خاص اكتشافه بين‬
‫إذا جاز التعبير) هي التي قد‬            ‫المتكرر بين‬       ‫الحالات العقلية‪ .‬في حين‬
 ‫تكون مفيدة لها‪ .‬ولكن كيف‬                                 ‫أن النوايا غالبًا ما تكون‬
                                 ‫الإشارات من هذا‬
    ‫سيتصرف السامع وف ًقا‬          ‫النوع ومعلومات‬     ‫واضحة إلى حد ما من خلال‬
   ‫لاعتقاده بالضبط سيعتمد‬                              ‫الاستعداد الجسدي للفعل‪،‬‬
    ‫على مجموعة من الأشياء‬                ‫هذا النوع‬
‫الأخرى‪ ،‬بما في ذلك معتقداته‬      ‫والاستجابات من‬      ‫ويمكن اكتشاف العواطف أو‬
‫الأخرى ورغباته‪ ،‬والتي تقلل‬     ‫هذا النوع يجب أن‬        ‫المشاعر من خلال تعبيرات‬
 ‫بشدة من العواقب السلوكية‬                              ‫الوجه‪ ،‬إلا أن الاعتقاد يبدو‬
                                     ‫تكون دائمة‪.‬‬      ‫داخليًّا بالكامل وغير مرتبط‬
      ‫لاعتقاده (الذي يحفزه‬                             ‫بأي مظهر خارجي محدد‪.‬‬
‫المتكلم)‪ .‬لنفترض‪ ،‬على سبيل‬
                                                     ‫يمكن للمرء أن يجادل بالطبع‬
    ‫المثال‪ ،‬أن يوحنا يريد أن‬                              ‫بأنه‪ ،‬في ضوء اعتقاد له‬
 ‫يذهب‪ ،‬بينما مريم تريده أن‬                              ‫محتوى معين في سامعه‪،‬‬
 ‫يبقى‪ .‬يمكن لمريم أن تقول‪:‬‬                                 ‫يمكن للمتكلم اكتشاف‬
                                                        ‫وجوده من خلال سلوكه‬
           ‫(‪ )9‬المطر يهطل‪.‬‬
     ‫في حين أن الاعتقاد بأن‬                           ‫المفسر عبر نظرية العقل‪ ،‬أي‬
 ‫السماء تمطر قد يدفع جون‬                               ‫عبر إسناد الحالات العقلية‪.‬‬
   ‫بالفعل إلى البقاء‪ ،‬فإنه قد‬                          ‫ومع ذلك‪ ،‬لا يبدو هذا غير‬
   ‫يجعله أي ًضا يأخذ مظلته‪،‬‬                           ‫مؤكد فحسب (انظر أدناه)‪،‬‬
    ‫أو يتصل بسيارة أجرة‪،‬‬                               ‫بل ليس من الواضح أي ًضا‬
   ‫أو يفعل عد ًدا من الأشياء‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205