Page 201 - m
P. 201

‫حول العالم ‪1 9 9‬‬

‫كلود شانون‬  ‫سيدريك بوككس‬         ‫ساندور ساثماري‬                        ‫الأخرى‪ ،‬لا شيء منها‬
                                                                     ‫يبقى‪ ،‬وليس أ ًّيا منها هو‬
    ‫باعتبارها نظام اتصال‪.‬‬        ‫للاكتشاف‪ ،‬مما يثير صعوبة‬            ‫ما ترغب فيه مريم له أن‬
                                    ‫كبيرة في حساب مزاوجة‬           ‫يفعل‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬حتى في‬
‫اللغة كنظام اتصال‬                   ‫الإشارة والاستجابة مثل‬         ‫مثل هذه الحالات البسيطة‪،‬‬
  ‫في ظل النموذج‬                      ‫حسابها (قابلية اكتشاف‬        ‫تكون الاستجابات السلوكية‬
     ‫الظاهري‬                                                       ‫للسامع بعيدة عن أن تكون‬
                                   ‫الاستجابة)‪ .‬دعوى)؛ ثانيًا‪،‬‬     ‫واضحة‪ ،‬وبالتأكيد لا توجد‬
   ‫التواصل الظاهري‪ ،‬وهو‬              ‫بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬تكون‬       ‫طريقة للتنبؤ بها بأي درجة‬
      ‫المفهوم الذي استعاره‬                                       ‫من اليقين‪ .‬والتواصل اللغوي‬
                                 ‫الحالات العقلية مفيدة بشكل‬          ‫بالطبع بعيد كل البعد عن‬
‫سكوت فيليبس من سبيربر‬              ‫غير مباشر للمتحدث‪ :‬فهي‬             ‫أن يقتصر على مثل هذه‬
‫وويلسون‪ ،‬يتوافق مع الرأي‬          ‫لا يمكن أن تكون مفيدة لها‬         ‫الظروف البسيطة‪ .‬بعبارة‬
‫القائل بأن التواصل البشري‬            ‫إلا إذا قادت المستمع إلى‬
‫يرتبط ارتبا ًطا وثي ًقا بالفكرة‬                                                      ‫أخرى‪:‬‬
‫الحاسمة المتمثلة في الملاءمة‪.‬‬    ‫سلوك تريده أن يؤديه‪ ،‬ولكن‬        ‫عدم تحديد حجة الاستجابة‬
                                      ‫هذا غير مؤكد في معظم‬
     ‫الملاءمة هي فكرة الحد‬                                          ‫السلوكية‪ :‬عند البشر على‬
 ‫الأدنى والنسخة التواصلية‬          ‫الحالات (حجة عدم تحديد‬        ‫الأقل‪ ،‬تكون التلقائية أو حتى‬
                                                ‫الاستجابة)‪.‬‬      ‫تكرار استجابة معينة لإشارة‬
      ‫للملاءمة هي كما يلي‪:‬‬                                        ‫لغوية معينة غير محددة إلى‬
   ‫الملاءمة للموضوع‪ :‬يكون‬         ‫وهكذا‪ ،‬فإن مسعى ميليكان‬         ‫حد كبير‪ ،‬مما يقوض اقتران‬
‫الكلام ذا صلة بالقدر الذي‪:‬‬       ‫إلى «نزع الطابع النفسي» عن‬
‫• تكون الترجمة الفورية أقل‬                                           ‫الإشارات والاستجابات‪.‬‬
                                   ‫اللغة وتصنيفها بين جميع‬            ‫لذا فإن اختيار ميليكان‬
                    ‫تكلفة‪.‬‬          ‫أنظمة التواصل الحيوانية‬           ‫للمثال‪ ،‬وهو ربط إشارة‬
  ‫• تنتج التأثيرات المعرفية‪.‬‬        ‫الأخرى قد فشل‪ .‬سننتقل‬          ‫لغوية (تأكيد) مع استجابة‬
                                   ‫الآن إلى وجهة نظر سكوت‬           ‫تمثل حالة ذهنية (اعتقاد)‬
                                   ‫فيليبس المختلفة تما ًما للغة‬       ‫يمكن تفسيره من خلال‬
                                                                 ‫حقيقة أن الفعل البشري ليس‬
                                                                 ‫تلقائيًّا لدرجة أنه يمكن ربطه‬
                                                                    ‫بشكل موثوق بالإشارات‪،‬‬
                                                                  ‫باستثناء الضرورات في مثل‬
                                                                    ‫هذه الأمور‪ .‬الظروف ذات‬
                                                                  ‫الحجية القوية التي لا خيار‬
                                                                  ‫أمام المستمع سوى الامتثال‬
                                                                    ‫لها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا له‬
                                                                  ‫نتيجتان سلبيتان إلى حد ما‬
                                                                  ‫بالنسبة لوجهة نظرها حول‬
                                                                      ‫تطور التواصل اللغوي‪:‬‬
                                                                  ‫أو ًل‪ ،‬الحالات العقلية ليست‬
                                                                      ‫أكثر الاستجابات قابلية‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206