Page 188 - merit 48
P. 188

‫العـدد ‪48‬‬                               ‫‪186‬‬

                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                        ‫بوسعها سماع صوته فاتن‬
                                                                        ‫الكاريزما‪ ،‬وسعي ًدا بنفسه‬
     ‫على الرغم من أن المؤلفة‬             ‫الفيزيائية لكتابة قصة‬          ‫–كما رأته– وبالطبع هو لم‬
‫بدأت متأخرة قلي ًل في أحداث‬          ‫تاريخية تستغرق سنوا ٍت؛‬           ‫يكن كذلك –تضحك مانتل–‬
‫حياتها العملية (فهي لم تفعل‬                                            ‫ولكن التجربة كافية لتحثها‬
‫شيئًا مطل ًقا قبل نشر روايتها‬           ‫حيث إن العملية العقلية‬         ‫على منحه دو ًرا محور ًّيا في‬
                                         ‫تستغرق أكثر‪ ،‬إن ذلك‬          ‫قصتها أكثر مما خططت هي‬
  ‫الرابعة) وهي ترى الآن أن‬                                           ‫من قبل‪ ،‬دو ًرا بررته الصداقة‬
   ‫ذلك ممتع ومتمم لحياتها‪.‬‬                 ‫يستغرق عم ًرا بحق‪.‬‬        ‫الحميمة والغريبة بين ولسلي‬
 ‫كان احتفال ديبنهام بالآداب‬        ‫بدأ اهتمام الكاتبة (‪ 56‬عا ًما)‬      ‫وتوماس كرومويل‪ ،‬الرجل‬
   ‫حد ًثا صغي ًرا كيما تنتظره‬      ‫مبك ًرا؛ فبذرة فكرة كرومويل‬       ‫الذي تولى منصبه بعد وفاته‬
 ‫مؤلفة بارزة‪ ،‬لكنما الروابط‬         ‫التي أضحت «قصر الذئاب»‬             ‫والتي اقترحها بحث مانتل‪.‬‬
                                                                     ‫دائ ًما ما بدا الرجلان عضوين‬
     ‫العائلية (كل من والدها‬              ‫وتتمتها‪ ،‬وقد ُبذرت في‬        ‫ينتميان لمعسكرين مختلفين‪،‬‬
     ‫ووالدتها يعيش في هذه‬              ‫دروس تاريخ تيودور في‬
    ‫القرية)‪ ،‬وإيمانها بأهمية‬           ‫مدرستها الثانوية‪ ،‬وعلى‬               ‫فولسي رجل الكنيسة‬
     ‫تشجيع الروابط بالأدب‬             ‫الرغم من أنها لم تستأنف‬               ‫الرومانية الكاثوليكية‪،‬‬
   ‫في كل المناطق وليس لندن‬          ‫نفس الموضوع في الجامعة‪.‬‬          ‫وكرومويل الرجل الذي ي َّسر‬
 ‫فحسب‪ ،‬وقد شملت موطنها‬              ‫لقد اختارت دراسة القانون‬         ‫الإصلاح والتغيير الإنجليزي‬
                                    ‫ِعو ًضا عن ذلك‪ ،‬لطالما ُفتنت‬
           ‫في هذا البرنامج‪.‬‬                                                       ‫لهذه المؤسسة‪.‬‬
 ‫قد تسهم زيارة مانتل كثي ًرا‬                   ‫مانتل بالماضي‪.‬‬        ‫ولكن مانتل ترجح أن العديد‬
‫في المهرجان‪ ،‬وبوسع المرء أن‬         ‫تقول إنها ليست متأكد ًة‪َ ِ ،‬ل‬
  ‫يأمل أن تصبح هذه واحدة‬                                                  ‫من سياسات كرومويل‬
  ‫من الفرص العديدة لسكان‬               ‫لم تدرس التاريخ دراس ًة‬        ‫الاجتماعية قد نوقشت حول‬
                                     ‫أكاديمي ًة أكثر‪« :‬ربما لأنني‬
     ‫هذه البلدة‪ ،‬ديبنهام‪ ،‬أن‬         ‫لم أرد أن ينتهي بي الحال‬            ‫مائدة عشاء ولسي‪ ،‬وقد‬
‫يلتقي ويسمع من مثل هؤلاء‬            ‫لأن أصبح معلم ًة‪ ،‬ليس عدم‬         ‫تأثرت بأفكار الرجل المسن‪،‬‬
                                   ‫احترام للمهنة‪ ،‬ولكن لعله ما‬
  ‫الكتَّاب المثيرين مثلما فعلت‬        ‫تطمح إليه عندما تكون في‬           ‫فلم يكن ولسي مستشا ًرا‬
       ‫مانتل في نهاية لقائها‬         ‫السابعة عشرة من العمر»‪.‬‬             ‫لكرومويل فحسب‪ ،‬ولكن‬

            ‫هوامش‪:‬‬                      ‫قد يبدو ذلك ح ًّقا‪ ،‬ولكن‬                   ‫صديقه أي ًضا‪.‬‬
                                      ‫ش ًّكا يتسلل إل َّي بأن مانتل‬     ‫«احترم كرومويل ولسي‪،‬‬
          ‫* عن موقع ديبنهام‬        ‫كانت ستصبح معلم ًة رائع ًة؛‬           ‫لقد أحبه»‪ ..‬فعندما صنع‬
           ‫للاحتفالات الأدبية‪.‬‬     ‫فالساعة التي قضيتها أصغي‬
  ‫* ت َّمت هذه المقابلة في الرابع‬   ‫لها تناقش وتقرأ من كتابها‬              ‫كرومويل شعار النبالة‬
   ‫عشر من يوليو عام ‪.2009‬‬           ‫في كنيسة ديبنهام قد منحنا‬        ‫لأسرته أخذ تفاصيل ذلك من‬
  ‫‪ -1‬أتمت ماري هاموند عامها‬          ‫بصيرة بعصر تيودور على‬
‫الجامعي الأول في كلية داوننج‪-‬‬       ‫نفس القدر‪ ،‬إن لم يكن أكثر‬          ‫ولسي‪« :‬كان ذلك تصري ًحا‬
    ‫كامبردج حيث تدرس لتنال‬          ‫مما يعطينا التعليم المدرسي‬          ‫جريئًا وقو ًّيا‪ ،‬ولا يعد هذا‬
     ‫شهادتها الجامعية في اللغة‬                                       ‫تحال ًفا فحسب بين كرومويل‬
         ‫الإنجليزية (المترجم)‪.‬‬                       ‫الرسمي‪.‬‬         ‫وولسي بل يعلن صلة القرابة‬
                                     ‫إن مانتل تستمتع بلقاءاتها‬
                                                                                ‫لابن رجل منبوذ‪.‬‬
                                         ‫ونقاشاتها مع قرائها‪.‬‬         ‫مثل هذا البحث يكشف هذه‬
                                                  ‫تقول مانتل‪:‬‬
                                                                          ‫التفاصيل التي تستغرق‬
                                    ‫‪ -‬من الرائع أن تفتح قنوات‬           ‫وقتًا طوي ًل‪ ،‬بينما العملية‬
                                            ‫الاتصال مع القراء‪.‬‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193