Page 190 - merit 48
P. 190

‫العـدد ‪48‬‬                             ‫‪188‬‬

                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                           ‫العام ‪١٩٨٢‬‬
                                                                 ‫قمت بزيارة إلى‬
‫الحرس الثوري الإيراني في تأسيس الحرس الثوري‬                    ‫بيروت التي كانت‬             ‫في بداية‬
                                                                 ‫تصطلي بنيران‬
‫لبنان‪ ،‬التي وصلت لتوها بغرض حماية الخميني‬                        ‫الحرب الأهلية‪،‬‬
                                ‫بمباركة فتح لدعم القضية‬          ‫والاشتباك بين‬
‫وأتباعه من احتمالات سقوط‬      ‫الفلسطينية‪ ،‬والتي عملت على‬        ‫جزئيها الشرقي‬
  ‫نظامه الناشئ بانقلاب من‬     ‫تحويل شيعة لبنان إلى خنجر‬       ‫والغربي‪ ،‬المسيحي‬
 ‫الجيش الإيراني‪ .‬وفيما كان‬                                     ‫والمسلم‪ ،‬وبدعوة‬
 ‫عرفات يتوق لدعم الخميني‬             ‫في الخاصرة العربية‪.‬‬          ‫كريمة من السفير عباس‬
 ‫المالي له‪ ،‬كانت عين الخميني‬   ‫رؤية الخميني التوسعية في‬         ‫زكي ممثل منظمة التحرير‬
   ‫مصوبة نحو شيعة لبنان‬        ‫المنطقة سبقت برأيي‪ ،‬رؤيته‬        ‫الفلسطينية في عدن حينها‪،‬‬
                                                              ‫والقيادي الفتحاوي المعروف‪.‬‬
‫كمدخل لتثوير المنطقة‪ ،‬ضمن‬         ‫لبناء دكتاتورية الملالي في‬
                                  ‫الداخل الإيراني‪ ،‬فقد بدأ‬         ‫كانت الدعوة مخصصة‬
‫الخميني من منفاه الباريسي رؤيته لدولة الإسلام الشيعي‬           ‫للاطلاع على الحياة الثقافية‬

                              ‫بالتواصل مع حركات التحرر‬            ‫الفلسطينية في المخيمات‪.‬‬
                                                                  ‫في بيروت وللمرة الأولى‬
                              ‫العربية‪ ،‬وتحدي ًدا في لبنان‪،‬‬        ‫في حياتي شهدت بواكير‬
                              ‫حيث كان اللبنانيون الشيعة‬         ‫التواجد الإيراني في لبنان‪،‬‬
                                                                ‫والذي أوصلها بعد سنوات‬
                              ‫هدفه المباشر‪ .‬وخلال الفترة‬
                                                                    ‫من النخر في أساسات‬
                              ‫التي سبقت ثورة ‪ ،١٩٧٩‬تم‬            ‫الدولة‪ ،‬إلى الدرك الأسفل‬
                                                                ‫بين الأمم‪ ،‬بعد أن كانت في‬
                              ‫الاتفاق مع ياسر عرفات‪،‬‬          ‫قاموسنا «سويسرا الشرق»‪،‬‬
                                                               ‫والدولة الاستثناء والنموذج‬
‫خالد اليماني*‬                   ‫وتم استقبال أول مجموعة‬
                              ‫إيرانية للتدريب في معسكرات‬                        ‫للتعايش‪.‬‬
‫(أمريكا)‬                                                           ‫كنت قد أضعت الطريق‬
                              ‫القوة ‪.١٧‬‬                         ‫للدخول إلى منطقة سيطرة‬
                                                                ‫القوة ‪ ١٧‬التي كانت تشكل‬
‫تشريح إرهاب الـــــــــــ‬     ‫وتدربت‬                                ‫الحماية الأمنية للقيادة‬
                              ‫المجموعة‬                        ‫الفلسطينية‪ ،‬في منطقة جامعة‬
                                                                  ‫بيروت العربية‪ ،‬فتوغلت‬
                              ‫الأولى‬                            ‫شارعين لأجد نفسي قبالة‬
                                                                    ‫بوابة معسكر يل ِّوح لي‬
                              ‫على يد‬                               ‫عسكر البوابة بإشارات‬
                                                                ‫متوترة للعودة إلى الخلف‪،‬‬
                                           ‫الفلسطينيين‬
                                 ‫على أساليب الحرب غير‬                ‫دون أن ينبسوا ببنت‬
                                ‫التقليدية‪ ،‬وشكلت القوام‬         ‫شفه‪ .‬عرفت لاح ًقا أن هذه‬
                                ‫المؤسس للحرس الثوري‬            ‫العناصر هي باكورة تواجد‬

                                              ‫الإيراني‪.‬‬
                                   ‫كان عرفات يعتقد أن‬
                              ‫الإيرانيين سيشكلون راف ًدا‬
                                 ‫لتحرير فلسطين‪ ،‬ولكن‬
                              ‫الأهم أنه كان يفكر بالدعم‬
                              ‫المالي‪ ،‬ولهذا سارع بعد أيام‬
                                 ‫من وصول الخميني إلى‬
                               ‫طهران لزيارتها على رأس‬
                               ‫وفد كبير من قيادات فتح‬
                                ‫للتهنئة‪ ،‬وأسهمت فتح في‬
   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195