Page 193 - merit 48
P. 193

‫‪191‬‬       ‫الملف الثقـافي‬

‫عباس زكي‬  ‫حسن نصر الله‬        ‫أوريانا فالاتشي‬              ‫مختلف كتاباتي ومداخلاتي‪،‬‬
                                                              ‫من واقع التقارير البحثية‬
 ‫أن سحب الملف الإيراني من‬     ‫للمبادرة الخليجية‪ ،‬وخروج‬
‫الخارجية اليمنية‪ ،‬سعى عبر‬        ‫الرئيس الأسبق على عبد‬      ‫الموثقة والصادرة عن مراكز‬
                                                              ‫الدراسات والفكر الدولية‪،‬‬
  ‫جهاز الأمن القومي للبحث‬      ‫الله صالح‪ ،‬ضرب الرئيس‬          ‫والتي صنفت ‪-‬اليمن بد ًءا‬
     ‫عن طريق لمناقشة الأمر‬       ‫السابق عبد ربه منصور‬          ‫من النصف الثاني للعقد‬
                                                               ‫الأول من الألفية الثالثة‪-‬‬
  ‫مع السلطات الإيرانية عبر‬    ‫هادي ناقوس الخطر‪ ،‬ولكن‬         ‫بـ»الدولة الفاشلة»‪ ،‬انطلا ًقا‬
‫الوساطة العمانية‪ ،‬وفي إحدى‬      ‫بعد فوات الأوان‪ ،‬فقد بلغ‬
                                                            ‫من كل المؤشرات السياسية‬
  ‫اللقاءات الهامة بين قيادات‬  ‫المشروع الإيراني التخريبي‬      ‫والاقتصادية والاجتماعية‪،‬‬
     ‫أمنية يمنية وإيرانية في‬  ‫في اليمن سن الرشد‪ ،‬وش َّب‬      ‫فقد فشلت الدولة في القيام‬
                                                            ‫بوظائفها الأساسية‪ ،‬وفقدت‬
‫مسقط‪ ،‬كرر الجانب الإيراني‬         ‫عن الطوق وأخذ يمسك‬       ‫السيطرة على كامل أراضيها‪،‬‬
    ‫رفضه التورط في أعمال‬        ‫بتلابيب الدولة‪ ،‬ويتلاعب‬      ‫بالإضافة إلى إدارة شؤون‬
                                ‫بالصراعات والخصومات‬          ‫الحكم التي تميزت بتفشي‬
  ‫تخريبية داخل اليمن ودعم‬       ‫على السلطة‪ ،‬وينتهز عدم‬       ‫الفساد‪ ،‬وارتفاع مستويات‬
    ‫المليشيات الحوثية‪ .‬وبعد‬                                ‫الفقر‪ ،‬والانقسامات المناطقية‬
    ‫انفضاض الاجتماع أس َّر‬        ‫الثقة التي كانت سائدة‬
                                 ‫بين النخب السياسية في‬           ‫تحت شعارات مذهبية‬
‫رئيس الوفد الإيراني في أذن‬     ‫السلطة والمعارضة‪ .‬وفيما‬                         ‫وقبلية‪.‬‬
  ‫رئيس جهاز الأمن القومي‬      ‫كان الجميع ملهيًّا بمصالحه‬
      ‫اليمني‪ ،‬أن الجمهورية‬                                           ‫وتحولت اليمن إلى‬
    ‫الإسلامية لن تتوانى في‬         ‫الضيقة‪ ،‬لم يلتفتوا إلا‬       ‫خطر متزايد يهدد الأمن‬
                                ‫والوطن يسقط بيد عملاء‬      ‫والاستقرار العربي والإقليمي‬
‫دعم المستضعفين في الأرض‬                                      ‫والدولي‪ ،‬مما أدى إلى زيادة‬
  ‫الذين يحاربون الطواغيت‪،‬‬                       ‫طهران‪.‬‬         ‫تدخل الدول في الشؤون‬
 ‫ولن توقفها عن بلوغ هدفها‬         ‫وفي إحدى اللقاءات غير‬         ‫الداخلية اليمنية بمباركة‬
                              ‫الرسمية قال هادي إنه بعد‬       ‫قيادتها السياسية‪ .‬وتحول‬
‫أي قوة في العالم‪( .‬في إشارة‬                                  ‫فشل الدولة اليمنية إلى قوة‬
                                                                 ‫جاذبة لانتشار ونشاط‬
                                                                ‫الجماعات الإرهابية مثل‬
                                                              ‫تنظيم القاعدة‪ ،‬الذي ح َّول‬
                                                               ‫اليمن إلى منصة ومنطلق‬
                                                           ‫لتهديد الأمن الدولي‪ ،‬ووجدت‬
                                                           ‫إيران أن الطريق باتت ممهدة‬
                                                             ‫للانتقال من مرحلة الإعداد‬
                                                           ‫والتحضير لعملائها في اليمن‬
                                                           ‫إلى مرحلة القفز على السلطة‪،‬‬
                                                              ‫وكانت الميليشيات الحوثية‬

                                                                        ‫جاهزة للمهمة‪.‬‬
                                                               ‫وبعد انتقال السلطة وف ًقا‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198