Page 191 - merit 48
P. 191

‫‪189‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫هدفها باجتثاث نظام الشاه‪،‬‬     ‫الشيعية إلى «حزب الله» الذي‬        ‫العالمية‪ ،‬أو الخلافة الشيعية‪.‬‬
 ‫حتى قفز الخميني من منفاه‬        ‫تح َّول من فصيل في الثورة‬          ‫وفور وصولي إلى بيروت‬
                                    ‫الفلسطينية إلى الفصيل‬
     ‫الباريسي ملتح ًفا عباءة‬          ‫المسلح الحاكم للحياة‬        ‫برفقة زميلي في صحيفة ‪١٤‬‬
  ‫الدين‪ ،‬لينق َّض على المشهد‪،‬‬           ‫السياسية اللبنانية‪.‬‬          ‫أكتوبر العدنية‪ ،‬الصحافي‬
  ‫ويمتطي ظهور المنتفضين‪،‬‬              ‫ومن لبنان‪ ،‬لم يتأخر‬
 ‫ويصل إلى قمة هرم السلطة‬             ‫الخميني كثي ًرا‪ ،‬فما إن‬     ‫الأستاذ معروف حداد‪ ،‬رحمه‬
  ‫بمباركة أكثر من ‪ ٪٨٩‬من‬                                          ‫الله‪ ،‬طلبنا من مكتب الرئيس‬
 ‫أصوات الإيرانيين بمختلف‬       ‫استتب له الوضع في الداخل‪،‬‬           ‫عرفات الإذن لزيارة قواعد‬
‫توجهاتهم السياسية‪ ،‬ويعمل‬         ‫حتى ح َّرك رويته للسيطرة‬         ‫الثورة الفلسطينية في جنوب‬
   ‫على تنفيذ رؤيته الجهنمية‬       ‫على العالم العربي‪ ،‬ونشر‬
‫التي طالما تناولها في مختلف‬        ‫أذرع الإرهاب في المنطقة‬          ‫لبنان‪ ،‬وجاء الرد بالرفض‬
 ‫إصداراته الفكرية‪ ،‬والمتمثلة‬          ‫ضمن مفهوم تصدير‬                  ‫نظ ًرا لزيادة التوتر مع‬
   ‫في تحريف الفكر الشيعي‬         ‫الثورة‪ ،‬التي هي في الأصل‬
 ‫الاثنا عشري وإعادة تقديمه‬      ‫تحصين حكم الخميني عبر‬             ‫إسرائيل‪ .‬وما هي إلا بضعة‬
                                 ‫نشر إرهاب دولة الملالي في‬       ‫أشهر حتى اجتاحت إسرائيل‬
      ‫في صيغة ولاية الفقيه‬      ‫المنطقة‪ .‬بعد ذلك الاكتشاف‬
                    ‫المطلقة‪.‬‬      ‫المبهر في شوارع بيروت‪،‬‬           ‫الأراضي اللبنانية في يونيو‬
                                     ‫والأسئلة الكثيرة التي‬             ‫‪ .١٩٨٢‬جاءت الفرصة‬
    ‫لم يحسب الشاه ولا كل‬        ‫طرحتها على مرافقي‪ ،‬أنست‬
    ‫نخبه السياسية الفاسدة‪،‬‬        ‫حينها لإجاباته الثوروية‪،‬‬         ‫لأتباع الخميني بعد خروج‬
 ‫ولا القوى الثورية الجديدة‪،‬‬       ‫فكانت منطقية حينها لأن‬           ‫منظمة التحرير الفلسطينية‬
  ‫أن الأفكار التي كان يروج‬         ‫فتح هي من فتحت الباب‬            ‫من لبنان‪ ،‬لبدء المواجهة مع‬
   ‫لها ذلك المعمم الريفي من‬       ‫لهذا الحضور الإيراني في‬          ‫إسرائيل وتأكيد المشروعية‬
   ‫بلدة خمين الصغيرة التي‬         ‫بيروت تحت لافتة تحرير‬             ‫الثورية‪ ،‬وتحويل جماعته‬
     ‫تبعد ‪ ٢٠٠‬كيلومت ًرا إلى‬
‫الشمال الغربي من أصفهان‪،‬‬       ‫فلسطين‪ ،‬والذي تحول لاح ًقا‬        ‫ـــدولة الإيرانية‬
‫ستحدث دو ًّيا مهو ًل في إيران‬      ‫إلى نشاط دؤوب لزعزعة‬
 ‫والمنطقة‪ ،‬أكبر من ذلك الذي‬
  ‫يحدثه انفجار قنبلة نووية‪،‬‬     ‫الأمن والاستقرار في المنطقة‬
‫ما زلنا ندفع ثمنه من دمائنا‬                       ‫العربية‪.‬‬
    ‫نحن أبناء اليمن والعراق‬
‫ولبنان‪ ،‬وأماكن أخرى وصل‬          ‫قصة إيران فيها الكثير من‬
                               ‫العبر ل ُأولي الألباب في عالمينا‬
     ‫إليها الإرهاب الإيراني‪.‬‬
     ‫سار أتباع الخميني على‬         ‫العربي والإسلامي‪ ،‬إنها‬
   ‫نهجه الذي رسمه لأربعة‬         ‫قصة ثورة شعبية حقيقية‬
    ‫عقود من الزمن‪ ،‬وأقاموا‬     ‫صنعتها كافة شرائح الشعب‬
  ‫ديكتاتورية الملالي ووسعوا‬       ‫الإيراني‪ ،‬وقواه السياسية‬
  ‫شبكة المنتفعين من النظام‪،‬‬
     ‫لتشمل رجال الحوزات‬                ‫الحية من الليبراليين‬
   ‫الدينية وحرسهم الثوري‬                ‫والقوميين واليسار‬
 ‫والباسيج‪ ،‬فيما ُترك الشعب‬      ‫والإسلاميين‪ ،‬لإسقاط نظام‬
                                ‫الشاه الفاسد والمهترئ‪ .‬وما‬
                               ‫إن اقتربت الثورة من تحقيق‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196