Page 195 - merit 48
P. 195
193 الملف الثقـافي
الإيرانية ،تعيش متخفية وراء وبعد أشهر معدودات من انتفاضة المنفى بين العراق وتركيا
مؤسساتها وليست عرضة تمكنه من السلطة أقصى الشعب وفرنسا ،أن يركب الموجه
للمساءلة الشعبية. الخميني كل شركائه الذين الإيراني الثورية ضد نظام الشاه،
وفي أول كلمة له أمام مهدوا له إسقاط النظام وأحدث انقلا ًبا جذر ًّيا في
الحشود المجتمعة لاستقباله 2022 كافة مظاهر الحياة السياسية
في مطار مهرأباد في طهران، الملكي ،والذين كانوا في والاقتصادية والاجتماعية
قال الخميني إن الإسلام استقباله من قادة الحركات في إيران ومنطقة الشرق
ظل في حالة وفاة لـ١٤٠٠ الأوسط بمجملها .فالرجل
سنة ،وهو من أعاد إنهاضه، الإسلامية والطلابية «المق َّدس» الذي تحدثت عنه
ووعد بقرب تحرير القدس وأحزاب اليسار والليبراليين الصحافية الإيطالية المثيرة
والصلاة فيها .وفيما يخص والقوميين ،فكانت الأحداث للجدل أوريانا فالاتشي،
والذي وصفته بـ»غاندي
الوضع الداخلي قال إن رحيل التي شهدتها إيران خلال إيران» ،وقالت إنه لا يشبه
الشاه ليس سوى الشق العامين التاليين لوصول قادة المنطقة أمثال عرفات
الخميني ،تما ًما كما نص والقذافي ،استطاع أن يخدع
الأول من الطريق الواجب عليه دليل الثورات في العالم: الإيرانيين والعالم بأسره،
اتباعه .فكان خطابه تأكي ًدا «الثورة التي تأكل أبناءها». بأنه المنقذ لإيران ورافع
على أن الإسلام الذي جاء أنشأ الخميني نظا ًما قمعيًّا
يمكن وصفه بدكتاتورية لواء الاستقلال والعدالة
به غير الذي عرفته الأمة الاجتماعية ،ورجل السلام
منذ ١٤٠٠سنة ،وأن فكرته الملالي ،ومفتاح شفرته
لبناء إيران والمنطقة ستكون الوراثية نظرية «ولاية المنزه عن كل الملذات
الفقيه المطلقة» ،المتصلة الدنيوية.
فريدة! بالحكم الثيوقراطي التي
وتنطلق الفكرة الجهنمية أوجدت دولة داخل الدولة