Page 197 - merit 48
P. 197

‫‪195‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫آية الله الخميني‬           ‫أبو بكر القربي‬                 ‫جامعة للشيعة في العالم تحت‬
                                                               ‫قيادة الولي الفقيه‪ ،‬بمعزل عن‬
   ‫بما يشكل تطو ًرا كبي ًرا في‬     ‫والمليشيات التابعة لإيران‬   ‫الحدود الجغرافية والفروقات‬
   ‫استراتيجية الجيوبوليتيك‬         ‫في الخارج‪ ،‬بسط حاكمية‬
   ‫الحيوي الشيعي الإيراني‪.‬‬        ‫القانون الإلهي والجهاد في‬        ‫الإثنية‪ ،‬وتشكيل حركات‬
  ‫كما تستمر في نفس الوقت‬        ‫سبيل نشر الدعوة الإسلامية‬      ‫شيعية عابرة للحدود الوطنية‬
 ‫بمحاولاتها لنشر التشيع في‬                                      ‫مرتبطة بدولة القلب المذهبي‬
   ‫العديد من الدول في آسيا‪،‬‬          ‫في العالم‪( .‬وهنا تخ َّفت‬   ‫في إيران‪ ،‬من منطلق فرضية‬
  ‫وتحدي ًدا في آسيا الوسطى‬       ‫المذهبية الشيعية تحت لافتة‬
‫وأفريقيا‪ ،‬تطوي ًرا لهذه الرؤية‬                                  ‫غير مثبتة تاريخيًّا‪ ،‬وهي أن‬
 ‫الخمينية‪ .‬وتواجه التوسعية‬                        ‫الإسلام)‬       ‫إيران تمثل الأساس للهوية‬
   ‫الجيواستراتيجية الشيعية‬           ‫وتعتبر إيران أنها تعمل‬
   ‫الإيرانية معارضة شديدة‬         ‫على استكمال إنشاء الحزام‬         ‫الشيعية الجامعة‪ ،‬ويمكن‬
‫من المملكة العربية السعودية‪،‬‬      ‫الشيعي الذي يغطي أجزاء‬       ‫اعتبارها قلب العالم الشيعي‪.‬‬
   ‫المدافعة عن الإسلام ليس‬      ‫من لبنان‪ ،‬وسوريا‪ ،‬والعراق‪،‬‬
   ‫فقط في العالم العربي‪ ،‬بل‬                                      ‫وبذلك ح َّول الشيعة في كل‬
    ‫والعالم الإسلامي قاطبة‪.‬‬            ‫واليمن‪ ،‬وأفغانستان‪،‬‬       ‫دول العالم إلى سلاح فتاك‬
                                      ‫والسعودية‪ ،‬والكويت‪،‬‬
‫كلفة «الجيوبوليتيك»‬                   ‫والبحرين‪ ،‬وباكستان‪،‬‬                      ‫بيد طهران‪.‬‬
       ‫الايراني‬                                                    ‫وطورت الثورة الإيرانية‬
                                        ‫والهند‪ ،‬وأندونيسيا‪،‬‬         ‫خلال السنوات الماضية‬
         ‫والحقيقة أن الواقع‬         ‫ويتفاوت هذا الحزام من‬
  ‫السياسي المتأزم في العالم‬                                          ‫نظرية «تصدير الثورة‬
                                      ‫حيث الأقلية والأغلبية‬       ‫الإيرانية»‪ ،‬ونظرية «دولة‬
                                      ‫الشيعية التي يراد لها‬       ‫أم القرى»‪ ،‬ونظرية «دولة‬
                                   ‫وفق رؤية الخميني قيادة‬         ‫المهدي العالمية»‪ ،‬ومشروع‬
                                   ‫بقية المسلمين وإصلاحهم‬      ‫«الشرق الأوسط الإسلامي»‪،‬‬
                                 ‫(وتشييعهم) في هذه الدول‪،‬‬
                                                                    ‫وكلها تدور حول فكرة‬
                                                                   ‫إقامة الخلافة الإسلامية‬
                                                                 ‫الشيعية في العالمين العربي‬

                                                                     ‫والإسلامي‪ ،‬ومركزها‬
                                                                ‫طهران وقيادتها الروحية في‬
                                                                 ‫قم‪ ،‬أما شعاراتها الإعلامية‬

                                                                     ‫فهي تتلخص في نجدة‬
                                                                     ‫المستضعفين‪ ،‬وإسقاط‬
                                                                  ‫عروش الطواغيت وتحرير‬
                                                               ‫الأراضي المحتلة‪ ،‬انطلا ًقا من‬
                                                                 ‫نظرية تحصين دولة الملالي‬
                                                                   ‫من الانهيار عبر تصدير‬
                                                                  ‫العنف إلى العالمين العربي‬
                                                                ‫والإسلامي‪ ،‬وتسييج الثورة‬
                                                                     ‫من الخارج‪ .‬ولهذا فإن‬
                                                                 ‫دستور إيران يؤكد على أن‬
                                                               ‫مهمة الجيش الإيراني وقوات‬
                                                                  ‫الحرس الثوري والباسيج‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202