Page 200 - merit 48
P. 200

‫العـدد ‪48‬‬                              ‫‪198‬‬

                                  ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                      ‫تمويل مشروع عقيم من قوت‬
                                                                   ‫الشعب الإيراني‪ ،‬فيما يواصل‬
‫حال الوصول إليه ديكتاتورية‬         ‫مكوناته العرقية للانعتاق من‬     ‫الملالي سرقة المليارات‪ ،‬وتطلق‬
 ‫الملالي من مليارات الدولارات‬         ‫نظام الملالي يشكل المدخل‬
                                      ‫للحل‪ ،‬فالوقوف إلى جانب‬            ‫يد الحرس الثوري تحت‬
       ‫لقمع الشعب الإيراني‬            ‫القيادة الأسطورية للنساء‬     ‫مسمى الالتفاف على العقوبات‬
‫المنتفض في شوارع كافة المدن‬           ‫الإيرانيات وهن يستلهمن‬       ‫الدولية‪ ،‬للسيطرة على مختلف‬
                                       ‫تضحيات «مهسا أميني»‬
   ‫الإيرانية‪ ،‬ودع ًما للتنظيمات‬        ‫التي قتلتها شرطة رجال‬           ‫جوانب الحياة الاقتصادية‬
  ‫الإرهابية‪ ،‬وتخصيص المزيد‬                                             ‫والتجارية للبلد‪ ،‬في الوقت‬
                                   ‫الدين في ‪ ١٦‬سبتمبر الماضي‪،‬‬           ‫الذي يتوقع عملاء إيران‬
    ‫من الأموال لبرامج إيران‬         ‫بتهمة عدم ارتدائها الحجاب‬         ‫في المنطقة استمرار رفدهم‬
‫المزعزعة للأمن والاستقرار في‬         ‫بالطريقة الصحيحة‪ ،‬واجب‬
                                                                         ‫بالمال لمواصلة عملياتهم‬
             ‫المنطقة والعالم‪.‬‬          ‫إنساني‪ .‬وعلى الرغم من‬          ‫المزعزعة للأمن والاستقرار‬
 ‫اليوم الشعب الإيراني يتوقع‬       ‫استخدام قوات الباسيج للقوة‬        ‫الإقليمي‪ .‬ومن هنا فإن الحل‬

    ‫رسائل التضامن من قادة‬            ‫المفرطة ضد المتظاهرين‪ ،‬إلا‬         ‫الحقيقي يكمن في تكثيف‬
     ‫دول العالم مع انتفاضته‬        ‫أن الشعب الإيراني يصر على‬        ‫التضامن الدولي مع انتفاضة‬
‫الباسلة‪ ،‬باعتبارها ح ًّقا أصي ًل‬    ‫إسقاط حكم المرشد‪ ،‬وينشد‬          ‫الشعب الإيراني للقضاء على‬
     ‫من حقوق الإنسان‪ .‬فهل‬                                           ‫الدكتاتورية ودولتها العميقة‪،‬‬
 ‫يقدم العالم على خطوات تآزر‬            ‫الخلاص‪ ،‬وهو صامد في‬           ‫وبناء دولة ديمقراطية مدنية‬
  ‫الشعب وتسهم في المزيد من‬         ‫شوارع جميع المدن الإيرانية‪.‬‬
‫عزل نظام خامنئي؟ مثل قيام‬                                               ‫مسالمة‪ ،‬تعمل على تحقيق‬
    ‫الدول الأعضاء في منظمة‬           ‫فهل يتحرك الموقف الدولي‬          ‫نماء ورفاه شعبها‪ ،‬وتسهم‬
 ‫الأمم المتحدة لاتخاذ خطوات‬          ‫تجاو ًبا مع تطلعات الشعب‬        ‫في تحقيق الأمن والاستقرار‬
‫عملية لمقاطعة النظام الإيراني‬                                          ‫والتعاون البناء بين إيران‬
   ‫وفرض العقوبات الصارمة‬                            ‫الإيراني؟‬
‫على قيادات مؤسساته الأمنية‬            ‫إن الخيار الأفضل لإيران‬                  ‫والإقليم والعالم‪.‬‬
‫والعسكرية ووضعها في قوائم‬            ‫وللمنطقة يتلخص اليوم في‬              ‫المظاهرات الحالية التي‬
    ‫الحظر الدولية للتنظيمات‬           ‫وقف كل أشكال الاتصال‬           ‫تشهدها كافة المدن الإيرانية‬
                                      ‫والاعتراف والتفاوض مع‬           ‫تعتبر الأكبر منذ الانتفاضة‬
       ‫الإرهابية مثل الحرس‬            ‫نظام خامنئي‪ ،‬وتحدي ًدا ما‬        ‫الخضراء ‪ ،٢٠٠٩‬وتشكل‬
  ‫الثوري‪ ،‬وأجهزة المخابرات‪،‬‬        ‫يتصل بالتفاوض على الاتفاق‬           ‫تحد ًيا وجود ًّيا للنظام من‬
  ‫والباسيج‪ ،‬وعملاء إيران في‬            ‫النووي الذي ظلت إدارة‬         ‫حيث بلوغ الغضب الشعبي‬
 ‫المنطقة‪ .‬كما أن رسائل الدعم‬      ‫الرئيس بايدن تسعى لتحقيقه‬        ‫الرفض المطلق للأداء السياسي‬
   ‫للانتفاضة الإيرانية تتطلب‬      ‫منذ وصولها إلى البيت الأبيض‬          ‫والاقتصادي والاجتماعي‪،‬‬
                                    ‫بداية العام الماضي‪ ،‬فالعودة‬       ‫ورفض القيود الاجتماعية‪،‬‬
     ‫طرد دبلوماسيي النظام‬                                              ‫وانهيار الاقتصاد‪ ،‬وفساد‬
   ‫المعروفين بولائهم للحرس‬               ‫إلى الاتفاق في الظروف‬      ‫الإدارة‪ ،‬وسلطة رجال الدين‪،‬‬
‫الثوري والنظام الديكتاتوري‪،‬‬        ‫الحالية ستشكل خيانة لإرادة‬      ‫فيما النظام يعيش حال تغييب‬
‫حتى تعود للإيرانيين دولتهم‬          ‫الشعب الإيراني‪ ،‬تما ًما مثلما‬       ‫بالاعتقاد أنه محصن من‬
  ‫التي تحترم القانون الدولي‪،‬‬                                       ‫الداخل والخارج ضد أي أزمة‬
    ‫وحقوق الإنسان‪ ،‬وميثاق‬             ‫نظر الإيرانيون إلى موقف‬
                                       ‫الرئيس أوباما في ‪٢٠٠٩‬‬                ‫تتحدى مشروعيته‪.‬‬
               ‫الأمم المتحدة‬          ‫حينما قرر أن يدير ظهرة‬          ‫ومن هنا فإن دعم انتفاضة‬
                   ‫‪-----‬‬              ‫للثورة الإيرانية الخضراء‬       ‫الشعب الإيراني العظيم بكل‬
                                     ‫ضد تمثيلية الانتخابات في‬
      ‫* كاتب وشاعر‪ ،‬وزير‬          ‫إيران‪ ،‬وفضل الحوار مع نظام‬
    ‫الخارجية اليمني السابق‪.‬‬        ‫خامنئي‪ .‬وسيمكن الاتفاق في‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205