Page 203 - merit 48
P. 203
201 الملف الثقـافي
تعقيداته في خاتمة المطاف ملابس غير لائقة ،لكن الاسم
إلى لحظة احتجاج «حرق اللائق بها ليس في الواقع
الحجاب» .الخطوة التالية
كانت إصدار مرشد الثورة غير اسم «شرطة الحجاب».
الإسلامية «آية الله الخميني» وللتعرف على التاريخ
مرسو ًما ثور ًّيا يقضي الحقيقي لـ»شرطة الحجاب»
بفرض الحجاب على جميع الإيرانية؛ لا مفر من العودة
الإيرانيات في أماكن العمل، في الزمن لنفس النقطة سنة
،1979عندما بدأت سلطات
واعتبر مرسوم الخميني
أن النساء غير المحجبات إيران الإسلامية في شن
حرب على «الحجاب السيئ”،
عاريات!
كانت استجابة الإيرانيات من وجهة النظر تلك فإن
للمرسوم فورية :في اليوم الحجاب السيئ هو كل ما لا
التالي الذي وافق 8مارس يعجب الإسلاميين المتشددين
،1979وهو اليوم العالمي
للمرأة ،خرج للشوارع أكثر في لباس المرأة ،بد ًءا من
من 100ألف من الإيرانيين، تعريض رقعة من رأسها
وشعرها للهواء الطلق ،أو
معظمهم من النساء، إفلات خصلة منه من تحت
احتجا ًجا على المرسوم. الحجاب الأسود ،وصو ًل إلى
وكان هذا الاحتجاج بمثابة وضع أحمر شفاه أو ارتداء
الصفحة الأولى في تاريخ بنطلون! لكن الهدف المعلن
طويل ومتلألئ كمصباح في لحملة السلطات الإسلامية
الظلمات لكفاح الإيرانيات ضد النساء الإيرانيات كان
ضد فاشية الإسلاميين جعلهن يرتدين ز ًّيا محتم ًشا!
الإيرانيين .لكن هذا التعبير هذه الحملة كانت ضربة
الحاسم عن اعتزاز الإيرانيات البداية في مسلسل مؤلم
باستقلاليتهن ورفضهن وعجائبي وطويل ،تصل بنا
للقمع والإهانة لم يكن كافيًا
ليقنع النظام الإسلامي
بحاجة الإنسان -والمرأة
بالذات -لممارسة الحريات
المدنية .والأهم إقناعه
بحاجة الشرقيين –بالذات-
لحرياتهم المدنية ،بسبب
العبء الثقيل الذين يحملونه
على ظهورهم ،عبء تاريخي
قاس ومؤلم من ممارسات
القمع والسحق والقهر
والتوحش الديني ،كميراث
جورج أورويل