Page 204 - merit 48
P. 204

‫العـدد ‪48‬‬                            ‫‪202‬‬

                                ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                       ‫أليم من قرونهم الوسطى‬
                                                                    ‫التي ترفض أن تنتهي!‬
        ‫التوجيه ‪”-‬الحسبة”‬           ‫عقوبة السجن لشهرين!‬                ‫بعد نهاية الاحتجاج‬
      ‫بالمصطلح الفقهي‪ -‬في‬            ‫ومرت بعد ذلك عشرين‬
‫الشارع الإيراني‪ .‬قوام دورية‬       ‫عا ًما من الحجاب المفروض‬      ‫مباشرة انتشر الإسلاميون‬
   ‫التوجيه عربة نقل مجهزة‬            ‫على الإيرانيات‪ ،‬وبفضل‬         ‫والإسلاميات في شوارع‬
      ‫بطاقم من الشرطيين‪/‬‬         ‫مقاومتهن المتواصلة أصيبت‬          ‫طهران والمدن الإيرانية‪،‬‬
  ‫المحتسبين‪ ،‬مهمتهم مراقبة‬        ‫خلالها الحكومة الإسلامية‬
   ‫النساء ‪-‬والرجال أحيا ًنا‪-‬‬       ‫بالتراخي في تطبيق تقاليد‬    ‫يوزعون الحجاب على النساء‬
   ‫في الأماكن العامة‪ ،‬كمراكز‬    ‫الحجاب الصارمة عدة مرات‪.‬‬       ‫كهدايا مجانية‪ ،‬ملفو ًفا بورق‬
 ‫التسوق والميادين ومحطات‬            ‫في سنة ‪ 2004‬في حومة‬        ‫الهدايا‪ ،‬مما يعني في قاموس‬
   ‫المترو وما إلى ذلك‪ .‬وتقوم‬          ‫الصراع الانتخابي بين‬
   ‫الدورية باعتقال كل امرأة‬       ‫الإسلاميين الإصلاحيين*‬         ‫الإسلاميين القمعي البارد‬
 ‫تخالف اللباس القانوني (!)‬       ‫والإسلاميين المتشددين من‬          ‫بأن القرار اتخذ وانتهى‬
   ‫بأي طريقة‪ ،‬واعتقال المرأة‬     ‫داخل النظام على السلطة في‬           ‫الأمر! تلا ذلك انتشار‬
      ‫التي لا ترتدي الحجاب‬        ‫إيران‪ ،‬وتحت ضغط التذمر‬
                                   ‫الشعبي المستمر ومقاومة‬        ‫ملصقات ولافتات عرضت‬
        ‫بالذات‪ .‬وعند اعتقال‬       ‫الإيرانيات البطولية اليومية‬     ‫في الشوارع وألصقت على‬
      ‫«المخالفة» يتم نقلها إلى‬        ‫لقانون الحجاب‪ ،‬سعى‬          ‫جدران المكاتب الحكومية‪،‬‬
   ‫منشأة إصلاحية أو قسم‬             ‫المرشح المتشدد للرئاسة‬
   ‫للشرطة‪ ،‬هناك تلقى عليها‬            ‫‪-‬ورئيس بلدية طهران‬            ‫وعليها تعليمات تقضي‬
      ‫محاضرة وعظية دينية‬        ‫آنئذ‪« -‬محمود أحمدي نجاد»‬          ‫بضرورة اتباعها وارتداء‬
                                     ‫للظهور بمظهر متسامح‬           ‫الإيرانيات للحجاب‪ ،‬وإلا‬
                                   ‫بشأن الحجاب‪ ،‬فأعلن في‬        ‫فإنهن لن يتمك َّن من دخول‬
                                 ‫مقابلة تليفزيونية أن الناس‬      ‫المكاتب الحكومية والأماكن‬

                                       ‫في إيران لديهم أذواق‬                        ‫العامة!‬
                                ‫مختلفة‪ ،‬وأن على الحكومة أن‬     ‫بحلول سنة ‪ 1981‬بدأ تفعيل‬
                                 ‫تخدمهم جمي ًعا‪ .‬وأتت خدمة‬      ‫مرسوم «الخميني» وتطبيق‬
                                                               ‫قانون الحجاب بشكل عملي‪،‬‬
                                  ‫«نجاد» الصاعقة بعد فترة‬
                                ‫وجيزة من نجاحه الانتخابي‬           ‫وأصبح التهديد بالعقاب‬
                                                                    ‫عقوبة فعلية تنال حت ًما‬
                                  ‫وتوليه منصب الرئاسة في‬            ‫وبصرامة من كل امرأة‬
                                ‫ظهران؛ بالإعلان عن تأسيس‬       ‫تتجرأ على عدم ارتداء حجاب‬
                                                               ‫كامل‪ ،‬يغطي الشعر والرأس‬
                                    ‫شرطة الأخلاق (جستي‬               ‫والذراعين‪ .‬ورغم ذلك‬
                                 ‫إرشاد) وإطلاقها رسميًّا في‬    ‫استمرت الإيرانيات في كفاح‬
                                                                 ‫يومي لا يهدأ ضد الحجاب‬
                                             ‫شوارع إيران!‬
                                                                         ‫وقانون الحجاب‪.‬‬
                                   ‫“جستي إرشاد”‬                 ‫في سنة ‪ 1983‬قرر البرلمان‬
                                   ‫شرطة الحسبة‬                 ‫الإسلامي عقوبة وقدرها ‪75‬‬

                                      ‫تتكون شرطة الأخلاق‬          ‫جلدة (!!) ضد المرأة التي‬
                                   ‫من وحدات تمثل دوريات‬         ‫لا تغطي شعرها في الأماكن‬

                                                                 ‫العامة‪ ،‬وفيما بعد أضيفت‬
                                                                  ‫للخمسة والسبعين جلدة‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209