Page 205 - merit 48
P. 205

‫‪203‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫العباسيين في شوارع بغداد‪،‬‬       ‫مثيلتها الإيرانية حتى تولي‬          ‫دورية شرطة الأخلاق في إيران‬
    ‫لكنها هذه المرة تجمع ما‬     ‫الملك «سلمان» ونائبه وولي‬
    ‫بين السلفيين المتشددين‬                                      ‫عن كيفية ارتداء الملابس‬
    ‫وشرطة الخلفاء‪ ،‬وهو ما‬         ‫عهده «محمد بن سلمان»‬       ‫الشرعية‪ ،‬ولا يطلق سراحها‬
                                     ‫للسلطة في السعودية‪.‬‬
  ‫ليس في وسع بشر طبيعي‬                                          ‫قبل أن يأتي أحد أقاربها‬
                ‫أن يتحمله!‬       ‫وممارسة شرطة الأخلاق‬            ‫الذكور لاستلامها‪ .‬وفي‬
                                 ‫لعملها تقتضي تحطيم كل‬           ‫أيام الأعياد والمناسبات‬
   ‫بالإضافة إلى ذلك لا تزال‬        ‫مبدأ من مباديء الفردية‬        ‫الرسمية تقوم دوريات‬
 ‫تعيش في إيران ‪-‬مثل غيرها‬          ‫والخصوصية والحريات‬             ‫التوجيه بتوزيع الورد‬
                                                                ‫في الشوارع على النسوة‬
  ‫من المجتمعات الإسلامية‪-‬‬            ‫الشخصية والمدنية في‬      ‫اللاتي يرتدين «الشادور»‪،‬‬
  ‫شريحة واسعة من «البشر‬              ‫دساتير العالم الحديث‬
                                    ‫تحطي ًما‪ .‬وربما لا تعني‬          ‫وهو الزي النسائي‬
     ‫الطبيعيين» من المتدينين‬        ‫دوريات التوجيه سوى‬       ‫الموروث (الفولكلوري) عند‬
     ‫الذين ينظرون إلى فكرة‬        ‫انتقال جماعات السلفيين‬
    ‫«شرطة الأخلاق» شرطة‬         ‫المتشددين من القرن الثالث‬                   ‫الإيرانيات!‬
  ‫غير إسلامية‪ ،‬بمعنى أنه لم‬        ‫والرابع الهجريين للقرن‬        ‫لسنا في حاجة للإشارة‬
‫ُينص عليها شر ًعا في مصادر‬     ‫العشرين والواحد والعشرين‬       ‫إلى وجوه التطابق ‪-‬وليس‬
‫الإسلام الأساسية‪ ،‬ويعدونها‬     ‫الميلاديين‪ ،‬لتقوم بالعنف على‬
‫لذلك دخيلة على الدين‪ .‬وليس‬       ‫تطبيق شرع الله‪ ،‬وتمارس‬             ‫الشبه‪ -‬بين «شرطة‬
‫أدل ‪-‬من وجهة نظرهم‪ -‬على‬             ‫الصدام بشرطة الخلفاء‬      ‫الأخلاق» الإيرانية وجماعة‬
    ‫الطبيعة اللادينية لشرطة‬                                  ‫الأمر بالمعروف والنهي عن‬
    ‫الأخلاق‪ ،‬من ممارساتها‬
                                                               ‫المنكر‪ ،‬مثيلتها السعودية‪،‬‬
         ‫الشبيهة بممارسات‬                                    ‫التي قامت بنفس ممارسات‬
      ‫المتحرشين فيما يتعلق‬
‫بالنساء‪ .‬لدى شرطة الأخلاق‬
 ‫الإيرانية سجل سيئ بالفعل‬
  ‫في هذا المضمار‪ ،‬وليس من‬
    ‫النادر أن تقوم عناصرها‬
   ‫‪-‬الذين لا يخفي الكثيرون‬
  ‫منهم عدائهم الذكوري ضد‬
     ‫المرأة‪ -‬بمضايقة النساء‬
   ‫بسبب اللباس أو الحجاب‪.‬‬
   ‫في سنة ‪ 2015‬أعلن مركز‬
 ‫الأبحاث في البرلمان الإيراني‬
  ‫عن فشل دوريات الإرشاد‪،‬‬
   ‫ووصفها بالسلبية‪ ،‬بسبب‬
       ‫تجاهل رغبات الناس‬
       ‫ومطالبهم‪ .‬وفي مقابلة‬
  ‫نادرة أجرتها هيئة الإذاعة‬
 ‫البريطانية (بي بي سي) مع‬
‫أحد عناصر هذه القوة رفض‬
   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210