Page 208 - merit 48
P. 208
العـدد 48 206
ديسمبر ٢٠٢2 محمد الحسين
على ثمانين عا ًما. ،البلد القارة كما في إيران (العراق)
في الواقع فإن الحجاب هو يمكن وصفها على
وجه التحديد حيث صراع المرأة مع الدولة خلال قرن
مجرد قطعة قماش تلفها اختلاف الثقافات الحجاب في إيران بين الحظر والفرض..
المرأة فوق رأسها لتغطي به
وتنوعها ،وتعدد
شعرها ورقبتها ،إن كانت اللغات والقوميات
صبية أو فتاة أو شابة أو
والحضارات
عجوز ،فهو يلازمها ما وعراقتها ،ثم
دامت تعيش في إيران منذ كثرة القضايا
طفولتها حتى الشيخوخة، والموضوعات المثيرة للجدل،
ليكون شاه ًدا على حياتها، والمدهشة في الآن نفسه،
ولكن مسألة هذه الخرقة منذ أن كانت إمبراطورية
قد دخلت الجدل السياسي بلاد فارس حتى صارت
مرة والجدل الديني مرة الجمهورية الإسلامية
أخرى ،ففي البداية كان الإيرانية.
محظو ًرا ثم صار مفرو ًضا ولعل من بين أهم القضايا
عليها ،وهو بذلك خير شاهد والموضوعات التي تميزت بها
المجتمعات الإيرانية الحديثة،
لقصة تحول إيران من وخصت بها عن غيرها هو
عصر الانفتاح والحداثة إلى قضية الحجاب ،والذي صار
عصر الجمهورية الإسلامية، حديثًا للاستكشاف في عالم
وخروجها من مسار الحرية
والتغريب إلى مسار العودة إيران ،إذ أثار ردود فعل
كبيرة ،وموجة عارمة من
لما يرفضه معظم الشعب؛ الغضب الشعبي ،والتعاطف
إلى التراث الديني والتمسك
بالقيم التي ترفضها الحداثة الدولي ،ولكنه بقي لغ ًزا
خا ًّصا لا يفهم طلاسمه غير
والعولمة.
لقد تحول الحجاب في إيران المجتمع الإيراني نفسه ،إذ
يشكل الحجاب في إيران
من قطعة قماش رخيصة
الثمن إلى رمز يمكن أن موضو ًعا اجتماعيًّا وسياسيًّا
وحضار ًّيا كبي ًرا ،وفي الوقت
ُيدفع ثمنه غاليًا ،رمز يمكن
أن يعبر عن كثير من القيم نفسه يعد مشكلة أو جد ًل
أو قضية بالنسبة للمرأة
الأخلاقية والاجتماعية،
وصار بدوره علامة بارزة الإيرانية وصراعها مع
في زي نساء إيران ،بل يكاد المجتمع والدولة والدين
يكون هوية للمرأة في إيران والهوية ،كما هو أي ًضا
صراع مع الحداثة والموضة،
الحديثة ،ولكن من جانب صراع تقوده المرأة الإيرانية
آخر اتخذته الدولة كذريعة وحدها ،وكانت -ولا تزال-
لمحاربة المرأة وقمعها ،سواء مبتلية بويلاته منذ ما يزيد
الدولة البهلوية التي تمثلت
بحظره عندما كان مقبو ًل،