Page 211 - merit 48
P. 211

‫‪209‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫كمال أتاتورك‬             ‫عبد الكريم سروش‬                       ‫ومحبًّا للسلطة‪ ،‬ومعار ًضا‬
                                                                 ‫لرجال الدين‪ ،‬ويعتبرهم قوة‬
   ‫العهد عام ‪١٩٤١‬م‪ ،‬خرجت‬        ‫إن حجم القوة التي يمتلكها‬         ‫ظلامية ينبغي إبادتها‪ ،‬فكان‬
  ‫جموع من الشعب الإيراني‬      ‫نظام الشاه‪ ،‬والمعاملة القاسية‬
                              ‫من قبل رجال الدولة‪ ،‬ألزمت‬             ‫من الخطوات الكبرى التي‬
     ‫إلى الشوارع وهي تردد‬                                          ‫استهدفهم وأغاظهم بها في‬
    ‫بسقوط الديكتاتور‪ ،‬وهم‬          ‫الجميع الصمت‪ ،‬وبدأت‬             ‫فرض هيمنته وسطوته هو‬
 ‫غير مدركين أن الملك الجديد‬     ‫النساء تتقبل الأمر تدريجيًّا‬     ‫فرض نزع الحجاب في إيران‪،‬‬
    ‫‪-‬رغم اختلافه الشاسع‪-‬‬        ‫مع شيء من المرارة‪ ،‬إلا أن‬         ‫وحظر ارتداء الشادور‪ ،‬وقد‬
   ‫يزيد عن والده بأسا‪ ،‬وأنه‬    ‫بعض النساء تركن أعمالهن‬
   ‫ليس سوى ديكتاتور أشد‬       ‫والتزمن البيت لأنهن رفضن‬               ‫أصدر قرا ًرا في ذلك عام‬
                                                                      ‫‪١٩٣٦‬م‪ ،‬فكانت الشرطة‬
        ‫بط ًشا‪ ،‬وأكثر حداثة‪.‬‬      ‫الخروج إلى الشارع دون‬           ‫تعتقل النساء اللاتي يرتدين‬
     ‫لكن محمد رضا بهلوي‬        ‫ارتداء الحجاب أو الشادور‪،‬‬          ‫الشادور و ُيجبرن على نزعه‬
   ‫انتهج سياسة تختلف عن‬                                                ‫بالقوة‪ ،‬الأمر الذي أثار‬
   ‫سياسة والده‪ ،‬حيث أظهر‬         ‫وتعرض بعضهن للضرب‬                ‫غضب رجال الدين‪ ،‬وغضب‬
  ‫في بداية حكمه بعض اللين‬        ‫والإهانة والاعتقال وحتى‬             ‫النساء المحافظات اللاتي‬
   ‫لرجال الدين‪ ،‬وسمح لهم‬        ‫القتل‪ ،‬في وقت كان المجتمع‬           ‫يعتبرن الشادور جز ًءا من‬
  ‫بالتحدث لبرهة من الوقت‪،‬‬                                        ‫لباسهن التقليدي‪ ،‬وظهورهن‬
    ‫وقام بإصلاحات جديدة‬              ‫الإيراني ملتز ًما دينيًّا‪،‬‬       ‫من دونه بمثابة العري‪.‬‬
      ‫خدمت فئات معينة من‬       ‫ومتعط ًشا للدين‪ ،‬ولكن لنقل‬         ‫لكن لم يستطع رجال الدين‬
    ‫الشعب‪ُ ،‬يذكر أنه قام في‬                                         ‫أن يقنعوا الشاه المتعصب‬
‫صبيحة يومه الأول من توليه‬             ‫بعضه أو جز ًءا منه‪.‬‬             ‫بخطورة هذا القرار على‬
  ‫العرش بعزل خادم القصر‬
‫«بهبودي» لأنه كان لا يطيقه‬      ‫محمد رضا بهلوي‬                            ‫المجتمعات الشيعية‪،‬‬
                                                                   ‫خصو ًصا وأنه لقى ترحيبًا‬
            ‫منذ زمن والده‪.‬‬     ‫عندما اجبرت بريطانيا رضا‬
                                 ‫بهلوي بالتخلي عن العرش‬                ‫من قبل الغرب كخطوة‬
                                  ‫لصالح ابنه (محمد) ولي‬               ‫ليبرالية تساهم في تقدم‬
                                                                    ‫إيران في مضمار الحقوق‬

                                                                              ‫واحترام المرأة‪.‬‬
                                                                   ‫كان الشاه يريد أن يؤسس‬
                                                                   ‫إمبراطورية فارسية جديدة‬
                                                                   ‫تشبه إمبراطوريات الغرب‪،‬‬
                                                                 ‫وكان يريد أن يحول شوارع‬
                                                                   ‫إيران إلى شوارع أوروبية‪،‬‬

                                                                      ‫تشبه إلى حد ما شوارع‬
                                                                     ‫سويسرا وفرنسا‪ ،‬حيث‬
                                                                  ‫تظهر النساء فيها سافرات‪،‬‬
                                                                       ‫لذلك ُع َّد الحجاب رم ًزا‬
                                                                  ‫للتعصب والرجعية‪ ،‬وخرقة‬
                                                                       ‫بالية من التراث ينبغي‬

                                                                                    ‫تمزيقها‪.‬‬
   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216