Page 214 - merit 48
P. 214

‫إبراهيم رئيسي‬                  ‫وصل الجنرال رضا خان إلى السلطة‬
  ‫والغضب المستمر‬                      ‫في إيران بعد انقلاب قاده عام‬
                                     ‫‪1925‬م بمساعدة الإنجليز‪ ،‬أطاح‬
 ‫حظي المرشح الأبرز لرئاسة‬                 ‫به حكم الملوك القاجاريين‪،‬‬
  ‫الجمهورية آية الله إبراهيم‬
  ‫رئيسي على تأييد كبير من‬           ‫وأسس الدولة الإيرانية الحديثة‪،‬‬
    ‫قبل الولي الفقيه‪ ،‬وخاض‬           ‫وغ َّير اسمها من بلاد فارس إلى‬
 ‫الانتخابات بدرجة عالية من‬            ‫"إيران"‪ ،‬وكان أكثر انفتا ًحا على‬
  ‫الثقة والأمل الكبير بالفوز‪،‬‬     ‫الغرب‪ ،‬ومتأثًرا بالثقافات الأوروبية‬
   ‫خصو ًصا وأن منافسيه لا‬
 ‫يمتلكون حجم الشعبية التي‬              ‫الحديثة‪ ،‬ومعج ًبا بزعيم تركيا‬
     ‫يمتلكها هو‪ ،‬والذي كان‬              ‫كمال أتاتورك‪ ،‬حتى أنه حاول‬
                                  ‫تقليد كثير من خطواته وتطبيقها‬
‫يشغل منصب رئيس السلطة‬
  ‫القضائية منذ عام ‪٢٠١٩‬م‪،‬‬                        ‫على‪ ‬الشعب‪ ‬الإيراني‪.‬‬

‫وهو من أهم وأخطر المناصب‬              ‫العديد من الجرائم بحق‬          ‫حقوقها لكن دون جدوى‪،‬‬
      ‫في مؤسسات الحكومة‬           ‫النساء‪ ،‬بتشويههن وضربهن‬         ‫حتى وجهت منظمة مجاهدي‬
                  ‫الإيرانية‪.‬‬
                                          ‫بحجة عدم ارتدائهن‬           ‫خلق بيا ًنا عا ًّما للحكومة‬
‫وقد احتفل أنصاره بوصوله‬              ‫الحجاب‪ ،‬أو ما عرف عنه‬        ‫ترفض فيه أوامر الولي الفقيه‬
‫إلى سدة الحكم في الجمهورية‬            ‫بالحجاب السيئ‪ ،‬وكانت‬
‫الإسلامية‪ ،‬ويعتبر المحافظون‬         ‫العقوبات تتمثل باعتقالهن‬          ‫القاضية بفرض الحجاب‬
                                                                   ‫الإجباري‪ ،‬وتطالب بالحرية‬
     ‫أنهم ل ُّبوا خلال الاقتراع‬         ‫ودفع غرامة مالية بما‬
     ‫تكلي ًفا شرعيًّا صدر من‬        ‫يقابل نحو عشرين دولا ًرا‪،‬‬                         ‫للمرأة‪.‬‬
      ‫المرشد الأعلى‪ ،‬ولكن في‬         ‫أو احتجازهن لما يزيد عن‬      ‫ولم تتفاجأ الحكومة الإيرانية‬
 ‫المقابل‪ ،‬امتنع قسم كبير من‬
     ‫الإيرانيين عن التصويت‬                   ‫أسبوع أو شهر‪.‬‬            ‫من هذه التظاهرات التي‬
  ‫واعتبروا أن الانتخابات قد‬         ‫لكن لم تكن تلك التظاهرات‬       ‫ملأت شوارع طهران‪ ،‬لأنها‬
  ‫ُهندست مسب ًقا و ُخ ِّط َط لها‬    ‫هي خاتمة الثورة النسوية‬       ‫كانت تتوقع ردة فعل النساء‬
  ‫سر ًّيا لضمان فوز إبراهيم‬          ‫في إيران‪ ،‬إذ لا تزال المرأة‬    ‫حيال قرار فرض الحجاب‪،‬‬

                   ‫رئيسي‪.‬‬              ‫تكافح في سبيل تحقيق‬            ‫وكانت تتمتع بالمزيد من‬
    ‫وقد أثار انتخاب الرئيس‬          ‫الحرية المنشودة‪ ،‬ولا تزال‬         ‫الوقت لتفعيل هذا القرار‬
‫الإيراني الجديد خشية كبيرة‬        ‫الصرخات تتوالى بين الحين‬          ‫تدريجيًّا حتى أصبح الأمر‬
   ‫من النساء الإيرانيات‪ ،‬من‬
 ‫التضييق ومن فرض ارتداء‬                 ‫والآخر لتقول «إننا لن‬                         ‫طبيعيًّا‪.‬‬
 ‫لباس «الشادور» الإسلامي‬            ‫نموت» و»الكفاح مستمر»‪.‬‬         ‫قامت قوات الباسيج التابعة‬
‫الأسود الملتزم‪ ،‬باعتقادهن أن‬                                       ‫لنظام ولاية الفقيه بارتكاب‬
 ‫رئيسي سيكون أكثر تشد ًدا‬
    ‫وحز ًما في مسألة حقوق‬

                     ‫المرأة‪.‬‬
     ‫ولا تزال المرأة الإيرانية‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219