Page 219 - merit 48
P. 219

‫الملف الثقـافي ‪2 1 7‬‬

 ‫المجهول ‪-‬دون أن يدركوا‬        ‫لكن ثمة شخصيات أخرى‬              ‫من الإنصاف‬              ‫ليس‬
 ‫أو يتمنوا‪ -‬حيث التغيير لا‬   ‫كثيرة‪ :‬وهم مجاميع المشهد‪،‬‬         ‫أن يتردد اسم‬
 ‫محالة‪ ،‬أظنهم أهم الأسماء‬    ‫والتي لا يبدو لذكر أسمائهم‬        ‫«مهسا أميني»‬
‫التي يجب ذكرها وترديدها‪،‬‬
‫وأهم الوجوه التي يجب أن‬             ‫أهمية‪ ،‬لكنها الأسماء‬         ‫وحده كبطل‬
‫تطفو على المشهد‪ :‬شرطيان‬         ‫الأكثر فاعلية من كل تلك‬         ‫أول أو كفاعل‬

              ‫وشرطيتان‪:‬‬            ‫الشخصيات المعروفة‪.‬‬              ‫أوحد‪ ،‬أو حتى يتردد‬
‫‪1 -Captain Enayatollah‬‬            ‫لكن من المُن ِصف اعتبار‬     ‫كسب ٍب رئيس ٍّي للتظاهرات‬
‫‪Rafieli‬‬                          ‫“مهسا” الكردية شرارة‬
‫‪2-Sergeant Ali‬‬                  ‫وأيقونة الثورة الإيرانية‪،‬‬          ‫الأخيرة العارمة التي‬
‫‪Khodhnamvand‬‬                     ‫ورمز التغيير والانقلاب‬         ‫خلخلت وش َّققت إسفلت‬
‫‪3-Fatima Ghorban‬‬               ‫المفاجئ في الوضع المستقر‬      ‫الأرض الإيرانية تحت أقدام‬
‫‪Hosseini‬‬                        ‫والثابت منذ ُح ْكم الملالي‪.‬‬   ‫عائلة «خامنئي» والرئيس‬
‫‪4 -Parastou Safari‬‬              ‫حيث لم تعد الخطوة التي‬
                              ‫كان يسير بها أفراد النظام‬             ‫«إبراهيم رئيسي”‪،‬‬
    ‫ففي يوم لم يكن ُيج َّهز‬     ‫علي إسفلت السلطة المتين‬        ‫وسيارات وجنود شرطة‬
      ‫لحدوثه‪ 16 ،‬سبتمبر‪،‬‬        ‫والناعم الحرير؛ هي ذات‬          ‫أخلاق “أحمد وحيدي”‪،‬‬
                                   ‫الخطوة الثابتة الواثقة‬       ‫و”مجتبى خامنئي” إبن‬
        ‫بالعاصمة طهران‪،‬‬        ‫التي كانوا عليها قبل شه ٍر‬    ‫المرشد الإعلى الإيراني «علي‬
     ‫كانت دورية من أربعة‬        ‫مضى‪ ،‬ما عادوا يسيرون‬         ‫خامنئي”‪ ،‬فكل تلك الأسماء‬
    ‫من عناصر أمن شرطة‬           ‫بذات السهولة التي كانوا‬       ‫بالفعل شخصيات رئيسية‬
   ‫الأخلاق‪ ،‬منهم سيدتان‪،‬‬         ‫عليها قبل مقتل «مهسا»‬        ‫فاعلة ورئيسية في الحدث‬
‫استوقفوا «مهسا» ولاموها‬           ‫ذات الـ‪ 22‬عا ًما‪ ..‬حيث‬
   ‫وسبوها وضربوها‪ ،‬لأن‬         ‫اختفت أصوات ِنعال أرجل‬                  ‫الإيراني الأعظم‪.‬‬
  ‫شعرها الأمامي قد انفلت‬     ‫النظام من الدبيب مؤقتًا فوق‬
      ‫من الحجاب‪ ،‬ثم حين‬        ‫إسفلت الجماجم وال ِعظام‪،‬‬
  ‫علا صوتها عليهم ‪-‬إزاي‬       ‫و ُت ِر َك وصار الشارع (رايح‬
     ‫ست صوتها يعلا على‬       ‫جاي) فقط للناس والشرطة‪،‬‬
‫رجل؟‪ -‬اقتادوها إلى سيارة‬         ‫والدماء بينهما‪ :‬العد َّوان‬
 ‫الترحيلات ورطموا رأسها‬           ‫اللدودان في كل سردية‬
 ‫في حديد السيارة‪ .‬لا تن َس‬
   ‫أن الشرطيتان فعلتا بها‬                       ‫وموال‪.‬‬
  ‫ما فعله الشرطيان! وحين‬
‫تحطم رأسها وباقي عظامها‬         ‫الأربعة الكبار‬
     ‫حملوها إلي المستشفى‬
   ‫ووجدها الأطباء مصابة‬      ‫أسماء أفراد شرطة الأخلاق‬
‫بكسور في الجمجمة وباقي‬             ‫الأربعة الذين أمسكوا‬
 ‫عظام الجسد‪ ،‬فاقدة للوعي‬
                               ‫بـ”مهسا أميني” وقادوها‬
               ‫ثم الروح‪.‬‬     ‫إلى مصيرها المحتوم والخالد‬
     ‫بعد يومين من التكتيم‬
    ‫والحيص بيص والكذب‬             ‫‪-‬دون أن يدروا ودون‬
                                ‫إرادتهم‪ -‬وقادوا البلد إلى‬
   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224