Page 224 - merit 48
P. 224
العـدد 48 222
ديسمبر ٢٠٢2 والفن ،وقد ساعده في ذلك
نظام ثيوقراطي شرس في
النساء بإيران هو موقف من صعيد في داخل إيران مجتمع ذكوري يفكر بعقلية
ضد السلطة لفضحها ،رغم وخارجها ،ولذلك تتالت أن المرأة ناقصة عقل ودين،
عمليات الحبس والإعدام وعليها أن تعيش في عباءتها
أنه قد لن ينتج عنه تغيير لا يظهر منها سوى سوادها!
في هرم الحكم ،لكن هذا لكثير من الناشطات في الميدان كما لو أنها كيس قاذورات،
التمرد يظل نوعيًّا بالنظر الحقوقي والفني والاجتماعي
لطبيعة النظام في هذا البلد فأصبحت معاناة المرأة
الكبير جغرافيًّا والقوي والرياضي ،ولئن خسرت الإيرانية مضاعفة ،فلا يكفي
أمنيًّا والمتشدد دينيًّا ،هو الكثير من هؤلاء النسوة
نوعي بالنظر لمدى وعي حيواتهن ،لكنهن أكدن على أنها تعيش في دونية بحكم
النساء بمحدودية حراكهن، درجة الوعي بضرورة نظرة الإسلام السياسي
ورغم ذلك اندفعن للمواجهة المواجهة والمقاومة ،في نظام
والتعبير عن آرائهن بأسلوب هو عبارة على حبس كبير إليها ،فهي تعيش أي ًضا في
أكثر جدية وأشد تمر ًدا، محاط بأكثر من جدار وأكثر مجتمع ذكوري لا يرى فيها
أسلوب مكشوف فيه الكثير إنسا ًنا بقدر ما هي متاع تابع
من التحدي والإصرار من حجاب. للرجل ،الذي له كلمة الفصل
بما قد يعرضهن للحبس لقد تعددت تحركات النساء في كل شيء ،وينضاف لكل
والتنكيل والقتل ،فعملية نزع
الحجاب ليست مجرد حركة بالعالم الإسلامي خلال هذا ما تمارسه المرأة على
لكشف الشعر ،ولا تنبع من السنوات الأخيرة ،ومن نفسها من إقصاء ،فبإذعانها
مجرد رغبة لتغيير المظهر، البلاهة إدراجها ضمن الحراك وخضوعها رضيت أن تظل
ولكنها تذهب أبعد من ذلك، النسوي –الفيمينيسم- مقهورة ،كما يذهب إلى ذلك
فهي تنزع لتغيير عقلية المألوف ،كما أنه من غير الدكتور مصطفى حجازي في
كاملة ،عقلية التشدد وعقلية الجدي المقارنة بينها ،ورغم كتابه «سيكولوجية الإنسان
الخضوع ،في سبيل إعلان أن اعتصامات النساء بتونس
الحق في الحرية الفردية، كانت ضد دستور ،2014 المقهور».
هذه الحرية التي لا يريد واحتجاجات النساء بالسودان وهكذا وجدت المرأة الإيرانية
اي نظام عربي إسلامي أن سنة 2019كانت ضد وضع
يمنحها للفرد ،وبالتالي فإن المرأة عمو ًما هناك ،فإن تمرد -التواقة للحرية والحياة
حراك النساء في إيران اعتمد الكريمة -وجدت نفسها
نزع الحجاب كرمزية لما هو مصطفى حجازي بين مطارق عديدة لا تكتفي
أبعد واعمق فكر ًّيا ،هو رفض بكسرها ،بل تذهب نحو إلغاء
وتمرد على سياسة قائمة على وجودها كقيمة إنسانية؛
عدم الاعتراف بقيمة الإنسان
مطرقة سلطة الملالي،
في جوهر وجوده. مطرقة سلطة الرجل في
فالمراة الإيرانية في حراكها مجتمع ذكوري ،مطرقة
هذا لا تستنسخ ولا تكرر
مطالب النساء العاديات من شق كبير من النساء
اللواتي رضين بالقهر!
مثل المساواة مع الرجل،
بل تذهب أبعد من ذلك ،هي إنها مواجهة لماكينة
متعددة الأطراف ،تنين
بأكثر من وجه ،وهو
ما لم يمنع أن تستمر
هذه المواجهة على أكثر