Page 225 - merit 48
P. 225
الملف الثقـافي 2 2 3
محمد علي رجائي جان بول سارتر أبو الحسن بني صدر تتحرك من موقعها كإنسان
يطالب بحقه في أن يحيا كما
النية في هذا الإجراء هو الملالي ،لا لشيء إلا لأنها يشاء ،أن يتصرف في جسده
تعبير عن عدم فهم جوهر هي بدورها ُتلزم نساءها كما يريد ،وهذا ما لا يسمح
هذا الحراك المتمرد ،وقصر بوضع الحجاب ،فهي أي ًضا
نظر يكشف عن براغماتية تقع ضمن «حجاب السلطة»، به نظام قائم على فكرة
تعوزها القدرة على التبصر ومن هنا تتضح قوة الحراك استعباد الشخص ،بما تضمن
وتحليل المعطيات ،فالغاية الأخير للنساء في إيران ،أنهن
مما قامت وتقوم به النساء يقمن بعملية شبه مستحيلة، له هذه الفكرة من إطالة
المتمردات هو فضح وكشف نجاحها غير مضمون ،بل مدى حكمه ،وبالتالي ترسيخ
كم الإخلالات في هذا النظام، قد تكون نتائجها كارثية
الذي يبدو في ظاهره ممان ًعا على الجميع ،فأسلوب الملالي أيديولوجيته حقيقة أزلية
مداف ًعا عن المستضعفين، في التعامل مع معارضيهم خاصة ،وقد استطاع أن ينجح
لكنه في حقيقته هو نظام أسلو ٌب دمو ٌّي قائ ٌم على
ديكتاتوري كلياني ،فليس الحبس والتنكيل والقتل ،ولا في استثمار ثورات الربيع
بمجرد نزع الحجاب سوف مجال لمحاكمات عادلة ،كما العربي من خلال تكوين حزام
يتم تدمير نظام قائم منذ أنه يضرب برأي الجمعيات سياسي مناصر له في العراق
أربعين سنةُ ،يسيِّر شؤون والمنظمات الحقوقية والمدنية واليمن وسوريا ،وقد استطاع
البلاد بالنار والحديد ،غير
أن نزع هذا الحجاب هو نزع العالمية عرض الحائط. من قبل أن يظهر بمظهر
لحجاب السلطة ،وهو بداية فمن السذاجة ،الحكم على المنافس الأول لأمريكا ،خاصة
هذا التمرد من خلال تقييم
سقوطه فوري إجرائي بالتفكير في في ملفه النووي ،مما جعله
نجاحه من عدمه ،فمجرد يصطف ضمن دول الممانعه،
ومن خلال وقوفه ضد الكيان
الصهيوني ،وهو ما عزز
وجوده في محيطه الإقليمي،
ناهيك عن أنه استطاع أن
يغازل توق بعض الشباب
المتحمس للقضية الفلسطينية،
والثورات عمو ًما.
لذلك ..ما زالت بعض قيادات
النظام الإيراني تتحدث عن
الثورة كشأن قائم بذاته،
لم يتوقف ،ومن هنا جاءت
تسمية الجهاز الأمني «حرس
الثورة» ،والنساء اللاتي نزعن
الحجاب وألقين به في وجوه
البوليس والحرس والقوادة
يدركن -أشد الإدراك -هذه
المعطيات ،فهن يعلمن أنهن
لن يجدن مساندة كبرى
من المحيط الإقليمي المناصر
لإيران ،ولن يجدن سن ًدا من
الأنظمة الأخرى المعادية لحكم