Page 223 - merit 48
P. 223
الملف الثقـافي 2 2 1 الفردية ،ولذلك لا بد أن يمر اكسسوارات إضافية لمزيد
فعل التعبد -الذي هو واجب إحكام قبضة السلطة على
فيما يخص المرأة ،باعتبار أنها
كلها عورة ،وعليها أن تلتزم يومي -عبرها ،ومن خلال الناس.
ما ترسمه هي عبر قوانينها ولن تبتعد كثي ًرا عن ذلك
بعدة أوامر وقواعد لكي يكتمل ومؤسساتها ،والفرد ملزم حتى تلك السلطات التي تنص
فعل التعبد ،هذه كلها أدوات بتطبيق هذا الواجب وفق ما على مدنية الدولة ،وتعتمد في
تستعملها الدولة عبر جهازها تفرضه الدولة من قوانين بعض سياساتها على دساتير
وأوامر وقواعد ،ولكي يتم مدنية ،وهو ما لا يختلف
الممثل في الدين لإحكام قبضتها أداء هذا الواجب على أكمل كثي ًرا عن تلك السلطات
على الناس ،وإخضاعهم الثيوقراطية التي تستمد
وجه يجب الالتزام بما قوانينها من الشريعة بما
بالترهيب لإطالة مدى حكم يستوجبه من إكسسوارات؛ يوافق مذاهبها ومقاصدها،
الملالي لا أكثر ولا أقل. اللحى وحف الشوارب ولا خاصة فيما يتعلق بحرية
المعتقد ،ناهيك عن الحرية
وما حدث مؤخرا في إيران بأس بالكحل والمسواك
هو تحول نوعي في وعي للرجال ،والأمر أشد تعقي ًدا
الناس -والنساء خاصة-
اللاتي أدركن فظاعة الهيمنة
الدكتاتورية لحكم الملالي؛
ولاختراق هذه المنظومة المغلقة
وكسر الحواجز الخراسانية
لا بد من التمرد عبر التحرر
من القهر الذي يعانينه ،وأول
حلقات هذا التمرد هو تمزيق
الحجاب ،الذي هو في الحقيقة
حجاب السلطة ،ولا علاقة له
بفعل التعبد الديني.
حين اندلعت شرارة الثورة
الإيرانية خلال شهر يناير من
سنة ،1978هبت كل القوي
الديمقراطية والتقدمية في العالم
لتأييدها ونصرتها ،لما رفعته
من شعارات تنادي بالتحرر
من حكم الأباطرة ،وإرساء
نظام قائم على العدل والحرية
الفردية ،وهو ما دفع بالكثير
من المثقفين لنصرتها من أمثال
سارتر وفوكو وأدونيس ..إلخ،
غير أن هذه الثورة سرعان ما
حادت عن مبادئها ،وكان أن تم
خلع بني صدر واغتيال محمد
علي رجائي ،ليحكم على خامنئي
قبضته على السلطة في بلد كانت
على مر التاريخ مهد التنوير