Page 220 - merit 48
P. 220

‫العـدد ‪48‬‬                              ‫‪218‬‬

                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                        ‫خرج التقرير الرسمي الذي‬
                                                                  ‫أعلنته وكالة أنباء (فارس)‬
‫أم «نيكا شاكارامي»‬                               ‫نيكا شاكارامي‬   ‫الإيرانية‪ ،‬ليعلن بأنها ماتت‬
 ‫ليست كأم «فاطيما‬                                                  ‫لهبوط في الدورة الدموية‬
                              ‫بفرنسا‪ ،‬التي قامت بحمايته‬
     ‫حسيني”‬                     ‫هو وعشيرته‪ ،‬ثم جهزته‬                ‫نتيجة إصابتها بأمراض‬
                                                                 ‫قديمة عدة‪ ،‬نافيًا حدوث أي‬
   ‫بالرغم من أن المظاهرات‬     ‫وأرسلته ‪-‬ومعه الكاميرات‬
‫التي انطلقت في أرجاء المدن‬       ‫والصحفيين‪ -‬في طائرة‬                               ‫تعذيب‪.‬‬
 ‫الإيرانية منذ مقتل «مهسا‬         ‫عام ‪ 1979‬ليقود ثورته‬           ‫سؤال‪ :‬ما الذي تفعله المرأة‬
 ‫أميني” أشعلها موت الفتاة‬          ‫الإسلامية في طهران‪.‬‬            ‫بالمرأة؟ ما كل تلك القسوة‬
                                   ‫المأزق الثاني هوالمرأة‬
  ‫الكردية؛ إلا أنه كان لمقتل‬       ‫نفسها‪ ،‬المرأة وكل هذا‬           ‫وذلك ال ِغل الذي تمارسه‬
   ‫فتاة أخرى إيرانية تدعى‬         ‫الميراث من العنف الذي‬             ‫النساء على النساء؟ وما‬
                                ‫تمارسه على نفسها وعلى‬              ‫أهمية ذكر وفضح أسماء‬
      ‫‪، Nika Shakarami‬‬                                                ‫نساء شرطة الأخلاق‪،‬‬
   ‫‪16‬عا ًما‪ ،‬على يد الشرطة‬     ‫ابنتها دون ابنها‪ ،‬فالرجال‬         ‫المرأتان اللتان عذبتا «مهسا‬
                               ‫لا ُيمارس ضدهم أي قمع‬
      ‫وبنفس قوة وبشاعة‬          ‫منذ طفولتهم‪ ،‬تقوم المرأة‬              ‫«حتى الموت‪« :‬فاطيمة‬
  ‫ووحشية التعذيب‪ ،‬هو ما‬       ‫بهذا الدور التاريخي المُربك‬       ‫جوربان حسين” و”باراستو‬
                               ‫للكثيرين ‪-‬نسا ًء ورجا ًل‪-‬‬
    ‫منح المظاهرات كثافتها‬                                        ‫سفاري”‪ ،‬بمساعدة “عناية‬
       ‫وصخبها وامتدادها‬           ‫سواء كانت ربة بيت أو‬           ‫الله رافائي” و”علي خودنام‬
                                   ‫كانت (ظابط بوليس)‪،‬‬           ‫فاند”؟ ولماذا أخفت السلطات‬
    ‫لشعوب العالم وأجهزة‬            ‫سواء كانت هذه المرأة‬
    ‫إعلامه‪ ،‬المظاهرات التي‬     ‫تعيش في مصر والسودان‬               ‫عن الميديا الأسما َء الأربعة‬
   ‫تردد في إيران وخارجها‬         ‫والسعودية أو تعيش في‬             ‫حتى توصل إليهم عدد من‬
   ‫ذات الشعارات‪ ،‬وأبرزها‬       ‫إيران وأفغانستان والهند‪.‬‬            ‫(هاكر الإنترنت) ونشروا‬
‫وأهمها‪“ :‬الموت للدكتاتور”‬
‫و”العدل لـ”مهسا” و”نيكا‬                                                 ‫صورهم وأسماءهم‬
                                                                ‫ومواقعهم ورتبهم ال ُش َرطية؟‬
             ‫شاكارامي”‪.‬‬
       ‫هنا ستبرز أم «نيكا‬                                             ‫نح ُن هنا أمام مأزقين‬
     ‫شاكرامي” ‪-‬إثر مقتل‬                                         ‫تاريخيين‪ :‬الأول هو التحول‬
       ‫الابنة على يد شرطة‬
‫الأخلاق الإيرانية‪ -‬للمشهد‬                                           ‫التاريخي الذي حدث في‬
      ‫ك َم َثل وكرمز مختلف‬                                       ‫المنطقة في سبعينيات القرن‬
       ‫عن تلك الأم العربية‬                                         ‫الماضي‪ ،‬فما جرى لإيران‬
 ‫والشرق أوسطية المتخاذلة‬                                          ‫حدث لعدد كبير من الدول‬
    ‫والمتواطئة ضد الإناث‪،‬‬
     ‫وضد كينونتها‪ ،‬وضد‬                                               ‫العربية‪ ،‬بما فيها مصر‬
  ‫منطق الطبيعة الإنسانية‪،‬‬                                       ‫السادات‪« ،‬أسلمة الدساتير”‬
‫صنعت أم المراهقة الصغيرة‬
 ‫«نيكا شاكارامي” أحد أهم‬                                               ‫بمباركة دول الغرب‬
‫وأعظم وأشرف المشاهد في‬                                            ‫وأمريكا‪ ،‬ما حدث بالمنطقة‬
   ‫الوضع الإيراني الملتهب؛‬                                       ‫في سبعينيات القرن الماضي‬
      ‫بأن فضحت الرئيس‬                                             ‫ما كان ليحدث إلا بتخطيط‬
                                                                   ‫من دول أوروبا وأمريكا‪،‬‬

                                                                    ‫فقد كان الخميني يعيش‬
                                                                     ‫بط ًل إسلاميًّا في منفاه‬
   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225