Page 270 - merit 48
P. 270

‫العـدد ‪48‬‬                           ‫‪268‬‬

 ‫في البحث عنه‪ ،‬وهو البحث الذي‬                                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬  ‫بلال فضل‬                             ‫أمل دنقل‬
   ‫دفعني لخوض تجربة السرد‪،‬‬
   ‫مساحة التأمل في السرد أكبر‬               ‫نصر حامد أبو زيد‬                              ‫الشعر‪ ،‬والشعر هناك يسخر في‬
   ‫من مساحتها في القصيدة‪ ،‬لا‬                                                            ‫البعيد منهم جمي ًعا بعد أن أبعدوه‬
   ‫ُير َحب بثرثرتك في القصيدة‪،‬‬          ‫بين قصيدة الإيقاع العروضي‬
                                         ‫وقصيدة النثر‪ ،‬فكيف لهم أن‬                         ‫عنو ًة عن الحياة‪ ،‬إنهم يدفعون‬
 ‫بينما في السرد أنت ح َّكاء مغرم‬                                                        ‫الآن ثمن متاجرتهم به‪ ،‬وهو ثمن‬
‫بالتفاصيل أكثر‪ ،‬تستطيع التقاط‬                       ‫يخلصوا للشعر؟!‬
                                      ‫في لحظات اليأس والإحباط التي‬                         ‫غا ٍل يدفعونه من أنفسهم ومن‬
   ‫أنفاسك لتتهيأ بعدها لالتقا ٍط‬                                                          ‫كرامتهم‪ ،‬بينما الشعر في عليائه‬
   ‫جدي ٍد ومغاير‪ ..‬شهوة الكتابة‬         ‫تنتابنا جمي ًعا يحدث أحيا ًنا أن‬
 ‫هي الأساس عندي‪ ،‬كيف أكتب‬             ‫تتعاطف معهم‪ ،‬أو أن تلتمس لهم‬                          ‫لا يمنح قيمته إلا لهؤلاء النفر‬
  ‫ع َّما أنا مؤمن به‪ ،‬وليخرج كما‬     ‫عذ ًرا بسبب سوء الأحوال العربية‬                       ‫القليلين‪ ،‬لا يمنحهم سلطة ولا‬
‫يخرج شع ًرا أو سر ًدا‪ ..‬اكتشفت‬                                                          ‫ما ًل ولا جا ًها‪ ،‬يمنحهم قيمته التي‬
‫أن في السرد جما ًل لم أكن أفطن‬           ‫على إطلاقها‪ ،‬لكنك لا تلبث أن‬                       ‫لا يدركها العامة ولا الغوغاء‪،‬‬
                                       ‫تنتفض راف ًضا التماس العذر أو‬                     ‫يمنحهم شرف أن يكونوا شعراء‬
    ‫إليه من قبل‪ ،‬وفيه من اللذة‬       ‫التعاطف مع الذين ش َّوهوا صورة‬                        ‫يكتبون ترسي ًخا للإنسانية‪ ،‬لا‬
  ‫ما يستشعره الشاعر‪ ..‬كما أن‬                                                                 ‫من أجل وجاه ٍة ولا من أجل‬
 ‫الفتوحا ِت النقدية الأخيرة التي‬                 ‫الشعر والشاعر م ًعا‪.‬‬                    ‫جائزة‪ ،‬ولا مدي ًحا لنبي أو أمير‪..‬‬
  ‫شهدها السرد العالمي والعربي‬                                                               ‫وإ َّنك لو عد َت بذاكرتك للوراء‬
‫أضافت الكثير من الوعي الجمالي‬        ‫رغم هذه التجربة العميقة في‬                           ‫لرأيت الشاعر في عصور المديح‬
   ‫بقدرات اللغة وتكنيكات السرد‬       ‫الشعر؛ لماذا اتجهت إلى كتابة‬                       ‫والأمراء كان أقل خضو ًعا وتناز ًل‬
‫المغايرة والمختلفة‪ ،‬أحلم بمغامرا ٍت‬                                                         ‫عن معظم شعراء عصرنا هذا‬
                                       ‫القصة القصيرة والرواية؟‬                            ‫سوا ٌء أكانوا مجايلين لي أم غير‬
      ‫وتجار َب سردية أخرى في‬         ‫وهل ترتاح لما حققته فيهما؟‬                            ‫مجايلين‪ ..‬لم يستطع الكثيرون‬
               ‫المستقبل القريب‪.‬‬                                                            ‫أن يتخلصوا من و ْهم الصراع‬
                                     ‫حتى لحظتنا هذه أنا لست مرتا ًحا‬
   ‫هذا سؤال تقليدي لكنني‬               ‫لشيء‪ ،‬لا لـ”تجربتي العميقة”‬
   ‫أنتظر إجابة غير تقليدية‪:‬‬              ‫في الشعر ولا لكتابتي القصة‬
  ‫هل ساعدتك‪ /‬أو أعاقتك‪/‬‬
                                     ‫والرواية‪ ،‬هناك شيء لا أزال جا ًّدا‬
   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275