Page 272 - merit 48
P. 272

‫العـدد ‪48‬‬                          ‫‪270‬‬

                                         ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

      ‫الإبداعي والثقافي‪ ،‬وعمليات‬           ‫السؤال‪ :‬ألم تفكر أن بعض‬             ‫واح ًدا من هؤلاء الأخيرين‪ ..‬ولا‬
      ‫التواصل مع الآخر‪ ،‬وهو ما‬               ‫كتبك التي تهتم بالإبداع‬           ‫يوجد أي تفسير لأن أجد نفسي‬
  ‫أظن أنني سلَّطت الضوء عليه في‬
    ‫الكتب التي أصدرتها‪ ،‬صحيح‬               ‫في بعض المحافظات ليست‬                 ‫راسبًا في موا ٍّد هي من صميم‬
  ‫أنني لم أفعل هذا بشك ٍل مباشر‪،‬‬           ‫في صالح تجربتك الثقافية‬              ‫تف ُّوقي كالنحو والأدب‪ ،‬إلا هذا‬
      ‫لكن تناولي النقدي للأعمال‬            ‫بشكل عام؟ يعني‪ :‬ألا تظن‬            ‫الذي أشرت إليه‪ ..‬يكفي أن أقول‬
     ‫والشخصيات أسهم في ذلك‪.‬‬                ‫أنها حمولة زائدة كان أولى‬           ‫لك إنني تتلمذت على ي َدي أسماء‬
   ‫البعض يرى أنني كان يمكن أن‬               ‫التخفف منها؟ كيف ترى‬                 ‫من قبيل محمد بلتاجي‪ ،‬وعبد‬
    ‫أضيف لنفسي أربعة دواوين‬                                                     ‫الصبور شاهين‪ ،‬وعلي الجندي‪،‬‬
  ‫شعرية بد ًل من هذه الكتب التي‬                              ‫الأمر؟‬             ‫وعبد الواحد ع ّلم لتفهم معنى‬
   ‫ش َّكلت حمولة زائدة‪ ،‬لكنه رأي‬                                              ‫أن تختلف مع هؤلاء وأنت طال ٌب‬
 ‫ينتصر ِلا يظنه قيمة إبداعية على‬           ‫أحت ِرم رأي من يرى ذلك‪ ،‬وأتفق‬
‫حساب قيمة النقد أو الثقافة‪ ،‬وهما‬             ‫في أنه ربما كان حمول ًة زائدة‪،‬‬                          ‫صغير!‬
    ‫الآن قيمتان لا ت ِق َّلن أث ًرا ولا‬      ‫لكن ليس صحي ًحا أنه لم يكن‬           ‫ورغم ذلك أنا مدين لهذا كله‬
 ‫خط ًرا عن القيمة الإبداعية للشعر‬           ‫في صالح تجربتي الثقافية‪ ،‬لقد‬     ‫بالتقدير‪ ،‬فما َتر َّتب على فصلي من‬
 ‫أو للسرد‪ ،‬بل ربما كانت حاجتنا‬              ‫منحني ذلك فرصة كبيرة لمزيد‬           ‫الجامعة كان نقط َة تح ُّو ٍل كبير‬
‫للنقد وللكتابة الثقافية أش َّد من أي‬          ‫من التأمل والرصد والبحث‪،‬‬          ‫في حياتي‪ ،‬ولا أظنني لو أكملت‬
                                                                              ‫دراستي كان يمكن أن يتحقق لي‬
                   ‫حاج ٍة أخرى‪.‬‬          ‫وبخاصة أن ما صنعته كان يخص‬          ‫شيء مما حققته الآن على المستوى‬
                                              ‫محافظا ٍت ذات طبيع ٍة خاصة‬     ‫الشخصي والإنساني والثقافي من‬
 ‫هذا السؤال يرتبط بالسؤال‬                                                     ‫تجذر قيم الحق والخير والجمال‬
‫السابق‪ :‬بالرغم من اهتمامك‬                  ‫(قنا‪ -‬الأقصر‪ -‬البحر الأحمر‪-‬‬           ‫في نفسي وفي ممارساتي فيما‬
                                         ‫الوادي الجديد)‪ ،‬والطبيعة الخاصة‬
   ‫بمحيطك الأدبي والثقافي‪،‬‬                                                                             ‫أزعم‪.‬‬
  ‫وكتابتك ‪-‬الغزيرة نسبيًّا‪-‬‬                 ‫هنا لا تعني الملامح البيئية ولا‬    ‫بالتأكيد كان حال التعليم أفضل‬
 ‫عن كثيرين فيه‪ ،‬وعلى الرغم‬               ‫الخصائص والسمات‪ ،‬لكنها تعني‬
                                                                                 ‫كثي ًرا في الفترة التي كنت فيها‬
                                             ‫طبيعة العلاقة التي تربط أدباء‬    ‫طالبًا‪ ،‬لكنه الآن صورة من صور‬
                                           ‫هذه المحافظات ومثقفيها بالفعل‬
                                                                                   ‫انهيار الدولة والنظام وعدم‬
                                                                                ‫قدرتهما على مواجهة التغيرات‬

                                                                                                  ‫الاقتصادية‬
                                                                                                ‫والاجتماعية‪.‬‬

                                                                              ‫أنت غزير‬
                                                                              ‫الإنتاج في‬
                                                                             ‫فروع أدبية‬

                                                                                ‫وثقافية‬
                                                                                ‫متنوعة‪،‬‬

                                                                                  ‫وهذا‬
                                                                                ‫جيد في‬
                                                                             ‫رأيي‪ ..‬لكن‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277