Page 76 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 76

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                       ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫التفكيـر العلمـى والثقافـة الابتكاريـة فـى إطـار منظومـة‬                  ‫المحور الأول‪ :‬الجودة فى مجال التعليم‬
                              ‫مـن القيـم الأخلاقيـة‪.‬‬
                                                                    ‫أولاً‪ :‬الجودة فى تصورى تعنى «إتقان العمل»‪.‬‬
‫لتحقيـق الجـودة لا بـد مـن النظـر إلـى التعليـم‬
‫كمنظومـة تمتـد لتشـمل المؤسسـة التعليميـة والمعلـم‬               ‫الجـودة لا يختلـف علـى مفهومهـا أى شـخص‬
‫والطالـب‪ .‬وهنـا لا بـد أن نبـدأ مـن الأسـرة؛ الأسـرة هـى‬         ‫متخصـص فـى مجالـه‪ ،‬وك ٌّل ُيفلسـف الجـودة مـن‬
‫الدعامـة الأساسـية أو المعلـم الأول فـى بنـاء وتطويـر‬            ‫منظـور عملـه وإمكاناتـه‪ ،‬ولكـن الاختـاف دائ ًمـا فـى‬
‫الإنسـان وإبـ ارز شـخصيته وخلـق علاقـة تواصـل وثيقـة‬             ‫آليـات التنفيـذ‪ ،‬علـى أسـاس الإمكانـات والمـوارد البشـرية‬
‫بينـه وبيـن المجتمـع‪ ،‬بهـدف مسـاعدة المؤسسـة التعليميـة‬          ‫المتاحـة‪ ،‬وفـى ظـل الظـروف الاقتصاديـة والاجتماعيـة‬
‫على أداء دورها فى التربية والتعليم على الوجه الأكمل‪.‬‬             ‫للمجتمـع‪ ،‬إذن الجـودة لا تتحقـق إلا بالعمـل المخلـص‬

                                                                                        ‫الجـاد فـى شـتى المجـالات‪.‬‬

‫	 يجب تبصير الأبناء بمخاطر الثقافات الوافدة‪،‬‬                     ‫قدي ًمـا قـال سـق ارط‪« :‬ليـس العاطـل مـن لا يـؤدى‬
‫وخاصـة فـى ظـل تسـارع التكنولوجيـا الآن وانشـغال الأم‬            ‫عمـاً فقـط‪ ،‬ولكـن العاطـل مـن يـؤدى عمـاً فـى وسـعه‬
‫عـن الأبنـاء‪ ،‬حتـى أصبـح الإعـام هـو المربـى الأول‪،‬‬
‫أصبحنـا نجـد الانحـ ارف السـلوكى والأخلاقـى لسـوء‬                                           ‫أن يـؤدى أفضـل منـه»‪.‬‬

            ‫التربيـة وغيـاب القـدوة والتفـكك الأسـرى‪.‬‬            ‫الجـودة التـى نريـد تحقيقهـا الآن لـن تؤتـى ثمارهـا إلا‬
                                                                  ‫بمزيـد مـن العمـل والإتقـان وبـذل الجهـد ودقـة التنظيـم‪.‬‬

‫	 محاولـة فـرض ثقافـة الشـذوذ الجنسـى علـى‬                       ‫«إن الله يحــب إذا عمــل أحدكــم عمــاً أن يتقنــه»‬
‫المجتمعـات العربيـة تُعـد أقصـَر طريقـ ٍة لهـدم الهويـة‬                                         ‫‪ ...‬حديـث شـريف‪.‬‬
‫العربيـة ومقوماتهـا‪ ،‬وهـذه الثقافـة تنظـر إلـى هـذا الفعـل‬
‫السيئ بوصفه حًّقا من حقوق الإنسان وحري ًة شخصية‪.‬‬                 ‫«َوُقــ ِل ا ْع َمُلــوا َف َســَيَرى اَّلُل َع َمَل ُكــ ْم َوَرُســوُل ُه‬
                                                                           ‫َواْل ُمْؤِمُنــو َن» ‪ ..‬التوبـة آيـة (‪.)105‬‬
‫إن المثليـة والانحـ ارف الجنسـى المذمـوم محـرم‬
‫ومكـروه فـى كل الشـ ارئع السـماوية والوضعيـة‪ ،‬فـى‬                ‫أكـد الفيلسـوف اليونانـى الشـهير» هي ارقلطيـس» أن‬
‫المسـيحية تمنـع الكنيسـة الكاثوليكيـة والأرثوذكسـية هـذا‬         ‫المعلومـات الكثيـرة لا تكفـى للفهـم‪ ،‬ولا كثـرة الحفـظ تُعلـم‬
‫الفعـل؛ لأنـه يتنافـى مـع الخطـة الإلهيـة فـى الـزواج‬            ‫الحكمـة‪ ،‬ولكـن بكيفيـة توظيفهـا والاسـتفادة منهـا وهـذا‬
‫ومخالـف للفطـرة‪ ،‬فـى اليهوديـة أي ًضـا تُحـَّرُم المثليـة‪ ،‬أمـا‬  ‫مـا تتطلبـة الجـودة الآن مـن الاهتمـام بالكيـف فـى ظـل‬
‫فـى الإسـام فقـد أجمـع الفقهـاء علـى معاقبـة مـن يمـارس‬
‫هـذا الفعـل‪ ،‬وقـد عاقـب الله قـوم لـوط (بخسـف الأرض‪،‬‬                                              ‫طغيـان الكـم (‪.)1‬‬

                                                                                                        ‫التربية‪:‬‬

‫مـن أجـل تحقيـق وتفعيـل الجـودة فـى مجـال التعليـم‪ ،‬وجعـل عاليهـا سـافلها‪ ،‬كمـا أرسـل عليهـم حجـارة مـن‬

‫لا بـد مـن إعـادة النظـر فـى مسـائل التربيـة؛ فالتربيـة سـجيل)‪ ،‬هـذا دليـل علـى قبـح هـذا الفعـل وُبعـده عـن‬
      ‫هـى التـى تسـبق التعليـم وتصاحبـه وتتبعـه‪ ،‬وإصـاح الأخـاق والفضيلـة وتحريـض علـى المعصيـة‪.‬‬

‫لذلـك لا بـد مـن تنميـة قـد ارت الأبنـاء علـى التفكيـر‬              ‫أى مجتمـع وبنـاؤه علمًّيـا ومعرفًّيـا وقيمًّيـا لا يتحقـق إلا‬

                                                                    ‫بالتربية الصحيحة لأف ارده‪ ،‬هذه التربية التى تعتمد على‬

                                                                 ‫‪76‬‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81