Page 78 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 78
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
إن الهـدف مـن التربيـة والتعليـم هـو رعايـة ونمـو (المدرسـة -الجامعـة) ويبقـى دوُر المعلـم بوصفـه
الضلـع الرئيسـى فـى مثلـث العمليـة التعليميـة؛ لأنـه لا كل مـا هـو فـردى فـى كل كائـن بشـرى ،ولا بـد مـن أن
تتـاح فرصـة للنـشء؛ فرصـة التعبيـر عـن ذاتهـم حتـى لا يمكـن تحقيـق الجـودة إذا قمنـا بتحقيـق بعـض مكوناتهـا
يصبـح التعليـُم مجـرَد عمليـ ِة تلقيـن دون فهـم. دون الآخر ،كذلك لا بد من ربط الأداء النظرى بالواقع
لـو كنـا حًقـا نحتـرم حقـوق النـشء لوجـب علينـا أن التطبيقـى العملـى.
نمنحهـم تعلي ًمـا يزودهـم بالمعرفـة والعـادات العقليـة
بالنسبة للمعلم:
اللازمـة لتكويـن أرى مسـتقل.
لا بـد مـن تنميـة قد ارتـه وتوسـيع مداركـه ،ليـس فقـط
إذن هـذه المنظومـة التعليميـة بأبعادهـا الثلاثـة لا بحضـور الـدو ارت التدريبيـة ،بـل مـن خـال تواصـل
بـد أن تتداخـل فيمـا بينهـا ،وتخـدم بعضهـا بع ًضـا مـن فعـال بينـه وبيـن المؤسسـة التعليميـة والطالـب.
أجـل تحقيـق الجـودة ،كمـا أن جـودة التعليـم لا بـد مـن
احت ارم ك ارمة الإنسـان (المعلم) من أجل حياة كريمة
أن تسـاعد علـى تحقيـق الإصـاح الأخلاقـى والعلمـى حتـى يسـتطيع أن ُيقـدم أفضـل مـا عنـده ،ولا يلجـأ إلـى
مـن حيـث كونهمـا جناحـي أى تقـدم وارتقـاء ،وأن يعتمـد الـدروس الخصوصيـة ومـا شـابه ذلـك.
التعليـم علـى التفكيـر العلمـى النقـدى فـى كل أمـور
لا بـد مـن أن تكـوَن سياسـة المؤسسـة التعليميـة حياتنـا ،وكافـة أنشـطته العلميـة ،ولكـن بشـرط أن يرسـخ
تشـجيع البحـث العلمـى والمؤتمـ ارت العلميـة وإتاحـة فينـا مبـادئ الدقـة فـى العمـل والجديـة والالتـ ازم ويتـواءم
الفرصـة لجميـع منسـوبيها مـن أجـل الانفتـاح علـى مـع قيمنـا الأخلاقيـة والإنسـانية.
المحــور الثانــى :التعليــم والرقمنــة :التحديــات الثقافـات الأخـرى وتحقيـق الاسـتفادة منهـا.
وآليــات المواجهــة ()4 يمكـن للمعلـم أن ُيحقـ َق دوره ورسـالته علـى الوجـه
الأكمل إذا توافرت فيه سـمات شـخصية وقد ارت مهنية،
بعـد أن عرضنـا لمنظومـة التعليـم ،وكيـف تتحقـق كالاسـتقلال الفكـرى واتسـاع الثقافـة والوعـى الفكـرى
الجـودة فـى هـذه المنظومـة ،نأتـي الآن إلـى التعليـم والابتعـاد عـن الفكـر الضيـق أو الانحيـاز لأى حـزب أو
الرقمـى ،أو التعليـم فـى ظـل تسـارع التكنولوجيـا الآن،
طائفـة مـن شـأنها أن تؤثـر علـى تعاليمـه.
ونـرى كيـف يمكـن أن تتحقـق الجـودة هنـا.
يؤكـد خبـ ارء التعليـم أن التعليـم الرقمـى قـادم لا ولا بـد مـن ألا تقتصـر وظيفـة المعلـم علـى الأمـر
محالـة ،وعلينـا أن نلحـق بقطـاره سـري ًعا. والطاعـة مـن جانـب طلابـه ،بـل تتجـاوز ذلـك بغـرس
القيـم فـى نفوسـهم ،فالمعلـم الناجـح هـو الـذى يسـتطيع
أن يشـمل طلابـه بـدفء العطـف الأبـوى وتوثيـق روابـط أهمية التعليم الرقمى:
التعليـم الإبداعـى القائـم علـى اسـتخدام التكنولوجيـا المحبـة والألفـة بينهـم ،وأن تكـون العلاقـة بينـه وبيـن
فـى البيئـة التعليميـة بـكل أبعادهـا ُيعـد أحـد نواتـج طلابـه أساسـها المحبـة والألفـة والتسـامح أكثـر مـن
الثـورة المعرفيـة ،والعصـر الرقمـى الـذى تتسـارع فيـه الأمـر والطاعـة ،فهـذا سـيؤدى إلـى خلـق جيـل صالـح،
78 بعيـًدا عـن الخـوف والحقـد.