Page 63 - مجله_ی_نوابت،_شماره_ی_۴_نقد،_مهر_۱۳۹۹
P. 63
العمـل الأدبـي ،والأدب المقـارن العربـي يقـربهـذا المبـدأ ،إذ
يرىمؤسسالأدبالمقارنالعربيالحديث،محمدغنيمي
هالل أن «الحـدود الفاصلـة بيـن تلـك الآداب هـي اللغـات،
فالكاتب أوالشاعرإذا كتب كلاهما بالعربية عددنا أدبه
عربيا مهما كان جنسه البشري الذي انحدرمنه ،فلغات
الآداب هـي مـا يعتـد بـه فـي الأدب المقـارن ،فـي دراسـة التأثيـر
والتأثـرالمتبادليـن بينهمـا»( .)12هـذه الرؤيـة التـي يقـربهـا
غنيمـي هالل تحـدد هويـة الأدب داخـل إطـارلغـة الأدب
اللا تذليعـاعبتدموًدراهاكابليـ ًعرامفـلياتلأحدبديـي.دفهجنويـسةيالةاعلمـكالت البأأدبـوقيوبمقـيتدره
اللغـة المعتمـد عليهـا .فالأعمـال الأدبيـة التـي كتبهـا الفـرس
فـهـييالرعصيـصـٌدرالحذهضـابـري ٌيالللعغرـبـةياللاعتنربتيـمـة.يللأأنلد«البأادلفبا،ر�مسـثايل،،إنقـمـاد
تصفـه بأنـه أدب عربـي ،أوفرن�سـي ،أوإنجليـزي .ونحـن،
بهذا الوصف ،إنما نشيرإلى لغة تخفي وراءها خصوصية
ثقافيـة ،تجعـل الأدب العربـي ،مثال ،يختلـف عـن الأدب
الفرن�سي ،وعن الإنجليزي»( .)13يستشف من هذا الرأي
اللوحةللرساماحمدسعودني أنهويةالآدابتابعةللغاتالتيمكتوبةبها،وكذلك«إن
الأدب المقـارن ،مهمـا أوغـل فـي عالميتـه ،فهـويحمـل داخلـه
مفهومـا قوميـا؛ لأنـه ليـس فلسـفة تتعامـل مـع الإنسـان
كإنسان،ولكنهفينشأتهالأولىينطلقمننصوصأدبية،
كتبـت بلغـة خاصـة ،وتحمـل وجهـة نظـرخاصـة وتعكـس
وجدانا خاصا»( .)14كما يلاحظ أن عالمية الأدب المقارن
لاتتنافىمعأسسهالقوميةالتينشألأجلهاهذاالحقلفي فـي الكتابـة ،وقـد كتـب أعمـالا أدبيـة بلغتـه الأصليـة-
فرنسـا ،والمقارنـة تحـدث بيـن أدبيـن مختلفيـن لغـة؛ بينمـا الروسية-ثمتحولإلىالكتابةباللغةالإنجليزية.وكذاك
الموازنـة تكـونبيـن عمليـن أدبييـن ضمـن اللغـة الواحـدة .جوزيـف كونـراد البولنـدي الـذي عـاش فـي بولنـدا حتـى
سـن السادسـة عشـرة ،ثـم انتقـل إلـى فرنسـا لمـدة أربـع
سنوات وأصبح يجيد الفرنسية ،لكنه بعد أن انضم إلى
الأسـطول التجـاري الإنجليـزي وتعلـم التحـدث والكتابـة ُ
ثنائيةاللغةفيالكتابةأمأحاديةاللغة
الثنائيـة اللغويـة فـي الكتابـة الأدبيـة كانـت موجـودة منـذ بالإنجليزية؛ كتب رواياته بهذه اللغة برغم إجادته لغته
الأولى-البولندية-أوالفرنسية التي يجيد الكتابة بها .هنا وتاريـخ الأدب يعـج بالأسـماء التـي كتبـت أزمـعمنالغهـيـاربقُلرغيـتيـب،ن
جوزيـف كونـراد أحـادي اللغـة فـي الكتابـة ،لأنـه لـم يؤلـف ُكأ ّتواثلباأثـحةادويأوحايلالنـغاةقولليالـشة بكأأربـنعاللغغاـلابيتة، وبالمقابل هنالك
بلغته الأصلية البولندية ولا لغته الثانية وهي الفرنسية.
يكتبـون بلغـة واحـدة؛ علـى الأقـل بمـا يخـص الكتابـة وتجدرالإشارةإلىالكاتبوالروائياللبنانيأمينمعلوف
الأدبية ،وينبغي أن نميزبين الثنائية اللغوية في الحديث الذي كتب أعماله بالعربية والفرنسـية والإنجليزية؛ مع
كغللبـةهـاؤللتاأءثيـالر ُاكلّتـافرنب�وسـغييفـريهـأمعممامـلـنه(ك5تبـ)1و.ا بلغـات عـدة غيـر اليومـي وبيـن الثنائيـة اللغويـة فـي الكتابـة .وهنـا ،التركيـز
لمـغعاتهاـل ُمك ّاتـلاقبومايـلأةه؛ لواأزيسـيـبان ابلذيشــخنصكيتبـة،والاأيعممكاـلهنـممقباالرنلتهـغـةم يينمكـصـنبالإعلـشـىاراةلثإلـناىئيُـك ّةتـااللبغكوتيـبـةوافـيبلالغـاكتتابـأة.خـرى إلـى جانـب
الكتابـة باللغـة القوميـة أو الوطنيـة؛ منهـم الكاتـب
الرو�سـي فلاديميـر نابوكـوف الـذي كان ثلاثـي اللغـات الفارسـية ،إذ إن الكاتـب الأهـوازي خضـع ويخضـع
شماره /4اهــواز /مــهر /1399سپتامبـر 63 2020