Page 192 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 192

‫هل لمحظدا ‪ 4‬اهة الاللللا"‬  ‫‪،00‬‬                                 ‫‪ 2‬مر ‪4‬‬

‫وأعجبتني مقولة نقلها الحافظ (ابن كثير) في كتابه "البداية والنهاية " نقلًا عن إمامٍ من‬
                                                                                                                       ‫أئمة السلف قوله‪:‬‬

     ‫"معاوية ستز لأصحاب محمد !ك!ي!‪ ،‬فإذا كسف الرجلُ الستر اجترأ على ما وراءه ! "‬

‫ولكي نعرف مدى خطورة الطعن في ذمة هذا الصحابي الجليل الذي يطعن به أئمة‬

    ‫الشيعة ليلا نهارًا‪ ،‬علينا أن نعلم جيدًا أن رسول اللّه !ك!ي! الذي لا ينطق عن الهوى قد أكلنه على‬
  ‫أخطر مهمةٍ على وجه الأرض ‪ ،‬مهمة كتابة كلام اللّه عز وجل ! ولمن لم يدرك بعد معنى هذا‬

    ‫الكلام الخطير أكرر له أن معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنهما وأرضاهما هو الذي حول‬
‫الكلمات التي قالها الرب الذي خلق السماوات والأرض إلى كلماتٍ مكتوبةٍ يقرؤها بنو‬

‫بعد‪ ،‬فعليه أن يعلم أن اية الكرسي التي نتعبد اللّهبها نزلت على‬  ‫الإنسان ‪ ،‬ولمن ا‪ 3‬يستوعب‬

‫الشكل التالي ‪ :‬من اللّه عز وجل إلى جبريل لج! إلى محمد !و إلى معاوية بن أبي سفيان‬

‫رضي اللّه عنهما وأرضاهما إلى البشر أجمعين ! فهل أدركت الآن مدى عظمة هذا الإنسان ؟‬

‫هل تعلم الآن مدى خطورة الطعن في معاوية بالذات ؟ إن الطعن في ذمة معاوبة ليس طعنًا في‬

‫رسول اللّه فحسب بل هو طعن في اللّه ! فهو الذي اختار معاوية لكي يكتب لنا كلامه المنزًّل‬

     ‫على البشر‪ ،‬فإذا كان معاوية بن أبي سفيان رجلًا منحرفًا كما يروَج له علماء الشيعة ‪ ،‬يصبح‬
‫هذا القران الذي بين أيدينا قرآنا محرفًا‪ ،‬ويصبح هذا الدين الذي ملأ الأرض سرقًا وغربًا دينَا‬

                                                       ‫باطلًا‪ ،‬ونصيح أنا وأنت في النهاية مجرد أسباحٍ بلا وجودٍ أوكيانٍ !‬

   ‫ومعاوية بن أبي سفيان جمع صفات الجمال كلها‪ ،‬فكان أبيض الوجه ناصع البياض ‪،‬‬
       ‫طويل القامة ‪ ،‬جميل الهيأة ‪ ،‬ومع ذلك كان جميل الأخلاق والطباع بدرجة جعلته يمتلك‬

     ‫قلوب الناس بسرعة البرق ‪ .‬ولقد توسَّم أعرابي ملامح العظمة في قسمات وجه معاوية منذ‬
       ‫صعْره !قال لأمه (هند بنت عتبة ) إنه سيملك قومه يومًا ما‪ ،‬فابتسمت أمه بكل ثقة وقالت‪:‬‬
     ‫ليعدصيْ إن لم يملك سوى قومه فقط ! ومعاوية هو أعظمٍ ملكٍ في تاريخ الحضارة‬

           ‫الإسلامية بأسرها‪ ،‬إلاّ أنه كان مصباحًا من مصابيح الإسلام ‪ ،‬سطع إلى جانب أربع سموس‬
‫ملأت الدنيا بأنوارها‪ ،‬فغلبت أنوارها على نوره ‪ ،‬فهو كما يصفه الصحابي الجليل (عبد اللّه‬

       ‫ابن عمر بن الخطاب ) رضي اللّه عنهما وأرضاهما أنه أفضل من حكم المسلمين بعد رسول‬
      ‫اللّه !و ‪ ،‬ولما سُئل إن كان معاوية أفضل في الحكم من أبيه ومن أبي بكر أجاب الفصيح بن‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197