Page 193 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 193

‫‪!3‬ر‪،‬‬                                             ‫‪ ، 0 0‬لمحلإ( ‪! 1‬ل! د أ لتا اليف!‬

‫الفصيح عبد اللّه بن عمر بقوله ‪ :‬هما يفوقانه بالفضل ولكنه أفضل منهما في الحكم ! ولا‬
  ‫عجب ‪ ،‬فهذا سليل "بني أمية " أفضل عائلة سالسَت العرب قبل الإسلام وبعده ‪ ،‬فهم أهل‬

‫السياسة في في الجاهلية والإسلام ‪ ،‬وهذا فضل اللّه يوتيه من يشاء‪ ،‬وقد كان خلفاء بني أمية‬

‫أعظم من ملكوا الأرض من المسلمين ‪ ،‬وحتى بعد انتهاء دولتهم ‪ ،‬أقام بنو أمية على يد (عبد‬
‫الرحمن الداخل ) "صقر قريش دا دولة مهيبة للإسلام في أوروبا‪ ،‬وكان (عبد الرحمن الناصر)‬

‫من بعده أعظم مللئى في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬والحق أقول أنني تعجبت من مما‬

 ‫قرأته عن بني أمية وأنا أجمع مادة هذا الكتاب التاريخية من أمهات كتب التاريخ الإسلامي‪،‬‬
‫فلقد سوه المستشرقون ومن معهم من المنافقين تاريخ هذه العائلة العظيمة التي قدَمت‬

‫الكثير للإسلام ‪ ،‬والحق أقول أنني تعجبت أكثر للمعلومات التي حصلت عليها البارحة فقط‬

‫وأنا أهُمّ بالكتابة عن معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنهما وأرضاهما‪ ،‬فالرجل ليس مثلما‬
‫صُوّرَ لنا في مدارسنا بأنه ذلك الملك المتجبر المتغطرس المترف ‪ ،‬بل كان رجلَا زاهدا‬

‫ومتواضغا إلى حد أذهلني بالفعل ‪ ،‬والذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا سمعوا بأنه‬

‫كان من الزاهدين والصفوة الصالحين ‪ ،‬فقد روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة‬

‫عن أبيه قال ‪" :‬رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوبٌ مرقوع !" وقد كان‬

‫رحمه اللّه يركب بغلته ويدور على أهل الشام بنفسه يذكرهم بالصلاة ‪ ،‬والشيء الملفت في‬
‫تاريخ معاوية أنه كان مل! عادلا حليفا إلى أبعد الحدود! وواللّه إن المرء ليعجب وهو يقرأ‬

‫سيرة هذا الخليفة الإسلامي المظلوم ‪ ،‬ففي عزّ مجد الانتصارات الإسلامية التي جعلت من‬
‫معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنهما وأرضاهما خليفة يملكها من الصين سرفا إلى المحيط‬

‫الأطلسي غرئا‪ ،‬ومن جبال القوقاز سما‪ ،‬إلى أدغال أفريقيا جنوبَا‪ ،‬وصلته رسالة سديدة‬

‫أعظم مللئى على وجه الأرض‬  ‫فيها تجاوز كبير في حق‬  ‫انه!الثِهَبرالزبير)اللهجة من (عبد بن‬
                                                 ‫اللّه‬

‫وقتها‪ ،‬يهدد فيها الخليفة من أجل اختلاف بسيط حول قطعة أرض صغيرة ‪ ،‬فيقول في‬

                                                                                                           ‫رسالته‪:‬‬

‫"أما بعد فيا معاوية (معاوية باسمه فقط ‪ ،‬من دون لقب ‪ ،‬لا أمير المؤمنين ‪ ،‬ولا خليفة‬

‫المسلمين ‪ ،‬ولا سيء من هذا القبيل ) أما بعد فيا معاوية ‪ ،‬إن رجالك قد دخلوا أرضي فانهَهُم‬

‫عن ذلك ‪ ،‬وإلا كان لي معك سأن ‪ ،‬والسلام " فدفع معاوية بكتابه إلى ابنه يزيد‪ ،‬فقال له ‪" :‬يا‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198