Page 194 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 194

‫هل صالظما ‪ 4‬ا!ة ا لاللللا!‬        ‫‪،00‬‬                                                                  ‫‪491‬‬

  ‫يزيد ماذا نصنع ؟" فلما قرأ يزيد الكتاب غلا الدم في عروقه القرسية الأصيلة وقال ‪ " :‬أرى أن‬
  ‫ترسل له جيشًا أوله عنده ‪ ،‬واخره عندك ‪ ،‬يأتونك برأسه " فابتسم معاوية في وجه ابنه وأراد أن‬

     ‫يعلمه درسًا في انحلم ‪ ،‬فقال له ‪" :‬يا بني غيرُ ذلك أفضلُ ؟ أملى على الكاتب ‪ ،‬اكتبْ ‪ :‬أما بعد؟‬
       ‫فقد وقفتُ على كتابِ ولد حواري رسول اللّه ‪ ،‬ولقد ساءني ما ساءه ‪ ،‬والدنيا كلها هينة جنب‬

   ‫رضاه ‪ ،‬وهذه أرضي كلها ومن عليها هدية لك إ" فلمّا وصل الجواب إلى ابن الزبير خجل من‬
    ‫أدب خليفة الصم!لم!ثين وحلمه ‪ ،‬فردّ عليه بكتاب رقيق جاء فيه ‪" :‬أما بعد؟ فيا أمير المؤمنين‪،‬‬
‫أطال اللّه بقاءك ولا أعدمك الرأي الذي أحلك من قومك هذا المحل " فاستدعى معاوية ابنه‬

‫يزيد‪ ،‬وقال له وهو عيناه تبتسمان من السعادة ‪" :‬يا بني من عفا ساد‪ ،‬ومَن حلم عظُم‪ ،‬ومَن‬
 ‫تجاوز استمال إليه القلوب "ثم قال له قولة هي أساس التعامل الإسلامي بين الإخوة في أوقات‬

‫الاختلاف ‪ ،‬هذه المقولة نحتاج جميعنا أن نكتبها على ورقة ونعلقها في بيوتنا لكي تصبح‬

                 ‫لها تمر إ "‬      ‫لابنه يزيد‪ :‬يا بني ‪" . . . . . . .‬تطأطا‬                 ‫منهاجًا لحياتنا‪ ،‬فقد قال معاوية‬

‫المرء !‬  ‫يتخيله‬  ‫مما‬        ‫أبسط‬  ‫‪ . . . . . . . . . . . .‬فالأمر‬           ‫الفتنة‬  ‫موضوع‬  ‫مناقشة‬  ‫إلى‬  ‫أما بالنسبة‬

‫فلقد بعثت السيدة (نائلة بنت الفرافصة) اكص!خ زوجة (عثمان بن عفان را!لتِهً) بصندوقٍ‬
‫به القميص الذي قُتل فيه عثمان را!لتِهً وعليه دماؤه ‪ ،‬مرفقًا بأصابعها‪ ،‬وكفها التي قُطعت‪،‬‬

‫وهي تدافع عن زوجها أمام أولئك الإرهابيين ‪ ،‬فبعئت بهذا الصنندوق إلى معاوية بن أبي‬

‫سفيان عنهما في الشام بصفته كبير عائلة بني أمية التي ينتمي إليها عثمان بن عفان ‪ ،‬وبما أن‬

‫معاوية كان وليَئ دم عثمان ‪ ،‬فقد طلبت السيدة نائ!لة منه أن يأخذ هو بالقصاص العادل من‬

‫!ذه الأسياء إلى معاوية ا!دنِهً ‪ ،‬علّقها على المنبر في‬                              ‫أولئك المجرمين ‪ ،‬فلما وصلت‬
                                                                        ‫ر‬
‫المسجد‪ ،‬وبكى بكاءً سديدًا‪ ،‬وأقسم أن ينتقم لخليفة رسول اللّه !‪ ،‬وأن يثأر له ‪ ،‬فنشر‬‫ر‬

‫القميص الملطخ بالدماء في المسجد‪ ،‬وجمع أهل الشام الشرفاء‪ ،‬ودعا إلى الطلب بدم ابن‬
   ‫عمه وخليفة المسلمين ‪ ،‬فقام أهل الشام الأبطال ووقفوا وقفة رجل واحد وقالوا‪ :‬كلنا معك‬

‫هو ابن عمك وأنت وليه ونحن الطالبون معك ‪ ،‬ووافقه أهل الشام جىميعًا على ذلك ‪ ،‬فوافقه‬

‫الكثير من الصحابة ‪ ،‬كالصحابي الورع (أبي الدرداء)‪ ،‬والصحابي البطل (عبادة بن الصامت)‬

‫وغيرهم الكثير من الصحابة رضوان الئْه عليهم جميعًا‪ ،‬وكان أبو الدرداء قاضي الشام ‪ ،‬رمن‬
 ‫أعلم أهلها‪ ،‬فأفتى را!لتِهً بوجوب أخذ الثأر من قتلة عثمان ا!لتِهً ‪ ،‬فجلس سبعون ألف رجل‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199