Page 121 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 121

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫الشبه باخوانه المسلمين‪ ،‬طلائع الدنيا المؤمنة‪ ،‬وبشائر العالم الذي ستتفجر جوانبه غدا ايمانا‪ ،‬وتوحيدا‪،‬‬
                                                                                           ‫ونورا‪..‬‬

                                                             ‫ولندع شاھد عيان يصف لنا ما حدث‪:‬‬
      ‫" لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول اللھصلى ﷲ عليه وسلم من البلاء‪ .‬وھو يغدو‬
      ‫ويروح في أمان الوليد بن المغيرة‪ ،‬قال‪ :‬وﷲ ان غد ّوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أھل الشرك‪،‬‬

                   ‫واصحابي وأھل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لايصيبني‪ ،‬لنقص كبير في نفسي‪..‬‬
                                                               ‫فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له‪:‬‬

                                                 ‫يا أبا عبد شمس وفت ذمتك‪ .‬وقد ردت اليك جوارك‪..‬‬
                                                                                          ‫فقال له‪:‬‬

                                                          ‫لم يا ابن أخي‪ ..‬لعله آذاك أحد من قومي‪..‬؟‬
                                        ‫قال‪ ..‬لا‪ .‬ولكني أرضى بجوار ﷲ‪ ،‬ولا أريد أن أستجير بغيره‪...‬‬

                                                     ‫فانطلق الى المسجد فاردد عل ّي جواري علانية ‪..‬‬
                                                  ‫فانطلقا حتى أتيا المسجد‪ ،‬فقال الوليد‪ :‬ھذا عثمان‪..‬‬

                                                                         ‫قد جاء يردد عل ّي جواري‪..‬‬
               ‫قال عثمان‪ :‬صدق‪ ..‬ولقد وجدته وفيّا كريما الجوار‪ ،‬ولكنني أحببت ألا أستجير بغير ﷲ‪..‬‬
‫ثم انصرف عثمان‪ ،‬ولبيد بن ربيعة في مجلس من مجالس قريش ينشھدم‪ ،‬فجلس معھم عثمان فقال لبيد‪:‬‬

                                                                        ‫ألا كل شيء ما خلا ﷲ باطل‬
                                                                              ‫فقال عثمان‪ :‬صدقت‪..‬‬
                                                                                          ‫قال لبيد‪:‬‬
                                                                            ‫وكل نعيم لا محالة زائل‬

                                                            ‫قال عثمان‪ :‬كذبت‪ ..‬نعيم الجنة لا يزول‪..‬‬
                         ‫فقال لبيد‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬وﷲ ما كان يؤذي جليسكم‪ ،‬فمتى حدث ھذا فيكم‪..‬؟‬
                          ‫فقال رجل من القوم‪ :‬ان ھذا سفيه فارق ديننا‪ ..‬فلا تجد ّن في نفسك من قوله‪..‬‬
     ‫فرد عليه عثمان بن مظعون حتى سري أمرھما‪ .‬فقام اليه ذلك الرجل فلطم عينه فأصابا‪ ،‬والوليد بن‬
  ‫المغيرة قريب‪ ،‬يرى ما يحدث لعثمان‪ ،‬فقال‪ :‬أما وﷲ يا بن أخي ان كانت عينك ع ّما أصابھا لغنيّة‪ ،‬لقد‬

                                                                              ‫كانت في ذمة منيعة‪..‬‬
 ‫فال عثمان‪ :‬بل وﷲ ان عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما أصاب أختھا في ﷲ‪ ..‬واني لفي جوار من ھو‬

                                                                ‫أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس‪!!..‬‬
                                             ‫فقا له الوليد‪ :‬ھلم يا بن أخي‪ ،‬ا ن شئت فعد الى جواري‪..‬‬

                                                                              ‫قال ابن مظعون‪ :‬لا‪...‬‬
        ‫وغادر ابن مظعون ھذا المشھد وعينه تض ّج بالألم‪ ،‬ولكن روحه تتفجر عافية‪ ،‬وصلابة‪ ،‬وبشرا‪..‬‬

                                                   ‫ولقد مضى في الطريق الى داره يتغنى بشعره ھذا‪:‬‬
                                                                     ‫فان تك عيني في رضا ﷲ نالھا‬

                                          ‫يدا ملحدا في الدين ليس بمھتدي‬
                                                                      ‫فقد ع ّوض الرحمن منھا ثوابه‬

                                                               ‫‪121‬‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126