Page 126 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 126

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

 ‫ونديت عينا رسول ﷲ بدموعشاكرة وحانية‪ ،‬ثم أمسك بيد زيد‪ ،‬وخرج به الى فناء الكعبة‪ ،‬حيث قريش‬
                                                                    ‫مجتمعة ھناك‪ ،‬ونادى الرسول‪:‬‬

                                                        ‫" اشھدوا أن زيدا ابني‪ ..‬يرثني وأرثه"‪!!..‬‬
‫وكاد قلب حارثة يطير من الفرح‪ ..‬فابنه لم يعد ح ّرا فحسب‪ ،‬بل وابنا للرجل الذي تس ّميه قريش الصادق‬

                                                  ‫الأمين سليل بني ھاشم وموضع حفاوة مكة كلھا‪..‬‬
‫وعاد الأب والعم الى قومھما‪ ،‬مطمئنين على ولدھما والذي تركاه سيّدا في مكة‪ ،‬آمنا معافى‪ ،‬بعد أن كان‬

                                                     ‫أبوه لا يدري‪ :‬أغاله السھل‪ ،‬أم غاله الجبل‪!!..‬‬

                                              ‫**‬

                      ‫تبنّى الرسول زيدا‪ ..‬وصار لا يعرف في مكة كلھا الا باسمه ھذا زيد بن محمد‪..‬‬
                                                       ‫وفي يوم باھر الشروق‪ ،‬نادى الوحي محمدا‪:‬‬

 ‫) اقرأ باسم ربك الذي خلق‪ ،‬خلق الانسان من علق‪ ،‬اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم‪ ،‬علّم الانسان ما‬
                                                                                       ‫لك يعلم(‪...‬‬

                                                                       ‫ثم تتابعت نجاءاته وكلماته‪:‬‬
                                                           ‫) يا أيھا الكدثر‪ ،‬قم فأنذر‪ ،‬وربّك فكبّر(‪...‬‬
 ‫)يا أيھا الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك‪ ،‬وان لم تفعل فما بلّغت رسالته‪ ،‬وﷲ يعصمك من الناس‪ ،‬ان‬

                                                                     ‫ﷲ لايھدي القوم الكافرين(‪...‬‬
‫وما ان حمل رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين‪ ..‬بل قيل انه كان‬

                                                                                ‫أول المسلمين‪!!...‬‬

                                              ‫**‬

‫أحبّه رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم حبا عظيما‪ ،‬وكان بھذا الحب خليقا وجديرا‪ ..‬فوفاؤه الذي لا نظير‬
                                                   ‫له‪ ،‬وعظمة روحه‪ ،‬وعفّة ضميره ولسانه ويده‪...‬‬

   ‫كل ذلك وأكثر من ذلك كان يزين خصال زيد بن حارثة أو زيد الح ّب كما كان يلقبه أصحاب رسول ﷲ‬
                                                                            ‫عليه الصلاة والسلام‪..‬‬

                                                               ‫تقول السيّدة عائشة رضي ﷲ عنھا‪:‬‬
          ‫" ما بعث الرسول صلى ﷲ عليه وسلم في جيش قط الا أ ّمره عليھم‪ ،‬ولو بقي حيّا بعد رسول‬

                                                                                  ‫اللھلاستخلفه‪...‬‬
                                 ‫الى ھذا المدى كانت منزلة زيد عند رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪..‬‬

                                                                             ‫فمن كان زيد ھذا‪..‬؟؟‬
                                ‫انه كما قلنا ذلك الطفل الذي سبي‪ ،‬ثم بيع‪ ،‬ثم حرره الرسول وأعتقه‪..‬‬
 ‫وانه ذلك الرجال القصير‪ ،‬الأسمر‪ ،‬الأفطس الأنف‪ ،‬بيد أنه أيضا ذلك الانسان الذي" قلبه جميع وروحه‬

                                                                                           ‫حر"‪..‬‬

                                                             ‫‪126‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131