Page 127 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 127

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

     ‫ومن ثم وجد له في الاسلام‪ ،‬وفي قلب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم أعلى منزلة وأرفع مكان‪ ،‬فلا‬
                                  ‫الاسلام ولا رسوله من يعبأ لحظه بجاه النسب‪ ،‬ولا بوجاھة المظھر‪.‬‬

         ‫ففي رحاب ھذا الدين العظيم‪ ،‬يتألق بلال‪ ،‬ويتألق صھيب‪ ،‬ويتألق عمار وخبّاب وأسامة وزيد‪...‬‬
                                                                       ‫يتألقون جميعا كأبرا‪ ،‬وقادة‪..‬‬

                                  ‫لقد صحح الاسلام قيم الاسلام‪ ،‬قيم الحياة حين قال في كتابه الكريم‪:‬‬
                                                                     ‫) ا ّن أكرمكم عند ﷲ أتقاكم(‪...‬‬

                       ‫وفتح الأبواب والرحاب للمواھب الخيّرة‪ ،‬وللكفايات النظيفة‪ ،‬الأمينة‪ ،‬المعطية‪..‬‬
‫وز ّوج رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم زيدا من ابنة عمته زينب‪ ،‬ويبدو أن زينب رضي ﷲ عنھا قد قبلت‬

 ‫ھذا الزواج تحت وطأة حيائھا أن ترفض شفاعة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،‬أو ترغب بنفسھا عن‬
                                                                                           ‫نفسه‪..‬‬

                    ‫ولكن الحياة الزوجية أخذت تتعثر‪ ،‬وتستنفد عوامل بقائھا‪ ،‬فانفصل زيد عن زينب‪.‬‬
 ‫وحمل الرسول صلى ﷲ عليه وسلم مسؤوليته تجاه ھذا الزواج الذي كان مسؤولا عن امضائه‪ ،‬والذي‬
‫انتھى بالانفصال‪ ،‬فض ّم ابنة عمته اليه واختارھا زوجة له‪ ،‬ثم اختار لزيد زوجة جديدة ھي أم كلثوم بنت‬

                                                                                           ‫عقبة‪..‬‬

                              ‫وذھب الشنئون يرجفون المدينة‪ :‬كيف يتز ّوج محمد مطلقة ابنه زيد؟؟‬
   ‫فأجابھم القرآن مف ّرقا بين الأدعياء والأبنياء‪ ..‬بين التبني والبنّوة‪ ،‬ومقررا الغاء عادة التبني‪ ،‬ومعلنا‪:‬‬

                                  ‫) ما كان محمد أبا أحد من رجالكم‪ ،‬ولكن رسول ﷲ‪ ،‬وخاتم النبين(‪.‬‬
                                                     ‫وھكذا عاد لزيد اسمه الأول‪ ":‬زيد بن حارثة"‪.‬‬

                                               ‫**‬

                                                                                         ‫والآن‪..‬‬
           ‫ھل ترون ھذه اقوات المسلمة الخارجة الى معارك‪ ،‬الطرف‪ ،‬أو العيص‪ ،‬وحسمي‪ ،‬وغيرھا‪..‬‬

                                                              ‫ان أميرھا جميعا‪ ،‬ھو زيد بن حارثة‪..‬‬
‫فھو كما سمعنا السيدة عائشة رضي ﷲ عنھا تقول‪ ":‬لم يبعثه النبي صلى ﷲ عليه وسلم في جيش قط‪،‬‬

                                                                  ‫الا جعله أميرا ھلى ھذا الجيش"‪..‬‬

                                                                        ‫حتى جاءت غزوة مؤتة‪..‬‬
   ‫كان الروم بأمبراطوريتھم الھرمة‪ ،‬قد بدأوا يوجسون من الاسلام خيفة‪..‬بل صاروا يرون فيھا خطرا‬
  ‫يھدد وجودھم‪ ،‬ولا سيما في بلاد الشام التي يستعمرونھا‪ ،‬والتي تتاخم بلاد ھذا الدين الجديد‪ ،‬المنطلق‬

                                                                            ‫في عنفوان واكتساح‪..‬‬
                    ‫وھكذا راحوا يتخذون من الشام نقطة وثوب على الجزيرة العربية‪ ،‬وبلاد الاسلام‪...‬‬

                                               ‫**‬

                                                              ‫‪127‬‬
   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132