Page 125 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 125
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
**
كان ال ّرق في ذلك الزمان البعيد يفرض نفسه كظرف اجتماعي يحاول أن يكون ضرورة..
كان ذلك في أثينا ،حتى في أزھى عصور حريّتھا ورقيّھا..
وكذلك كان في روما..
وفي العالم القديم كله ..وبالتالي في جزيرة العرب أيضا..
وعندما اختطفت القبيلة المغيرة على بني معن نصرھا ،وعادت حاملة أسراھا ،ذھبت الى سوق عكاظ
التي كانت منعقدة أنئذ ،وباعوا الأسرى..
ووقع الطفل زيد في يد حكيم بن حزام الذي وھبه بعد أن اشتراه لعمته خديجة.
وكانت خديجة رضي ﷲ عنھا ،قد صارت زوجة لمحمد بن عبدﷲ ،الذي لم يكن الوحي قد جاءه بعد .بيد
أنه كان يحمل كل الصفات العظيمة التي أھلته بھا الأقدار ليكون غدا من المرسلين..
ووھبت خديجة بدورھا خادمھا زيد لزوجھا رسول اله فتقبله مسرورا وأعتقه من فوره،وراح يمنحه
من نفسه العظيمة ومن قلبه الكبير كل عطف ورعاية..
وفي أحد مواسم الحج .التقى تفر من ح ّي حارثة بزيد في مكة ،ونقلوا اليه لوعة والديه ،وح ّملھم زيد
سلامه وحنانه وشوقه لأمه وأبيه ،وقال للح ّجاج من قومه"
" أخبوا أبي أني ھنا مع أكرم والد"..
ولم يكن والد زيد يعلم مستقر ولده حتى أغ ّذ السير اليه ،ومعه أخوه..
وفي مكة مضيا يسألان عن محمد الأمين ..ولما لقياه قالا له:
"يا بن عبدالمطلب..
يا لن سيّد قومه ،أنتم أھل حرم ،تفكون العاني ،وتطعمون الأسير ..جئناك في ولدنا ،فامنن علينا وأحسن
في فدائه"..
كان الرسول صلى ﷲ عليه وسلم يعلم تعلق زيد به ،وكان في نفس الوقت يق ّدر حق ابيه فيه..
ھنالك قال حارثة:
"ادعوا زيدا ،وخيّروه ،فان اختاركم فھو لكم بغير فداء ..وان اختارني فوﷲ ما أنا بالذي أختار على من
اختارني فداء"!!..
وتھلل وجه حارثة الذي لك يكن يتوقع كل ھذا السماح وقال:
" لقد أنصفتنا ،وزدتنا عن النصف"..
ثم بعث النبي صلى ﷲ عليه وسلم الى زيد ،ولما جاء سأله:
" ھل تعرف ھؤلاء"..؟
قال زيد :نعم ..ھذا أبي ..وھذا ع ّمي.
وأعاد عليه الرسول صلى ﷲ عليه وسلم ما قاله لحارثة ..وھنا قال زيد:
" ما أنا بالذي أختار عليك أحدا ،أنت الأب والعم"!!..
125