Page 123 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 123

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

 ‫دخل يوما المسجد‪ ،‬ورسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم وأصحابه جلوس‪ ،‬وكان يرتدي لباسا تمزق‪ ،‬فرقّعه‬
    ‫بقطعة من فروة‪ ..‬فرق له قلب الرسول صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،‬ودمعت عيون أصحابه‪ ،‬فقال لھم النبي‬
                                                                              ‫صلى ﷲ عليه وسلم‪:‬‬
    ‫" كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة‪ ،‬ويروح في أخرى‪ ..‬وتوضع في قصعة‪ .‬وترفع أخرى‪ ..‬وسترتم‬
                                                                      ‫بيوتكم كما تستر الكعب‪..‬؟!"‪..‬‬
                                                                                     ‫قال الأصحاب‪:‬‬
                                       ‫" وددنا أن يكون ذلك يا رسول ﷲ‪ ،‬فنصيب الرخاء والعيش"‪..‬‬
                                                         ‫فأجابھم الرسول صلى ﷲ عليه وسلم قائلا‪:‬‬
                                                    ‫" ان ذلك لكائن‪ ..‬وأنتم اليوم خير منكم يومئذ"‪..‬‬
                ‫وكان بديھيا‪ ،‬وابن مظعون يسمع ھذا‪ ،‬أن يزداد اقبالا على الشظف وھربا من النعيم‪!!..‬‬

 ‫بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتھى‪ ،‬لولا أن علم أن رسول ﷲ عليه السلام علم عن ذلك فناداه‬
                                                                                          ‫وقال له‪:‬‬

                                                                           ‫" ان لأھلك عليك حقا"‪..‬‬

                                               ‫**‬

                                              ‫وأحبّه الرسول صلوات ﷲ وسلامه عليه حبّا عظيما‪..‬‬
   ‫وحين كانت روحه الطاھرة تتھيأ للرحيل ليكون صاحبھا أول المھاجرين وفاة بالمدينة‪ ،‬وأولھم ارتياد‬

                                  ‫لطريق الجنة‪ ،‬كان الرسول عليه الصلاة والسلام‪ ،‬ھناك الى جواره‪..‬‬
‫ولقد أك ّب على جبينه يقبله‪ ،‬ويع ّطره بدموعه التي ھطلت من عينيه الودودتين فض ّمخت وجه عثمان الذي‬

                                                  ‫بدا ساعة الموت في أبھى لحظات اشراقه وجلاله‪..‬‬
                                             ‫وقال الرسول صلى ﷲ عليه وسلم يو ّدع صاحبه الحبيب‪:‬‬
                    ‫" رحمك ﷲ يا أبا السائب‪ ..‬خرجت من الجنيا وما أصبت منھا‪ ،‬ولا أصابت منك"‪..‬‬

                                               ‫**‬

                     ‫ولم ينس الرسول الودود صاحبه بعد موته‪ ،‬بل كان دائم الذكر له‪ ،‬والثناء عليه‪..‬‬
                             ‫حتى لقد كانت كلمات وداعه عليه السلام لابنته رقيّة‪ ،‬حين فاضت روحھا‪:‬‬
                                                    ‫" الحقي بسلفنا الخيّر‪ ،‬عثمان بن مظعون"‪!!!..‬‬

                                          ‫زيد بن حارثة‬
                                         ‫لم يح ّب حبّه أحد‬

  ‫وقف رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يودع جيش الاسلام الذاھب لملاقاة الروم في غزوة مؤتة ويعلن‬
                                                                 ‫أسماء أمراء الجيش الثلاثة‪ ،‬قائلا‪:‬‬

   ‫" عليكم زيد بن حارئة‪ ..‬فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طاب‪ ..‬فان أصيب جعفر‪ ،‬فعبدﷲ بن رواحة"‪.‬‬

                                                               ‫‪123‬‬
   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128