Page 132 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 132

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                          ‫" ان ھذا‪ ،‬والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة‪..‬‬
                                                              ‫انطلقا فلا وﷲ‪ ،‬لا أسلمھم اليكما"‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

              ‫انف ّض الجميع‪ ،‬وقد نصر ﷲ عباده وآرھم‪ ،‬في حين رزئ مندوبا قريش بھزيمة منكرة‪..‬‬
                  ‫لكن عمرو بن العاص كان داھية واسع الحيلة‪ ،‬لا يتج ّرع الھزيمة‪ ،‬ولا يذعن لليأس‪..‬‬
                       ‫وھكذا لم يكد يعود مع صاحبه الى نزلھما‪ ،‬حتى ذھب يف ّكر ويدبّر‪ ،‬وقال لزميله‪:‬‬
                              ‫" وﷲ لأرجع ّن للنجاشي غدا‪ ،‬ولآتينّه عنھم بما يستأصل خضراءھم"‪..‬‬
                                 ‫وأجابه صاحبه‪ " :‬لا تفعل‪ ،‬فان لھم أرحاما‪ ،‬وان كانوا قد خالفونا"‪..‬‬
                     ‫قال عمرو‪ " :‬وﷲ لأخبرنّه أنھم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد‪ ،‬كبقية العباد"‪..‬‬

‫ھذه اذن ھي المكيدة الجديدة الجديدة التي دبّرھا مبعوث قريش للمسلمين كي يلجئھم الى الزاوية الحادة‪،‬‬
‫ويضعھم بين شقّي الرحى‪ ،‬فان ھم قالوا عيسى عبد من عباد ﷲ‪ ،‬ح ّركوا ضدھم أضان الملك والأساقفة‪..‬‬

                                                    ‫وان ھم نفوا عنه البشرية خرجوا عن دينھم‪!!...‬‬

                                               ‫**‬

                                           ‫وفي الغداة أغذا السير الى مقابلة الملك‪ ،‬وقال له عمرو‪:‬‬
                                                ‫" أيھا الملك‪ :‬انھم ليقولون في عيسى قولا عظيما"‪.‬‬
                                                                              ‫واضطرب الأساقفة‪..‬‬
                                                                  ‫واھتاجتھم ھذه العبارة القصيرة‪..‬‬

                                     ‫ونادوا بدعوة المسلمين لسؤالھم عن موقف دينھم من المسيح‪..‬‬
                                            ‫وعلم المسلمون بالمؤامرة الجديدة‪ ،‬فجلسوا يتشاورون‪..‬‬

  ‫ثم تفقوا على أن يقولوا الحق الذي سمعون من نبيھم عليه الصلاة والسلام‪ ،‬لايحيدون عنه قيد شعرة‪،‬‬
                                                                                 ‫وليكن ما يكن‪!!..‬‬

                                       ‫وانعقد الاجتماع من جديد‪ ،‬وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر‪:‬‬
                                                                     ‫"ماذا تقولون في عيسى"‪..‬؟؟‬

                                                    ‫ونھض جعفر مرة أخرى كالمنار المضيء وقال‪:‬‬
 ‫" نقول فيه ما جاءنا به نبينا صلى ﷲ عليه وسلم‪ :‬ھو عبدﷲ ورسوله‪ ،‬وكلمته ألقاھا الى مريم وروح‬

                                                                                           ‫منه"‪..‬‬
                                  ‫فھتف النجاشي نص ّدقا ومعلنا أن ھذا ھو ما قاله المسيح عن نفسه‪..‬‬

                                                      ‫لك ّن صفوف الأساقفة ض ّجت بما يسبه النكير‪..‬‬
                                      ‫ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين‪:‬‬
                            ‫" اذھبوا فأنتم آمنون بأرضي‪ ،‬ومن سبّكم أو آذاكم‪ ،‬فعليه غرم ما يفعل"‪..‬‬
                                    ‫ثم التفت صوب حاشيته‪ ،‬وقال وسبّابته تشير الى مبعوثي قريش‪:‬‬

                                                       ‫" ر ّدوا عليھما ھداياھما‪ ،‬فلا حاجة لي بھا‪...‬‬

                                                              ‫‪132‬‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137