Page 136 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 136

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫عندما كان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يجلس مستخفيا من كفار قريش مع الوفد القادم من المدينة‬
    ‫ھناك عند مشترف مكة‪ ،‬يبايع اثني عشر نقيبا من الأنصار بيعة العقبة الأولى‪ ،‬كان ھناك عبدﷲ بن‬

‫رواحة واحدا من ھؤلاء النقباء‪ ،‬حملة الاسلام الى المدينة‪ ،‬والذين مھ ّدت بيعتھم ھذه للھجرة التي كانت‬
                                                          ‫بدورھا منطلقا رائعا لدين ﷲ‪ ،‬والاسلام‪..‬‬

 ‫وعندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبايع في العام التالي ثلاثة وسبعين من الأنصار أھل المدينة‬
                             ‫بيعة العقبة الثانية‪ ،‬كان ابن رواحة العظيم واحدا من النقباء المبايعين‪...‬‬

‫وبعد ھجرة الرسول وأصحابه الى المدينة واستقرارھم بھا‪ ،‬كان عبدﷲ بن رواحة من أكثر الأنصار‬
  ‫عملا لنصرة الدين ودعم بنائه‪ ،‬وكان من أكثرھم يقظة لمكايد عبد ﷲ بن أب ّي الذي كان أھل المدينة‬
    ‫يتھيئون لتتويجه ملكا عليھا قبل أن يھاجر الاسلام اليھا‪ ،‬والذي لم تبارح حلقومه مرارة الفرصة‬

‫الضائعة‪ ،‬فمضى يستعمل دھاءه في الكيد للاسلام‪ .‬في حين مضى عبدﷲ بن رواحة يتعقب ھذا الدھاء‬
                         ‫ببصيرةمنيرة‪ ،‬أفسدت على ابن أب ّي أكثر مناوراته‪ ،‬وشلّت حركة دھائه‪!!..‬‬

                      ‫وكان ابن رواحة رضي ﷲ عنه‪ ،‬كاتبا في بيئة لا عھد لھا بالكتابة الا يسيرا‪..‬‬
                                            ‫وكان شاعرا‪ ،‬ينطلق الشعر من بين ثناياه عذبا قويا‪..‬‬
                                            ‫ومنذ أسلم‪ ،‬وضع مقدرته الشعرية في خدمة الاسلام‪..‬‬
                                                       ‫وكان الرسول يحب شعره ويستزيده منه‪..‬‬

‫جلس عليه السلام يوما مع أصحابه‪ ،‬وأقبل عبدﷲ بن رواحة‪ ،‬فسأله النبي‪:‬‬

     ‫" كيف تقول الشعر اذا أردت أن نقول"‪..‬؟؟‬

     ‫فأجاب عبدﷲ‪ ":‬أنظر في ذاك ثم أقول"‪..‬‬

                         ‫ومضى على البديھة ينشد‪:‬‬

                         ‫يا ھاشم الخير ان ﷲ ف ّضلكم‬
‫على البريّة فضلا ما له غير‬
                         ‫اني تف ّرست فيك الخير أعرفه‬
‫فراسة خالفتھم في الذي نظروا‬

                         ‫ولو سألت أو استنصرت بعضھمو‬

‫في ح ّل أمرك ما ر ّدوا ولا نصروا‬    ‫فثّبت ﷲ ما آتاك‬
                            ‫من حسن‬

‫تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا‬

                         ‫فس ّر الرسول ورضي وقال له‪:‬‬
                                  ‫" واياك‪ ،‬فثّبت ﷲ"‪..‬‬

‫وحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يطوف بالبيت في عمرة القضاء‬

     ‫كان ابن رواحة بين يديه ينشد من رجزه‪:‬‬

‫ولا تص ّدقنا ولا صلينا‬       ‫يا ر ّب لولا أنت ما اھتدينا‬

‫وثبّت الأقدام ان لاقينا‬       ‫فأنزلن سكينة علينا‬

‫‪136‬‬
   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141