Page 140 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 140

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                                                    ‫فحتى متى‪..‬؟؟‬
                                                                             ‫أذھب وﷲ‪ ،‬فأسلم"‪..‬‬
  ‫ولنصغ اليه رضي ﷲ عنه وھو يحدثنا عن مسيره المبارك الى رسول ﷲ عليه الصلاة والسلام‪ ،‬وعن‬
                                          ‫رحلته من مكة الى المدينة ليأخذ مكانه في قافلة المؤمنين‪:‬‬
   ‫"‪ ..‬وددت لو أجد من أصاحب‪ ،‬فلقيت عثمان بن طلحة‪ ،‬فذكرت له الذي أريد فأسرع الاجابة‪ ،‬وخرجنا‬
                      ‫جميعا فأدلجنا سحرا‪ ..‬فلما كنا بالسھل اذا عمرو بن العاص‪ ،‬فقال مرحبا يا قوم‪،‬‬

                                                                                       ‫قلنا‪ :‬وبك‪..‬‬
                                     ‫قال‪ :‬أين مسيركم؟ فأخبرناه‪ ،‬وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم‪.‬‬
   ‫فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان‪..‬فلما ا ّطلعت على رسول ﷲ صلى ﷲ عليه‬
                ‫وسلم سلمت عليه بالنب ّوة فر ّد على السلام بوجه طلق‪ ،‬فأسلمت وشھدت شھادة الحق‪..‬‬
                                   ‫فقال الرسول‪ :‬قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك الا الى خير‪..‬‬
                       ‫وبايعت رسول ﷲ وقلت‪ :‬استغفر لي كل ما أوضعت فيه من ص ّد عن سبيل ﷲ‪..‬‬

                                                                ‫فقال‪ :‬ان الاسلام يج ّب ما كان قبله‪..‬‬
                                                                      ‫قلت‪ :‬يا رسول ﷲ على ذلك‪..‬‬

                               ‫فقال‪ :‬اللھم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من ص ّد عن سبيلك‪..‬‬
                             ‫وتق ّدم عمرو بن العاص‪ ،‬وعثمان بن طلحة‪ ،‬فأسلما وبايعا رسول ﷲ"‪...‬‬

                                               ‫**‬

                    ‫أرأيتم قوله للرسول‪ ":‬استغفر لي كل ما أوضعت فيه من ص ّد عن سبيل ﷲ"‪..‬؟؟‬
 ‫ان الذي يضع ھذه العبارة بصره‪ ،‬وبصيرته‪ ،‬سيھتدي الى فھم صحيح لسلك المواقف التي تشبه الألغاز‬

                                                                  ‫في حياة سيف ﷲ وبطل الاسلام‪..‬‬
               ‫وعندما نبلغ تلك المواقف في قصة حياته ستكون ھذه العبارة دليلنا لفھمھا وتفسيرھا‪..-‬‬
   ‫أما الآن‪ ،‬فمع خالد الذي أسلم لتوه لنرى فارس قريش وصاحب أعنّة الخيل فيھا‪ ،‬لنرى داھية العرب‬
 ‫كافة في دنيا الك ّر والف ّر‪ ،‬يعطي لآلھة أبائه وأمجاد قومه ظھره‪ ،‬ويستقبل مع الرسول والمسلمين عالما‬

                                       ‫جديدا‪ ،‬كتب ﷲ له أن ينھض تحت راية محمد وكلمة التوحيد‪..‬‬
                                                  ‫مع خالد اذن وقد أسلم‪ ،‬لنرى من أمره عجبا‪!!!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                               ‫أتذكرون أنباء الثلاثة شھداؤ أبطال معركة مؤتة‪..‬؟؟‬
                                  ‫لقد كانوا زيد بن حارثة‪ ،‬وجعفر بن أبي طالب‪ ،‬وعبدﷲ بن رواحة‪..‬‬
‫لقد كانوا أبطال غزوة مؤتة بأرض الشام‪ ..‬تلك الغزوة التي حشد لھا الروم مائتي ألف مقاتل‪ ،‬والتي أبلى‬

                                                                ‫المسلمون فيھا بلاء منقطع النظير‪..‬‬
   ‫وتذطرون العبارة الجليلة الآسية التي نعى بھا الرسول صلى ﷲ عليه وسلم قادة المعركة الثلاثة حين‬

                                                                                             ‫قال‪:‬‬

                                                              ‫‪140‬‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145