Page 138 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 138
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
انّا وﷲ ،ما نقاتل الا بھذا الدين الذي أكرمنا ﷲ به..
فانطلقوا ..فانما ھي احدى الحسنيين ،النصر أو الشھادة"...
وھتف المسلمون الأقلون عددا ،الأكثرون ايمانا..،
ھتفوا قائلين:
"قد وﷲ صدق ابن رواحة"..
ومضى الجيش الى غايته ،يلاقي بعدده القليل مائتي ألف ،حشدھم الروم للقال الضاري الرھيب...
**
والتقى الجيشان كما ذكرنا من قبل..
وسقط الأمير الأول زيد بن حارثة شھيدا مجيدا..
وتلاه الأمير الثاني جعفر بن عبد المطلب حتى أدرك الشھادة في غبطة وعظمة..
وتلاه ثالث الأمراء عبداله بن رواحة فحمل الراية من يمين جعفر ..وكان القتال قد بلغ ضراوته ،وكادت
القلة المسلمة تتوه في زحام العرمرم اللجب ،الذي حشده ھرقل..
وحين كان ابن رواحة يقاتل كجندي ،كان يصول ويجول في غير تردد ولا مبالاة..
أما الآن ،وقد صار أميرا للجيش ومسؤولا عن حياته ،فقد بدا أمام ضراوة الروم ،وكأنما م ّرت به لمسة
تردد وتھيّب ،لكنه ما لبث أن استجاش كل قوى المخاطرة في نفسه وصاح..
مالي أراك تكرھين الجنّة؟؟ أقسمت يا نفس لتنزلنّه
ھذا حمام الموت قد صليت يا نفس الا تقتلي تموتي
وما تمنّت فقد أعطيت
ان تفعلي فعلھما ھديت
يعني بھذا صاحبيه الذين سبقاه الى الشھادة :زيدا وجعفر..
"ان تفعلي فعلھما ھديت.
انطلق يعصف بالروم عصفا..
ولا كتاب سبق بأن يكون موعده مع الجنة ،لظ ّل يضرب بسيفه حتى يفني الجموع المقاتلة ..لكن ساعة
الرحيل قد دقّت معلنة بدء المسيرة الى ﷲ ،فصعد شھيدا..
ھوى جسده ،فصعدت الى الرفيق الأعلى روحه المستبسلة الطاھرة..
وتحققت أغلى أمانيه:
حتى يقال اذا م ّروا على جدثي
يا أرشد ﷲ من غار ،وقد رشدا
نعم يا ابن رواحة..
يا أرشد ﷲ من غاز وقد رشدا!!..
**
138