Page 17 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 17

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                ‫فقرأ عليه الرسول‪ ،‬وأ]و ذر يصغي‪ ..‬ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى ھتف أبو ذر‪:‬‬
                                                                            ‫"أشھد أن لا اله الا ﷲ‪.‬‬

                                                                  ‫وأشھد أن محمدا عبده ورسوله"!‬
                                                              ‫وسأله النبي‪ :‬ممن أنت يا أخا العرب‪..‬؟‬

                                                                          ‫فأجابه أبو ذر‪ :‬من غفار‪..‬‬
                 ‫وتألقت ابتسامة على فم السول صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،‬واكتسى وجھه الدھشة والعجب‪..‬‬
‫وضحك أبو ذر كذلك‪ ،‬فھو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن ھذا الذي‬

                                                      ‫يجھر بالاسلام أمامه انما ھو رجل من غفار‪!!..‬‬
                                                ‫فغفار ھذه قبيلة لا يدرك لھا شأو في قطع الطريق‪!!..‬‬
‫وأھلھا مضرب الأمثال في السطو غير المشروع‪ ..‬انھم حلفاء الليل والظلام‪ ،‬والويل لمن يسلمه الليل الى‬

                                                                               ‫واحد من قبيلة غفار‪.‬‬
                             ‫أفيجيء منھم اليوم‪ ،‬والاسلام لا يزال دينا غ ّصا مستخفيا‪ ،‬واحد ليسلم‪..‬؟!‬

                                                            ‫يقول أبو ذر وھو يروي القصة بنفسه‪:‬‬
‫"‪ ..‬فجعل النبي صلى ﷲ عليه وسلم يرفع بصره ويص ّوبه تعجبا‪ ،‬لما كان من غفار‪ ،‬ثم قال‪ :‬ان ﷲ يھدي‬

                                                                                         ‫من يشاء‪.‬‬
                           ‫ولقد كان أبو ذر رضي ﷲ عنه أحد الذين شاء لھم الھدى‪ ،‬وأراد بھم الخير‪.‬‬
               ‫وانه لذو بصر بالحق‪ ،‬فقد روي عنه أنه أحد الذين شاء ﷲ لھم الھدى‪ ،‬وأراد بھم الخير‪.‬‬
‫وانه لذو بصر بالحق‪ ،‬فقد روي عنه أنه أحد الذين كلنوا يتألھون في الجاھلية‪ ،‬أي يتم ّردون على عبادة‬
‫الأصنام‪ ،‬ويذھبون الى الايمان باله خالق عظيم‪ .‬وھكذا ما كاد يسمع بظھور نبي يسفّه عبادة الأصناك‬
                     ‫وعبّادھا‪ ،‬ويدعو الى عبادة ﷲ الواحد القھار‪ ،‬حتى حث اليه الخطى‪ ،‬وش ّد الرحال‪.‬‬

                                               ‫**‬

                                                                           ‫أسلم أبو ذر من فوره‪..‬‬
                                                     ‫وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس‪..‬‬
                   ‫اذن‪ ،‬ھو قد أسلم في الأيام الأولى‪ ،‬بل الساعات الأولى للاسلام‪ ،‬وكان اسلامه مبكرا‪..‬‬
‫وحين أسلم كلن الرسول يھمس بالدعوة ھمسا‪ ..‬يھمس بھا الى نفسه‪ ،‬والى الخمسة الذين آمنوا معه‪،‬‬
         ‫ولم يكن أمام أبي ذر الا أن يحمل ايمانه بين جنبيه‪ ،‬ويتسلل به مغادرا مكة‪ ،‬وعائدا الى قومه‪...‬‬
                                            ‫ولكن أبا ذر‪ ،‬جندب بن جنادة‪ ،‬يحمل طبيعة فوارة جيّاشة‪.‬‬
‫لقد خلق ليتم ّرد على الباطل أنى يكون‪ ..‬وھا ھو ذا يرى الباطل بعينيه‪ ..‬حجارة مرصوصة‪ ،‬ميلاد عابديھا‬
                       ‫أقدم من ميلادھا‪ ،‬تنحني أمامھا الجباه والعقول‪ ،‬ويناديھا الناس‪ :‬لبيك‪ ..‬لبيك‪!!..‬‬
‫وصحيح أنه رأى الرسول يؤثر لھمس في أيامه تلك‪ ..‬ولكن لا ب ّد من صيحة يصيحھا ھذا الثائر الجليل‬

                                                                                     ‫قبل أن يرحل‪.‬‬
                                 ‫لقد توجه الى الرسول عليه الصلاة والسلام فور اسلامه بھذا السؤال‪:‬‬

                                                                         ‫يا رسول ﷲ‪ ،‬بم تأمرني‪..‬؟‬

                                                                ‫‪17‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22