Page 34 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 34
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
لقد كان أمية من القاعدين عن الحرب ..ولولا تشھير عقبة به على ھذا النحو الذي رأيناه لما خرج!!..
ولكن ﷲ بالغ أمره ،فليخرج أمية فان بينه وبين عبد من عباد ﷲ حسابا قديما ،جاء أوان تصفيته،
فالديّان لا يموت ،وكما تدينون تدانون!!..
وان القدر ليحلو له أن يسخر بالجبارين ..فعقبة الذي كان أمية يصغي لتحريضه ،ويسارع اى ھواه في
تعذيب المؤمنين الأبرياء ،ھو نفسه الذب سيقود أميّة الى مصرعه..
وبيد من..؟
بيد بلال نفسه ..وبلال وحده!!
نفس اليد التي ط ّوقھا أميّة بالسلاسل ،وأوجع صاحبھا ضربا ،وعذابا..
مع ھذه اليد ذاتھا ،ھي اليوم ،وفي غزوة بدر ،على موعد أجاد القدر توقيته ،مع جلاد قريش الذي أذل
المؤمنين بغيا وعدوا..
ولقد حدث ھذا تماما..
وحين بدأ القتال بين الفريقين ،وارتج جانب المعركة من قبل المسلمين بشعارھم ":أحد ..أحد" انخلع
قلب أمية ،وجاءه النذير..
ان الكلمة التي كان يرددھا بالأمس عبد تحت وقع العذاب والھول قد صارت اليوم شعار دين بأسره
وشعار الأمة الجديدة كلھا!!..
"أحد..أحد"؟؟!!
أھكذا..؟ وبھذه السرعة ..وھذا النمو العظيم..؟؟
**
وتلاحمت السيوف وحمي القتال..
وبينما المعركة تقترب من نھايتھا ،لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول ﷲ،
فاحتمى به ،وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته..
وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره ،ثم سار به وسط العمعمة الى مكان السرى.
وفي الطريق لمح بلال فصاح قائلا:
"رأس الكفر أميّة بن خلف ..لا نجوت ان نجا".
ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي لطالما أثقله الغرور والكبر ،فصاح به عبد الرحمن بن عوف:
"أي بلال ..انه أسيري".
أسير والحرب مشبوبة دائرة..؟
أسير وسيفه يقطر دما مما كان يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟
لا ..ذلك في رأي بلال ضحك بالعقول وسخرية ..ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية..
سخر حتى لم يترك من السخرية بقية يدخرھا ليوم مثل ھذا اليوم ،وھذا المأزق ،وھذا المصير!!..
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف ،فصاح بأعلى
صوته في المسلمين:
34