Page 194 - merit 39 feb 2022
P. 194

‫حياتهن الشخصية‬                                        ‫العـدد ‪38‬‬                              ‫‪192‬‬
‫والخاصة‪ ،‬وعدد زيجاتهن‪،‬‬
                                                                                ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬    ‫الداخلي‪ .‬وهي في هذا المقام‬
    ‫والقضايا التي تورطن‬                                                                      ‫تتميز بخصائص استعراضية‬
  ‫فيها‪ .‬أي أن هناك موق ًفا‬      ‫حالات الطيران والتحليق‬
    ‫مسب ًقا من «الرقصات»‬      ‫الفنيين‪ .‬أي ببساطة تقترح‬                                            ‫ربما تكون قد ساعدتها‬
   ‫كما أشرنا في البداية إلى‬   ‫علينا صيغة للرقص خاصة‬                                              ‫على أداء رقصات شعبية‬
  ‫«رفع السيوف في العلن»‬                                                                          ‫وفلكلورية مثل «سالمة يا‬
                                ‫بها وبتكوينها الجسدي‪:‬‬                                        ‫سلامة»‪ ،‬أو رقصة «العصا»‪،‬‬
       ‫و»امتشاق الأعضاء‬          ‫تعتمد على حركة الجسد‬                                           ‫و»يا نواعم يا خوخ» لبليغ‬
        ‫الذكرية في السر)‪،‬‬     ‫وملامح الوجه وابتسامات‬                                         ‫حمدي‪ ،‬أو رقصات على أنغام‬
   ‫الأمر الذي يوضح جي ًدا‬     ‫الشفاه‪ ،‬وخفة روح َو َر َث ْتها‬                                    ‫موسيقى وإيقاعات خفيفة‬
   ‫المعالم الإيمانية الشكلية‬                                                                 ‫مثل موسيقى منير مراد مث ًل‬
   ‫للمجتمع‪ ،‬وفشل الثقافة‬           ‫من يولاندا كريستينا‬                                        ‫في أغنية «كعب الغزال» التي‬
    ‫والفن والنخب العاملة‬             ‫جيجليوتي المعروفة‬
    ‫بهما في تمرير الرقص‬         ‫بـ»داليدا» التي ولدت في‬                                              ‫غناها محمد رشدي‪.‬‬
 ‫الشرقي كنوع من الفنون‬        ‫حي شبرا القاهري العريق‬                                           ‫قبيل بدء فعاليات مهرجان‬
       ‫الراقية مثل الرقص‬       ‫(‪ 17‬يناير ‪ 3 -1933‬مايو‬                                           ‫القاهرة السينمائي الدولي‬
    ‫الشعبي ورقص الباليه‬         ‫‪ .)1987‬وذلك على الرغم‬                                          ‫في دورته الـ‪ ،43‬بحثت عن‬
   ‫والرقص الاستعراضي‪،‬‬           ‫من أن داليدا ليست أكبر‬                                         ‫اسم السيدة «نجوى فؤاد»‬
 ‫ووضع الراقصة الشرقية‬              ‫سنًّا بكثير من نجوى‪.‬‬
   ‫«الر َّقاصة» في وضع لا‬        ‫فكلتاهما ولدت في نفس‬                                            ‫على محرك بحث جوجل‪،‬‬
  ‫يختلف ولا يتعارض ولا‬        ‫يوم السابع عشر من يناير‬                                            ‫فوجدت أنها السابعة من‬
  ‫يتمايز عن أي راقصة في‬        ‫ولكن بفارق ست سنوات‬                                             ‫حيث الترتيب بعد أكثر من‬
 ‫أي نوع من أنواع الرقص‬           ‫فقط‪ .‬والمدهش أن جز ًءا‬                                      ‫نجوى‪ ..‬رأيت أن ذلك مسألة‬
                                  ‫من تلك الخفة والملامح‬                                      ‫عادية‪ ،‬إذ من الممكن أن يكون‬
                 ‫الأخرى‪.‬‬      ‫و»عجبة» العين تم توريثها‬                                         ‫البحث مرتب ًطا بالمكان الذي‬
    ‫في الحقيقة‪ ،‬كانت‪ ،‬وما‬        ‫لراقصة الفنون الشعبية‬                                          ‫أتواجد فيه‪ .‬ومع ذلك ظل‬
   ‫زالت‪ ،‬حياة نجوى فؤاد‬          ‫عايدة رياض (‪ 23‬يناير‬                                            ‫شيء ما بداخلي يمنحني‬
    ‫خلي ًطا من الفن والعمل‬    ‫‪ .)1954‬وقد لا يكون وجه‬                                            ‫انطبا ًعا‪ ،‬وربما رغبة‪ ،‬بأنه‬
‫الأهلي والنشاط الاجتماعي‪.‬‬     ‫الشبه بين الثلاثة أنماط أو‬                                       ‫كان من المفروض أن يظهر‬
  ‫وعادة ما تقترن كل هذه‬         ‫نماذج كبي ًرا‪ ،‬لكن فلسفة‬                                       ‫اسم نجوى فؤاد على رأس‬
 ‫النشاطات بدور له ملامح‬          ‫حركة الجسد‪ ،‬و»عجبة»‬
     ‫سياسية‪ ،‬وربما بدور‬          ‫العين‪ ،‬والابتسامة التي‬                                                          ‫القائمة‪.‬‬
‫سياسي أو «وطني» يتعلق‬             ‫تعكس الإيقاع الداخلي؛‬                                         ‫إن نجوى فؤاد تصلح لأن‬
‫بمصالح الدولة نفسها‪ .‬هنا‬       ‫هي عوامل مشتركة تعطى‬                                           ‫تكون قصة لمجتمع ولشعب‬
‫لا يمكن أن نغفل مث ًل دور‬      ‫العين انطبا ًعا بوجود شبه‬
   ‫نجوى فؤاد في تأسيس‬            ‫كبير بين الثلاثة‪ :‬داليدا‬                                        ‫ولحياة‪ ،‬لأن نجوى فؤاد‬
   ‫وإقامة مهرجان القاهرة‬        ‫(المغنية والممثلة) ونجوى‬                                     ‫« َر َّقا َصة» من الدرجة الأولى‪،‬‬
   ‫السينمائي الدولي‪ .‬فهي‬      ‫(الراقصة والممثلة) وعايدة‬
   ‫واحدة من ثلاثة فنانين‬             ‫(الراقصة والممثلة)‪.‬‬                                            ‫وترقص بكل خلية في‬
                                  ‫عادة‪ ،‬عندما يتم تناول‬                                       ‫مشاعرها وجسمها وعقلها‪.‬‬
      ‫كبار (اثنان توفاهما‬     ‫حياة الراقصات الشرقيات‪،‬‬
                               ‫أو بالأحرى «ال َر َّقا َصات»‪،‬‬                                       ‫وهي في الحقيقة عندما‬
                                    ‫يفضل البعض تناول‬                                          ‫ترقص‪ ،‬لا تحكي فقط تاريخ‬

                                                                                                ‫وحضارة شعب‪ ،‬بل أيضا‬
                                                                                                 ‫تنقل إلينا حالة من الخفة‬
                                                                                              ‫وتطرح علينا إحدى صيغ أو‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199