Page 191 - merit 39 feb 2022
P. 191

‫الملف الثقـافي ‪1 8 9‬‬

‫حكمت فهمي‬  ‫تحية كاريوكا‬                 ‫بديعة مصابني‬                      ‫تتذكر الرقم الدقيق!)‪ ،‬إنما‬
                                                                          ‫لأن زيجات الفنانة الكثيرة‬
                ‫الظاهر المخبأ في حياة‬            ‫الذاتي طغيا ًنا نز ًقا‬    ‫كانت ناتجة عن اضطراب‬
           ‫فنانة بعظمة وخلود «تحية‬         ‫واستبدا ًدا شري ًرا‪ .‬قدمت‬
                                        ‫«كاريوكا» في أفلامها أنما ًطا‬         ‫يبدو أن ما يقف وراءه‬
                           ‫كاريوكا»‪.‬‬       ‫نسائية سلبية في المجمل‬         ‫كان هو ذات السبب القديم‬
            ‫نفس المفارقة تقريبًا تكمن‬      ‫كالغانية المغوية والمعلمة‬      ‫المؤدي إلى تمردها‪ ،‬لم تكن‬
           ‫فيما بين تمرد «تحية» على‬       ‫القاسية والزوجة الخائنة‬         ‫زيجات «كاريوكا» زيجات‬
                                          ‫والمرأة المتجبرة والراقصة‬
               ‫سلطة الذكورة المهيمنة‬                                         ‫للمتعة أو للمصلحة كما‬
                ‫مهما اتخذت من هيئة‬           ‫«خطافة الرجالة»‪ .‬تلك‬         ‫يعتقد البعض مخطئين كل‬
                 ‫اجتماعية أو دينية أو‬           ‫الأنماط يمكن القول‬       ‫الخطأ‪ ،‬لكنها كانت بجملتها‬
           ‫سياسية‪ ،‬وبين استسلامها‬                                         ‫مغامرات طاردت فيها ذلك‬
           ‫لوجهها المغوي خلال رحلة‬          ‫‪-‬ببعض التجاوز لمنطق‬          ‫الوحش الذي عانت وأجادت‬
              ‫بحثها عن الرجل شريك‬            ‫الواقع‪ -‬أن «كاريوكا»‬          ‫وتألقت في تحديه والتمرد‬
                 ‫السعادة الزوجية‪ .‬لم‬                                       ‫عليه بحياتها وفنها‪ ،‬كأنها‬
             ‫يكن المعنى وراء تجاربها‬            ‫مثَّلت فيها سينمائيًّا‬     ‫صنعت بزيجاتها المتعددة‬
              ‫الزوجية الكثيرة يتصل‬         ‫ضد نفسها‪ ،‬لأن تقييمها‬          ‫مسا ًرا عكسيًّا‪ ،‬حاولت من‬
           ‫بالبحث عن المتعة‪ ،‬ولو كان‬        ‫للمرأة كانت نابعة غالبًا‬
              ‫بحثًا عن المتعة لما كانت‬                                        ‫خلاله العثور على وجه‬
             ‫«تحية» بقيت مصرة على‬            ‫من نفس الدوافع التي‬            ‫الوحش الخرافي المتوهم‪،‬‬
           ‫«الحلال»‪ ،‬وما كان الزواج‬       ‫تسجنها وتعذبها وتصنع‬              ‫وجه قد تمارس الاختباء‬
             ‫الشرعي مبدأ ظلت وفية‬         ‫مرارتها نفسيًّا ومجتمعيًّا‪.‬‬        ‫الناعم في أوهامه غرائز‬
            ‫له‪ .‬ولو صح أن للمصلحة‬                                        ‫وسلطات الذكورة الشرقية‪،‬‬
             ‫دو ًرا لكان الأقرب للواقع‬      ‫نفس الدوافع التي ربما‬            ‫وجه الأخ الأكبر والأب‬
                                           ‫تدفع المحافظين إلى اليوم‬         ‫المسيطر‪ ،‬وقد تكون أزمة‬
                                            ‫‪-‬وللأسف الشديد‪ -‬إلى‬            ‫الفنانة المتمردة أنها كانت‬
                                         ‫إساءة فهم وتفسير المعنى‬            ‫مسحورة بالحصول على‬
                                                                          ‫هذا القناع‪ ،‬ربما تعزية عن‬

                                                                                  ‫كشفها له بالتمرد!‬

                                                                          ‫قائمة فشل زواجي‬

                                                                          ‫المفارقة المحيرة تكمن فيما‬
                                                                               ‫بين رقص «كاريوكا»‬

                                                                         ‫النفيس وموهبتها الصارخة‬
                                                                            ‫وتمردها الريادي‪ ،‬وبين‬
                                                                            ‫أدوارها السينمائية التي‬
                                                                             ‫كرست معظمها للنظرة‬
                                                                            ‫الذكرية الظالمة لاستقلال‬

                                                                         ‫المرأة‪ ،‬تلك النظرة التي ترى‬
                                                                             ‫في تحررها واستقلالها‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196