Page 192 - merit 39 feb 2022
P. 192
العـدد 38 190
فبراير ٢٠٢2
كالبللور الناصع ،وتبرق وكان مصدر ترددها سلامة موسى عصمت إينونو
صراحتها بنقاء يفيض الوحيد قلقها من أن يؤثر
بالأضواء لا يكتمها. زواجها على علاقتها بالفن، نسبة هذا الدافع للأطراف
لم تكن الفنانة العظيمة الأخرى في معظم زيجاتها،
الراحلة نفسها لتحجم وأن يطلب منها الزوج
المحتمل اعتزال الرقص ولما فسرت المصلحة
عن الإجابة الحاسمة عن والتمثيل مستقب ًل ،ورغم -التي لم تتحقق لها في
أي أسئلة ولو خاضت في الوعود والتعهدات طلب زيجاتها -طلاقها السريع
تفاصيل حياتها الخاصة، منها أزواجها في أحوال الذي ترتب عليها .وليس
كثيرة اعتزال الفن ،وكان من المنطقي بالطبع أن
كانت ستدرك بأفقها ذلك هو السبب المباشر لهفة الأمومة كانت دافعها
الواسع ولع العشاق
بأسطورتها ،ودوافع للانفصال عنهم لعدة للدخول المتواصل في
شغفهم بفهم واكتشاف مرات ،لا ينافسه إلا زيجات مجهضة .لكن
شخصية فنها الساحرة سبب آخر مهم هو خيانة الأبعد عن التصديق من
وتجربة حياتها العميقة.
لاحقت «كاريوكا» صورة بعضهم لها! كل تلك الافتراضات
الذكر الشرقي المهيمن لماذا كانت «فنانة الشرق» الظالمة كان سهولة انقياد
إلى آخر ذرة في كيانها،
لكنها لم تتمكن من كسر سهلة الانقياد لمطلب «كاريوكا» للزواج ،في
أسطورته ومهابتها الزواج منها إلى حد يحتاج معظم زيجاتها كان يكفي
الموروثة المترسبة في للتفسير؟! ولماذا حرصت الخاطب الزوج الموعود أن
أعماق نفسها ،الصورة
التي طاردتها في أزواجها على تكرار الدخول في يلح عليها لينال بسرعة
الكثيرين دون أن تجدها، سلسلة مدهشة من مقعده في مواجهتها أمام
ومن غير أن تظفر من
معظمهم سوى بمرارة الزيجات سريعة الإخفاق؟! مأذون شرعي .لم تكن
التهميش .ولا يسعني هنا سؤالان رئيسيان تعطي الفنانة تبدي موافقتها في
سوى تذكر هذه الصورة الإجابة عنهما تفسي ًرا كل زيجاتها إلا بعد تردد،
الشعرية التي وصف بها مرج ًحا ،لكن التفسير لن
المفكر «إدوارد سعيد» يكون تا ًّما إلا لو أضفنا
أيقونة الثقافة المصرية
وهو يضاهيها بكبار صناع سؤا ًل ثالثًا مه ًّما هو :لماذا
الثقافة في العالم ،فقال كانت «تحية» هي الطرف
عنها« :كانت شعا ًرا لكل
ما كان غير محكوم وغير السلبي (المتلقي) في كل
مضبوط وغير موظف فى عروض الزواج التي
ثقافة عصرها» خاضتها تقريبا؟! رغم
أن المساحة المحدودة هنا
لا تتسع للتوغل بعي ًدا في
تفاصيل علاقات الفنانة
الزوجية ،وهي تفاصيل
لن يكون الخوض فيها
-لو حدث -من قبيل
الاعتداء على حياتها
الخاصة ،لأنها تخص
فنانة يشف كيانها الكلي