Page 193 - merit 39 feb 2022
P. 193

‫الملف الثقـافي ‪1 9 1‬‬

  ‫الاجتماعية في هذا المجال‬    ‫قد يكون عنوان الموضوع‬        ‫الرَقَّ اصة التي تشبه ابتسامتها شروق الشمس‬
   ‫ومسألة الارتقاء المادي‬                                       ‫نجوى فؤاد‪..‬‬
   ‫والاجتماعي‪ .‬ولكن هذا‬         ‫بسي ًطا وساذ ًجا أو ربما‬   ‫د‪.‬أشرف الصباغ‬
                                 ‫مخاطبًا الغرائز بدرجة‬
‫موضوع آخر أكثر اتسا ًعا‬         ‫أو بأخرى‪ .‬وبالطبع‪ ،‬فلا‬
    ‫يمكن استخدامه كأداة‬           ‫ضرر ولا ضرار‪ ،‬لأن‬
                             ‫مخاطبة الغرائز شيء رائع‬
 ‫لتحليل العلاقة بين أجيال‬         ‫وإنساني ويتوافق مع‬
   ‫الرقص الشرقي‪ ،‬وقيمة‬          ‫فطرة الإنسان الطبيعي‪.‬‬
  ‫الجسد‪ ،‬وفهم هذه القيمة‬      ‫ومع ذلك فالموضوع ينحو‬
                                   ‫بدرجة أو بأخرى إلى‬
‫لدى كل راقصة‪ ،‬ولدى كل‬        ‫مسألة جدية بعض الشيء‪.‬‬
                    ‫جيل‪.‬‬          ‫فعندما يقترب الحديث‬

      ‫في ضوء هذه المقدمة‬           ‫من الرقص الشرقي‪،‬‬
   ‫المختصرة تما ًما‪ ،‬يصبح‬      ‫فإن غالبية سكان مناطق‬
   ‫تناول الراقصة المصرية‬         ‫ودول «الغبار البشري»‬
  ‫نجوى فؤاد أم ًرا شائ ًكا‪،‬‬
    ‫وبالذات في ظل حالات‬          ‫تتحسس «سيوفها» في‬
                             ‫العلن‪ ،‬وتمتشق «أعضائها»‬
     ‫العمى الثقافي والفني‪،‬‬
     ‫وعمليات الاستقطاب‬             ‫في السر‪ .‬هكذا شاءت‬
  ‫المرتبطة بفرض الغيبيات‬     ‫الأقدار والتاريخ والجغرافيا‬
  ‫وتسييد الإيمان الكاذب‪،‬‬
    ‫وتدني الوعي إلى أوطأ‬       ‫والظروف أن نولد وننشأ‬
    ‫درجات يمكن أن يصل‬           ‫ونتربى في مناطق الغبار‬
‫إليها مجتمع كاذب وشكلي‬       ‫البشري‪ .‬ولكن لا بأس‪ ،‬فقد‬
  ‫وفاقد للذاكرة وللمعايير‬    ‫أثبت الفن أنه دائم ومستمر‬
       ‫الإنسانية والقيمية‪.‬‬      ‫ومتواصل‪ ،‬وأكد الرقص‬
  ‫منذ بداياتها الأولى‪ ،‬لفتت‬    ‫عمو ًما‪ ،‬والرقص الشرقي‬
     ‫نجوى فؤاد (عواطف‬           ‫على وجه الخصوص أنه‬
    ‫محمد العجمي‪ ،‬مواليد‬      ‫أحد فنون الحركة والإيقاع‬
   ‫الإسكندرية في ‪ 17‬يناير‬       ‫من جهة‪ ،‬وأحد محركات‬
  ‫‪ )1939‬الأنظار لتكوينها‬        ‫وبواعث الطاقة الروحية‬
                             ‫والجسدية لدى الإنسان من‬
       ‫الجسدي من جهة‪،‬‬         ‫جهة أخرى‪ .‬وهنا لا يمكن‬
      ‫ولملامحها الضاحكة‬      ‫أن نتجاهل أو نغفل الجسد‬
  ‫وخفتها من جهة أخرى‪،‬‬           ‫البشري الذي يلعب دور‬
     ‫حتى أن البعض شبه‬          ‫البطل الرئيسي إلى جوار‬
       ‫ابتسامتها بشروق‬          ‫الموسيقى والإيقاع‪ .‬وفي‬
 ‫الشمس‪ .‬وهي لا تستطيع‬          ‫الوقت نفسه فهذا الجسد‬
    ‫أن ترقص من دون أن‬
 ‫تستخدم تعبيرات وجهها‬            ‫يمثل «رأسما ًل رمز ًّيا»‬
‫وابتسامتها المرافقة للإيقاع‬     ‫بتعبير «بورديو» ووف ًقا‬
      ‫الخارجي‪ ،‬ولإيقاعها‬        ‫لتفسيراته الاقتصادية‪-‬‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198