Page 195 - merit 39 feb 2022
P. 195

‫الملف الثقـافي ‪1 9 3‬‬

‫كمال الملاخ‬  ‫بيار بورديو‬      ‫بليغ حمدي‬                     ‫الأجل‪ :‬وردة الجزائرية وعبد‬
                                                                 ‫الحليم حافظ)‪ ،‬كان لهم‬
    ‫على الجاذبية الأرضية‬      ‫الأسرية في تأسيس وإنشاء‬
   ‫والتحليق نحو السماء‪.‬‬          ‫أحد أهم الصروح الفنية‬        ‫دور غير عادي في تأسيس‬
                                  ‫المصرية‪ -‬العالمية‪ .‬لكن‬       ‫هذا المهرجان الدولي الذي‬
      ‫بينما ُصممت أدوات‬         ‫الأمور لا تتوقف عند هذا‬       ‫يقف بشموخ بين أقرانه في‬
    ‫الراقصة الشرقية‪ ،‬بما‬          ‫الدور الأهلي الذي يميِّز‬     ‫فرنسا وإيطاليا وغيرهما‪.‬‬
    ‫في ذلك جسدها أي ًضا‪،‬‬         ‫الفنان الحقيقي ويضعه‬       ‫ففي سنة ‪ 1976‬كان مؤسس‬
    ‫للالتحام بالأرض‪ .‬قد‬            ‫على حدود مسؤوليات‬          ‫المهرجان الصحفي والكاتب‬
    ‫يرى البعض أن الباليه‬                                      ‫الراحل كمال الملاخ لا يملك‬
   ‫والرقص الشرقي فنَّان‬        ‫خاصة وعامة واجتماعية‪،‬‬        ‫في خزينة جمعية كتاب ونقاد‬
 ‫يختلفان في كل شيء عن‬         ‫وأخلاقية بالمعنيين الفلسفي‬     ‫السينما‪ ،‬التي كان يترأسها‪،‬‬
  ‫بعضهما البعض‪ ،‬بما في‬        ‫والاجتماعي‪ ،‬وإنما ينسحب‬          ‫إلا ‪ 20‬ألف جنيه فقط من‬
   ‫ذلك التكنيك‪ .‬ويختلفان‬                                      ‫وزارة الشؤون الاجتماعية‪.‬‬
   ‫أي ًضا من حيث الجوهر‬          ‫أي ًضا على نوع مواز من‬      ‫لم تكن لديه أي حيلة أخرى‬
   ‫والمنطلق‪ .‬وقد يبدو هذا‬      ‫العمل الفني وهو السينما‪.‬‬        ‫أو أي منفذ للحصول على‬
 ‫الكلام منطقيًّا‪ .‬وهو كذلك‬
‫بالفعل‪ .‬ولكن لا ينبغي أن‬            ‫ولكن قبل أن نتطرق‬             ‫المبلغ اللازم لعقد أولى‬
 ‫نمد الفكرة على استقامتها‬        ‫إلى مسارها السينمائي‪،‬‬      ‫دورات هذا المهرجان‪ .‬فأقامت‬
‫لندخل إلى إشكاليات تتعلق‬        ‫سننعطف قلي ًل إلى طبيعة‬
    ‫بالشرق والغرب‪ ،‬وإلى‬                                          ‫نجوى فؤاد حف ًل خير ًّيا‬
   ‫إسقاطات ُت َح ِّمل الأمور‬         ‫فن الرقص الشرقي‬            ‫ضخ ًما بمشاركة كل من‬
                                    ‫وعلاقته بفن الباليه‪.‬‬    ‫وردة الجزائرية وعبد الحليم‬
         ‫أكثر مما تحتمل‪.‬‬                                         ‫حافظ‪ ،‬وخصصوا ريعه‬
       ‫إن الباليه والرقص‬               ‫***‬                  ‫بالكامل لإقامة الدورة الأولى‬
                                      ‫لقد ُصممت أدوات‬        ‫لمهرجان القاهرة السينمائي‬
                               ‫راقصة البالية‪ ،‬بما في ذلك‬        ‫الدولي‪ .‬بل وطلبت نجوى‬
                                 ‫جسدها‪ ،‬من أجل التغلب‬          ‫من زوجها سامي الزغبي‬

                                                                  ‫مدير فندق «شيراتون‬
                                                              ‫القاهرة» آنذاك أن يتصرف‬
                                                             ‫بحيث تكون إقامة الضيوف‬
                                                             ‫ومعيشتهم على نفقة الفندق‪.‬‬

                                                                 ‫وسارت الأمور على هذا‬
                                                             ‫النحو طوال الدورات الثلاث‬
                                                             ‫الأولى للمهرجان إلى أن لفت‬
                                                             ‫الأنظار وبدأت الدولة نفسها‬
                                                             ‫تنظر إليه باهتمام كأداة من‬

                                                                   ‫أدوات قوتها الناعمة‪.‬‬
                                                              ‫لقد لعبت نجوى فؤاد دو ًرا‬

                                                                  ‫مه ًّما من خلال مهنتها‬
                                                                   ‫(الرقص) وباستخدام‬
                                                             ‫مواردها الخاصة وعلاقاتها‬
   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200