Page 28 - merit 39 feb 2022
P. 28

‫هذا النصان القصيران يقومان كما في‬                    ‫الشاعر يتخلى بشكل واضح عن‬
     ‫معظم النصوص على بلاغة الإيغال في‬
‫الدلالة أو الترادف القائم على التشكيل الكلي‬           ‫السرد الحكائي والرمزي ليدخل في‬
    ‫للصورة‪ ،‬والذي يبدأ بالمعنى‪ ،‬ثم ينتهي‬
  ‫بوصف سياق مرادف له‪ ،‬ثم يبدأ بمعنى‬                       ‫رصد مجموعة من الطبقات ذات‬
‫آخر مرادف‪ ،‬ثم سياق آخر مرادف للمعنى‬
   ‫الأول والثاني‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ولأن الصورة في‬                ‫الشكل المادي المتقطع‪ ،‬وبالتأمل‬
    ‫نصوص حجر وماس تفقد جز ًءا كبي ًرا‬
  ‫من إيقاعها في سبيل توصيل الفكرة‪ ،‬فإن‬             ‫يمكن الوصول بها إلى حالة المقابلة‬
‫الشاعر‪ ،‬يلجأ إلى جدل العلاقة بين الصورة‬
     ‫الشعرية وما تحمله من أفكار تؤسس‬               ‫المعنوية‪ ،‬وهو لا يقدم فكرة محددة‪،‬‬
   ‫لموقف جمالي‪ ،‬يتبناه في كثير من أعماله‪.‬‬
   ‫فنرى إضافة المعنى الشعبي المتداول إلى‬           ‫وإنما هي ذاكرة ترصد ما ترى‪ ،‬وتنسج‬
    ‫سياق مجازي من شأنه أن يعلي موقف‬
      ‫النثر على موقف الشعر أو العكس في‬               ‫ما تشاهد وتحتضن المواقف بشكل‬
      ‫السياق الجمالي الخاص برصد علاقة‬
 ‫الأشياء بعضها ببعض‪ ،‬سواء في المقابلات‬              ‫أو بآخر داخل السياق النفسي‪ ،‬ولكنه‬

                   ‫أو في المترادفات‪ ،‬فنرى‪:‬‬      ‫يتحول في صورة أخرى إلى ظاهر السياق‬
                             ‫‪ -‬أفتش في الغيمة‪.‬‬
                                                              ‫المؤسس للصورة المعنوية‪.‬‬
                   ‫‪ -‬أبحث عن فراشك البحري‪.‬‬
                        ‫‪ -‬حبك حقيقة الشمس‪.‬‬                                         ‫رمزية نفسية‪.‬‬
                                                                                   ‫يقول الشاعر‪:‬‬
      ‫لتظهر صياغة المعنى الشعري الذي ينفجر‬                     ‫أفتش في الغيمة عن شعرك الجميل‬
   ‫من داخل السياق النثري حتى يختلط به‪ ،‬تبدأ‬          ‫وأبحث عن فراشك البحري الذي يطأ السماء‬
‫الفكرة في شق الأسلوب بما يتيح لها الشاعر من‬
 ‫مساحة مكانية (رقعة النص) أو زمانية (سياق‬                                                  ‫بقدمه‬
 ‫النص)‪ ،‬إذا وجدت هذه الرقعة‪ .‬بالإضافة إلى أن‬                                           ‫الذهبيتين‬
   ‫هناك ملم ًحا من ملامح الأسلوب يغيب بشكل‬                               ‫ولا يتوقف إلا على الموج‬
‫واضح‪ ،‬وهو ملمح العلاقات الزمانية‪ ،‬التي تخلو‬                                  ‫حبك حقيقة الشمس‬
‫النصوص منها بشكل ملحوظ‪ ،‬وذلك لأن الشاعر‬
   ‫في سروده يحكي في سياق الرمز‪ ،‬وفي وصفه‬                         ‫***‬
    ‫يرصد في سياق المعاني المطلقة‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫الزمن يتوارى داخل الراوي الذي يتماهى بدوره‬                                   ‫عين واحدة تأسرني‬
                                                                                          ‫عينيك‬
      ‫مع الصور والأفكار والحالات داخل اللغة‪.‬‬
                                                                      ‫أنف واحد يشهد خضوعي‬
             ‫حوار الذات‬                                                                     ‫أنفك‬

  ‫من يرصد الضمائر عند محمد آدم يجد أن لغة‬                                      ‫صمت واحد يتكلم‬
  ‫“الأنا” الأكثر ظهو ًرا في النصوص‪ ،‬وهو ملمح‬                                              ‫صمتك‬
   ‫بنائي عند شعراء جيل السبعينيات من القرن‬                                                   ‫لغة‬
                                                                                          ‫واحدة‬
                                                                                          ‫أعرفها‬

                                                                                 ‫يقين جسمك(‪.)7‬‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33