Page 32 - merit 39 feb 2022
P. 32

‫العـدد ‪38‬‬   ‫‪30‬‬

         ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

           ‫بالوادي المقدس‪ ،‬هنا تجلى نور الرب لأخي فأنار‬
                    ‫السماء والأرض‪ ،‬اسجدوا للرب الإله»‪.‬‬
                    ‫وفي موضع آخر من ذات القصة يقول‪:‬‬

             ‫«عبروا الأرض التي تغرب فيها الشمس‪ ،‬أهداه‬
           ‫ملكها خوذة يعلوها قرنان من الذهب‪ ،‬سمي بذي‬
           ‫القرنين‪ ،‬وصلت القافلة لبين السدين‪ ،‬حط رحاله‪،‬‬
           ‫شكى كبيرهم إليه‪ .‬كل عام وفي نفس الموعد يغير‬
          ‫علينا نهران هائجان يهدمان السد‪ ،‬يفسدان أرضنا‬
         ‫وزرعنا‪ ،‬نجمع لك ما ًل وتبني لنا س ًّدا يحول بينهما‬
          ‫وبين أرضنا‪ .‬قال‪ :‬أتيت من بلادي إليكم لأتم هذه‬
           ‫المهمة‪ ،‬هذه أرض باركها الرب‪ ،‬بها مناجم عامرة‬
           ‫بالحديد والنحاس‪ ،‬أعينوني بقوة لنبني السد فقد‬

                             ‫اقترب موعد هجوم النهرين»‪.‬‬
               ‫ويظهر من خلال الفقرتين السابقتين التأثير‬
            ‫القرآني على المؤلف‪ ،‬رغم أن أخناتون سابق على‬
             ‫القرآن الكريم بحوالي ألفي عام تقريبًا‪ ،‬وأنه لم‬
           ‫يخرج من مصر لتلك الأراضي‪ ،‬ليبقى لنا تفسير‬
              ‫واحد وهو أن المؤلف استعار عناصر تاريخية‬
          ‫بذاتها ليبني عليها فنتازيا تاريخية‪ ،‬أجاد إخراجها‬

                         ‫ببراعة كي تصل فكرته إلى قرائه‪.‬‬
             ‫وإذا ما تناولنا البعد السياسي ‪The political‬‬
           ‫‪ dimension‬في هذه المجموعة القصصية‪ ،‬سنجد‬
          ‫أن الكاتب استخدم الرمزية بمهارة ‪-‬ربما ليتجنب‬

               ‫مقص الرقيب‪ -‬وعمد إلى عدم الزج بالأسماء‬
         ‫صراحة‪ ،‬فاستخدم إما أسما ًء مستعارة أو مبتورة‪،‬‬

             ‫كأن يقول نائبة في البار والمقصود هنا نائبة في‬
            ‫البرلمان‪ ،‬كما ورد في قصة «سوسو نار»‪ ،‬والتي‬
         ‫أعتبرها من أمتع قصص هذه المجموعة ذات المغزى‬

                                              ‫السياسي‪.‬‬
           ‫ففي هذه القصة يعالج المؤلف بحرفية ما يصيب‬

              ‫أهل الرأي أو القلم من السلطان‪ ،‬إذا ما تجرأوا‬
             ‫وخالفوه في القول‪ ،‬مثلما حدث مع سوسو نار‪،‬‬
           ‫التي تجرأت وخالفت قانون الجان‪ ،‬وعصيت أمر‬

               ‫السلطان‪ ،‬فاعتقلت ووضعت في القمقم لآلاف‬
          ‫السنين‪ ،‬حتى أصابها الهزال والوهن بعد أن تخلى‬

             ‫عنها الجميع‪ .‬ويأتي السؤال على لسان الراوي‪:‬‬
            ‫«يعني أنت كانت جريمتك إيه‪ ،‬قتلتي عفريت ولا‬
         ‫حرامية؟ فيأتي الرد‪ :‬لو كنت كده ماكنتش اتبهدلت‪،‬‬
             ‫وكنت خرجت بعفو من السلطان من زمان‪ ،‬أنا‬

‫أخناتون‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37