Page 160 - merit 40 apr 2022
P. 160

‫حال اختلاف القرشيين الثلاثة‬                                ‫العـدد ‪40‬‬                          ‫‪158‬‬
    ‫عن زيد بن ثابت في شيء من‬
  ‫القرآن أن يكتبوه بلسان قريش‬                                                ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬      ‫المسلمون وزاد عدد المسلمين‬
   ‫«فإنما نزل بلسانهم»‪ ،‬وهو ما‬                                                            ‫وتنوعت قراءاتهم للقرآن بحسب‬
    ‫حدث بالفعل عند اختلافهم في‬          ‫العاص بن أمية بن عبد شمس‬
   ‫قراءة «التابوت» التي كان زيد‬        ‫القرشي مولود سنة ‪ 2‬هجرية‪،‬‬                             ‫ما تعلموه من قراءة الصحابة‬
‫يقرؤها «التابوه» بالهاء على عكس‬       ‫وكان عمره ‪ 9‬سنوات عند وفاة‬                          ‫الذين اشتهروا في هذه الأمصار‪،‬‬
  ‫القرشيين الذين يقرؤونها بالتاء‬      ‫النبي بحسب المصادر‪ .‬وعبد الله‬
   ‫المفتوحة فكتبت «التابوت» على‬                                                                ‫ظهر الاختلاف في القراءات‬
                                         ‫بن الزبير ولد سنة ‪ 1‬هجرية‪،‬‬                           ‫وظهر معه التعصب من قبل‬
                   ‫لسان قريش‪.‬‬          ‫والده الزبير بن العوام ووالدته‬                       ‫المسلمين للقراءة التي تعلموها‬
  ‫أعتقد أن سؤال مثل «لماذا اختار‬        ‫أسماء بنت أبي بكر‪ .‬وقد كان‬                          ‫واعتادوا عليها‪ ،‬حتى كاد الأمر‬
                                                                                         ‫يصل للتأثيم‪ .‬أهل الشام يقرؤون‬
      ‫عثمان هذه الأسماء تحدي ًدا‬         ‫من أشد المدافعين عن الخليفة‬
    ‫لتكون هي المسؤولة عن جمع‬          ‫عثمان عندما بدأت الاضطرابات‬                               ‫بقراءة أب ّي بن كعب‪ ،‬وأهل‬
 ‫ونسخ المصحف دو ًنا عن غيرهم‬            ‫بعد ذلك‪ .‬والأخير عبد الرحمن‬                      ‫الكوفة يقرأون بقراءة عبد الله بن‬
    ‫رغم حداثة سنهم ووجود من‬          ‫بن الحارث‪ ،‬كان عمره حوالي ‪10‬‬                         ‫مسعود‪ ..‬وهكذا‪ .‬وحتى لا يزداد‬
 ‫كانوا أكبر منهم سنًّا وأكثر قر ًبا‬  ‫سنوات عند وفاة الرسول بحسب‬
   ‫للرسول خلال سنوات الوحي‬             ‫المصادر‪ ،‬أمه فاطمة بنت الوليد‬                        ‫الأمر سو ًءا ويتحول لفتنة قرر‬
                                     ‫بن المغيرة (لا أعلم هل هي نفسها‬                      ‫عثمان في حوالي سنة ‪ 25‬هجرية‬
       ‫المكي والمدني؟»؛ هو سؤال‬        ‫فاطمة بنت الوليد زوجة عثمان‬
 ‫مشروع ومنطقي‪ ،‬لكن لم أجد له‬                                                               ‫نسخ مصاحف للقرآن وإرسال‬
 ‫إجابة ولا يبدو أنه كان مطرو ًحا‬                      ‫قبل الإسلام)‪.‬‬                         ‫نسخة لكل مصر من الأمصار‬
                                      ‫من الشروط التي وضعها عثمان‬                         ‫لتكون هي المرجع عند الاختلاف‪،‬‬
   ‫للنقاش والبحث من أصله فيما‬                                                               ‫أي ًضا قرر حرق كل ماعدا هذه‬
   ‫روي عن تاريخ جمع المصحف‬              ‫لهذه اللجنة ألا يكتبوا شيئًا في‬                     ‫المصاحف المنسوخة حتى يغلق‬
‫الشريف‪ .‬بل على العكس‪ ،‬المرويات‬       ‫هذه المصاحف إلا بعد عرضه على‬                             ‫الباب على أي تنازع يمكن أن‬
   ‫المختلفة تنطلق دائ ًما من فضل‬                                                              ‫يؤدي إليه اختلاف القراءات‪.‬‬
                                       ‫«الصحابة جمي ًعا ويتحققوا أنه‬                         ‫وكان صاحب هذه الدعوة هو‬
     ‫هؤلاء الأربعة لأنهم تشرفوا‬       ‫قرآن ولم تنسخ تلاوته واستقر‬                            ‫حذيفة بن اليمان بعد أن شهد‬
                                       ‫في العرضة الأخيرة‪ ،‬فلم يكتبوا‬                      ‫اختلاف المسلمين من أهل الشام‬
                                                                                           ‫والعراق على القراءات‪ ،‬وظن ك ٌّل‬
                                         ‫ما نسخت تلاوته ولم يكن في‬                          ‫منهم أن قراءته هي الصحيحة‪.‬‬
                                     ‫العرضة الأخيرة»‪ .‬ومن الشروط‬
                                      ‫التي وضعها عثمان أي ًضا أنه في‬                             ‫اختار عثمان لهذه اللجنة‬
                                                                                           ‫أربعة‪ ،‬على رأسهم زيد بن ثابت‬
                                                                                         ‫الأنصاري الذي كان في الثلاثينات‬
                                                                                         ‫وقتها‪ ،‬وثلاثة من القرشيين كانوا‬
                                                                                         ‫في العشرينات من أعمارهم وقتها‪،‬‬
                                                                                          ‫أي أنهم ولدوا وقت هجرة النبي‬
                                                                                           ‫للمدينة تقريبًا‪ .‬هؤلاء القرشيين‬
                                                                                         ‫هم سعيد بن العاص‪ ،‬عبد الله بن‬
                                                                                          ‫الزبير وعبد الرحمن بن الحارث‪.‬‬
                                                                                          ‫لا يوضح القاضي أسباب اختيار‬
                                                                                           ‫عثمان لهذه الأسماء بخلاف ما‬
                                                                                          ‫قد ذكره ساب ًقا عن سبب اختيار‬
                                                                                          ‫أبو بكر لزيد بن ثابت‪ .‬سعيد بن‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165