Page 237 - merit 40 apr 2022
P. 237

‫‪235‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫حوار‬

‫نجيب محفوظ‬  ‫إبراهيم عبد المجيد‬                        ‫إيمانويل كانت‬     ‫باسم مستعار‪ ،‬ربما الكترونيًّا في‬
                                                                          ‫النت‪ ،‬أو ورقيًا خارج مصر‪ ،‬لم‬
     ‫العنوان إشكالية فنية‪ ،‬دائرة‬     ‫تمني ُت كتابته ولم يسعفني الوقت‬
      ‫تداخل بين النص والقارئ‪،‬‬            ‫والطاقة لإحضاره من أرض‬         ‫أقرر بعد‪ ،‬أتمنى إكماله ح ًّقا‪ ،‬لكن‬
     ‫والكاتب من حيث هو مبدع‪،‬‬                                           ‫ظني من الصعب نشره في الأجواء‬
   ‫والكاتب من حيث هو شخص‪،‬‬               ‫الخيال إلى العالم الخارجي‪ ،‬أو‬
   ‫والعالم بما فيه حتى اعتبارات‬      ‫لتهيئته للنشر بشكل أرضى عنه‪.‬‬          ‫الرجعية الحالية شديدة العداء‬
  ‫النشر‪ .‬غالبًا أضع عنوا ًنا مؤقتًا‬                                      ‫للحريات عمو ًما بما فيها التفكير‬
     ‫للعمل‪ ،‬قد يتغير أو يثبت مع‬         ‫عناوين رواياتك لافتة‬
  ‫الوقت واستمرار عملية الكتابة‪،‬‬             ‫ومختلفة‪ ،‬فعنوان‬                ‫والتعبير‪ .‬وكالعادة في الخلفية‬
‫وقد أضع قائمة بعناوين مقترحة‪،‬‬              ‫روايتك الأولى «قف‬           ‫عدد من الأعمال المتباينة في درجة‬
     ‫وأطلب آراء بعض الأصدقاء‬                 ‫على قبري شويا»‬
  ‫الموثوق في ذوقهم الفني‪ .‬أفضل‬                                           ‫الاكتمال منها رواية مكتوبة من‬
‫العناوين البسيطة الملفتة‪ ،‬والمألوفة‬       ‫يمزج بين الفصاحة‬               ‫سنين طويلة هي الأشد إلحا ًحا‪،‬‬
    ‫في الوقت نفسه‪ ،‬غير الكاشفة‬            ‫والالتزام النحوي في‬             ‫وبي شوق لمعاودة النظر فيها‪.‬‬
 ‫عن محتوى العمل‪ ،‬والتي تضيف‬             ‫المقطع الأول «قف على‬              ‫هذا وبعض القصص القصيرة‬
      ‫لخيال القارئ ولا تقيده أو‬        ‫قبري» ثم تختمه بكلمة‬               ‫المكتوبة وغير المنشورة‪ ،‬تصير‬
‫تستعلي عليه‪ ،‬هذا دون التقليل من‬         ‫عامية «شو َّيا» بمعنى‬
 ‫قيمة العناوين التي تميل للغرابة‪،‬‬        ‫«قلي ًل»‪ ..‬كيف تختار‬               ‫نواة رواية كبيرة‪ ،‬أو تبتلعها‬
                                     ‫عناوينك اللافتة؟ وما هي‬             ‫رواية أخرى‪ ،‬فأجد القصة التي‬
              ‫وأي طريقة أخرى‪.‬‬         ‫الفلسفة وراء هذا الخلط‬            ‫كان يمكن العمل على نشرها وقد‬
 ‫وفي العموم ربما هناك فلسفة أو‬          ‫بين الفصحى واللهجة‬
                                                                               ‫انتهت صلاحيتها للنشر‪.‬‬
   ‫رؤية كنت أدركها وجدانيًّا قبل‬                    ‫المصرية؟‬                ‫ولد َّي مشروعات أخرى على‬
    ‫الإدراك العقلي‪ .‬لهذا اندهشت‬                                          ‫هامش النطاق الإبداعي‪ ،‬أو ذات‬
      ‫في البداية عندما قيل لي إني‬                                           ‫منحى إبداعي تجريبي‪ ،‬منها‬
                                                                          ‫بضعة كتب مكتملة تقريبًا ‪-‬أو‬
                                                                           ‫مكتملة مؤقتًا‪ -‬غير منشورة‪،‬‬
                                                                         ‫أحدها عن عملية الكتابة بعنوان‬
                                                                       ‫«كيف تصبح ك ك»‪ ،‬وآخر ساخر‬
                                                                          ‫بعنوان «دليلك اللغوي»‪ ،‬وآخر‬
                                                                          ‫بعنوان «المواقف والمخاطبات»‪،‬‬
                                                                         ‫وآخر في نقد الهيمنة الدينية على‬
                                                                         ‫مصر بعنوان «الرجعي بطبعه»‪،‬‬
                                                                       ‫لكني لا بد لي من إعادة النظر فيها‬
                                                                        ‫كلها قبل النشر إن كان‪ ،‬والكتاب‬
                                                                          ‫الأخير تحدي ًدا أرغب في تبسيط‬
                                                                         ‫لغته‪ ،‬والتعامل مع ضخامته إما‬

                                                                                 ‫بالاختصار أو التجزئة‪.‬‬
                                                                       ‫لا أعرف إن كنت استطعت الإجابة‬

                                                                             ‫عن التساؤل أم لا‪ .‬لكن هذا‬
                                                                           ‫الحوار فرصة للفرح والحزن‪،‬‬
                                                                           ‫للبكاء والمرح‪ ،‬بصوت مرتفع‪.‬‬
                                                                       ‫يحزنني‪ ،‬قل يشقيني‪ ،‬تصور أني‬
                                                                        ‫سأموت مثق ًل وربما متسم ًما بما‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242